التعافي بالابتكار

التعافي بالابتكار

التعافي بالابتكار

 عمان اليوم -

التعافي بالابتكار

بقلم : منى بوسمرة

يظهر الاقتصاد الوطني كل يوم مرونة استثنائية في تجاوز التداعيات الاقتصادية لجائحة «كورونا»، فالمبادرات التي يتم إعلانها كل يوم، تكشف مدى كفاءة الاستجابة والتعامل مع تداعيات وتحديات الجائحة، وتكاد تلك المبادرات لا تتوقف، ما يبث رسائل اطمئنان لمجتمع الأعمال بأن المستقبل يحمل فرصاً لا تقل عن الفرص التي عايشناها طوال العقود الماضية.

المبادرات ليست بعيدة عن الواقع، بل تخرج من ميدان الأعمال، بسبب الشراكة والتمازج بين القطاعين العام والخاص، حيث اعتدنا أن تشكل الحكومة لجاناً مع القطاع الخاص للاستجابة لنبضه، وتكييف البيئات القانونية والإدارية التي تنهض دائماً بأعماله، ولاحظنا أثناء الجائحة تكثيفاً لأعمال تلك اللجان لاجتراح الحلول وابتكارها أمام واقع فرضه «كورونا».

مع العودة التدريجية للأعمال وفتح الاقتصاد بعد أوقات صعبة، بدأنا نلمس مؤشرات قوية للتأثير الإيجابي لمبادرات التحفيز المالية والإدارية والقانونية التي أعلنتها الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، والتي تتجاوز 100 مبادرة، جعلت الإمارات الأولى عربياً بتلك المبادرات من حيث العدد والقيمة والحجم وسرعة التطبيق.

من المؤشرات الإيجابية، التفاعل الذي أبدته أسواق الأسهم طوال الأسبوع الماضي في تسجيل ارتفاعات متتالية، ولتحقق أمس أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، بمعنى أنها تعود إلى مستويات ما قبل الأزمة الصحية، مع علمنا أن المضاربات في سوق الأسهم قد تعود بالأسهم إلى تراجع فصعود كما هي كل أسواق العالم، لكن تلك أيضاً علامة إيجابية بعودة الحيوية إلى الأسواق خصوصاً أن سيولة التداولات تسجل ارتفاعات مهمة، مع إقبال صناديق واستثمارات وطنية وأجنبية.

بالأمس نشرت مجلة فرنسية تقريراً عن قدرة دبي على تجاوز الجائحة وسبقتها إلى ذلك تقارير إعلامية ولمؤسسات دولية كثيرة، لكن اللافت في تقرير المجلة حديثها عن الابتكار في دبي، وأنها بذلك ستتمكن من الحفاظ على جاذبيتها العالمية لأنها تمتلك مقومات اجتياز الأوقات الصعبة بفعل الابتكار في اقتصادها.

وتوقعت أن تعود دبي في نهاية الأزمة حاملة فرصاً استثمارية جديدة، بفعل الابتكار الذي تعتمده في مشاريعها، والذي لمسناه أمس في أحدث مبادرتين، الأولى الإعلان عن اتفاقية لتطوير عدد من المشاريع الترفيهية والصناعية في مراسي ميناء راشد تحولها إلى مركز بحري إقليمي لتصبح على النطاق الأوسع مركزاً لصناعة واقتصاد اليخوت، وبالتالي تعزيز حضورها على خارطة السياحة العالمية.

والمبادرة الثانية، التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم، تمثلت بإتاحة سلع السوق الحرة بمطار دبي الدولي للتسوق الإلكتروني لغير المسافرين وتوصيلها لهم في أي مكان داخل الإمارات، ما يسمح بتدفقات مالية والحفاظ على الكادر الوظيفي في السوق التي تشتهر بفخامة سلعها وجودتها.

المحفزات لا تنتهي، حتى في الأحوال العادية، فما بالك في الظروف الاستثنائية، كثيرة هي الدول التي ألغت مشاريع وخفضت الميزانية في ظل الجائحة، لكن الإمارات أكدت أمس، أن ميزانية 2020 باقية كما هي، ولا نية لخفض الإنفاق ما يعني أن المشاريع خصوصاً الاستراتيجية التي تحرك عجلة الاقتصاد ماضية نحو الاكتمال.

الأعمال تمضي وتنتعش، وهناك روح جديدة تسري في أوصال الاقتصاد، محورها الابتكار، الذي تعرف الإمارات كيف تزيده نشاطاً وإبداعاً، خصوصاً أنها ترتقي في خدماتها الرقمية في كافة القطاعات، ما يمنحها الأفضلية على غيرها في العودة إلى التعافي الاقتصادي، والصعود مجدداً في مسار الانتعاش.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعافي بالابتكار التعافي بالابتكار



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab