طموحنا أبعد من المريخ

طموحنا أبعد من المريخ

طموحنا أبعد من المريخ

 عمان اليوم -

طموحنا أبعد من المريخ

بقلم : منى بوسمرة

لن نتعجل لنقول إننا وصلنا إلى المريخ، فتحديات الرحلة كبيرة وهائلة، لكننا الآن في الفضاء في الطريق نحو الكوكب الأحمر في واحدة من أعظم إنجازات الإنسان عبر التاريخ، يصنعها ابن الإمارات في رحلة استكشاف فضائية، لا ينفذها إلا من امتلك العلم والإرادة اللذين تكمن فيهما آليات تحقيق المعجزات.

الرحلة انطلقت ونجحت في كل مساراتها منذ الإعلان عنها قبل ست سنوات، لكنها ما زالت مليئة بالتحديات من التحكم بالمسبار وعند الهبوط على سطح الكوكب الأحمر في فبراير 2021 ثم جمع البيانات وغيرها وحتى انتهاء المهمة، لكن الأمل الذي يسكننا ويحمل اسم مسبارنا إلى فضاءات العلوم، يزيد تفاؤلنا بالوصول إلى المحطة الأخيرة.

لكن مجرد الانطلاق يملأ قلوبنا وعقولنا بالفخر والعزة والفرح، ونقول لفريق العمل أبدعتم ورفعتم رؤوسنا، ولم تدخلوا التاريخ فقط بل عبرتم إلى المستقبل أيضاً، ورفعتم أكاليل المجد، وأمسكت عقولكم بالعلم، حتى غدت الإمارات اسماً مرادفاً للعظمة والتفوق رغم حداثة نشأتها، وهو ما يحسب في سجل قياداتها التي أبدعت في الاستثمار وبناء الإنسان وتسخير كل الإمكانات لهذا الهدف، لأنه بدون الإنسان وبدون أن يكون هو الهدف فلا معنى ولا قيمة لأي إنجاز.

تاريخ اليوم بداية مرحلة مختلفة، تتضمن تعظيماً للأهداف وتغييراً في آليات العمل، وتطويراً لأساليب التفكير وتحفيزاً للطاقات، خاصة أن الجائحة الفيروسية العالمية كشفت عن كثير من الأمور التي تحتاج إلى إعادة برمجة وتوجيه على المستويات كافة، وأثبت مدى الحاجة إلى تطوير العلوم التي تخدم الإنسان، لا التي تستنزف الطاقات في الصراعات والتربّح.

لذلك وفي هذه اللحظة التي نعبر فيها إلى زمن جديد، والتي يكبر فيها الطموح الوطني باتساع الفضاء، تقدم الإمارات صورة جديدة للإنسان العربي في العالم وتستعيد أمجادهم، وما تقوم به أكبر بكثير مما يمكن أن تحققه حملات العلاقات العامة المدفوعة في الإعلام العالمي، التي يمكن أن تكون زائفة أو بهدف دعائي، أما الفعل الإماراتي فهو حفر في الوجدان العالمي لصورة جديدة إيجابية تحطّم الصورة التي رسمها الإعلام الغربي عن العرب عموماً. صورة تعلن للعالم عودة العرب إلى المنافسة العلمية والتأثير في مسار الأبحاث وتقدم البشرية.

نعلم أن الإنجاز الفضائي الإماراتي، شكل صدمة إعجاب وتقدير من الأشقاء والأصدقاء، ولن نشير لغيرهم فهم لا يستحقون، ولا يفهمون ولا يعرفون كيف تدار الأمور وتتحقق الإنجازات، ومن يعرف الإمارات يدرك أنه كلما حققت هدفاً منحها طاقة إضافية لما يليه من أهداف، حيث لا يزال في جعبة الإمارات الكثير، وما إنجاز اليوم إلا بداية لمرحلة جديدة وخمسين عاماً مختلفة في الطموحات والأهداف والإنجازات وآليات التنفيذ.

في مثل هذا اليوم، حققت البشرية إنجازاً تاريخياً بهبوط الإنسان على سطح القمر في العام 1969، واليوم يتشكل إنجاز جديد للبشرية، لكن الفاعل هذه المرة ابن الإمارات في رحلة أبعد إلى أعماق الفضاء وأكثر تعقيداً، لذلك انظروا إلى السماء، هناك نجم جديد يولد في الفضاء، من مضمون رؤية، وطاقة شعب، وعزيمة شباب، وطموح أهداف أبعد من المريخ، بدأ لمعانه يكبر موقداً شعلة أمل تستهدي به منطقة عاشت عقوداً في الظل وعلى هامش الحضارة، واليوم تعيدها الإمارات إلى واجهة المشهد العالمي، بطاقة العلم والخير التي لا تنضب.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طموحنا أبعد من المريخ طموحنا أبعد من المريخ



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab