محمد بن راشد شكراً على مئة عام

محمد بن راشد.. شكراً على مئة عام

محمد بن راشد.. شكراً على مئة عام

 عمان اليوم -

محمد بن راشد شكراً على مئة عام

منى بوسمرة
بقلم : منى بوسمرة

قبل أسبوع، كنا نوجّه الشكر للشيخ محمد بن راشد على خمسين عاماً في خدمة الوطن، صنع فيها ما لم يخطر على بال أو يتخيله عقل، حتى أصبحنا فيما نحن فيه اليوم من نهضة وضعت الوطن على خريطة الدول الفاعلة في العالم التي تشارك في التغيير الإيجابي لخير الإنسانية والعالم.

اليوم، حدّد لنا الشيخ محمد بن راشد خريطة طريق لخمسين سنة مقبلة، أي أنه ينقلنا فوراً ومباشرة إلى تخيّل مئوية الوطن في 2071، ليبدو مشهداً ساحراً من 100 عام، لأن الذي قاد خمسين عاماً مليئة بالإنجازات، وحصد الوطن منها التفوق والتميز والحياة الآمنة الرغيدة، قادر على أن يُعبّد لنا بخبرته ورؤيته طريقاً طوله خمسون عاماً مليئة باللوحات الإرشادية التي تصل بنا وبالوطن نحو المحطة التالية بأمان.

نحن اليوم بقيادتنا لا نكتب التاريخ فقط، بل نكتب المستقبل قبل أن يصل، نحدد الأهداف مبكراً لنضع آليات تحقيقها، وهو شرط أساسي للتقدم وبناء مقر دائم على القمة، هكذا فعلت وتفعل الدول التي حققت وتحقق أهدافها.

خمسون عاماً ليست زمناً طويلا في عمر الأمم والشعوب، خاصة عند الشعوب الحيوية التي تنظر بتفاؤل إلى المستقبل، عقيدتها العمل والإنتاج لخدمة البشرية، متسلحة بالقيم الرفعية التي تعينها على بلوغ الأهداف.

اليوم لا نقول: شكراً فقط لمحمد بن راشد، بل نقف إجلالاً وتقديراً لقائد استطاع أن يصل بنا إلى هذه المرحلة المثيرة للدهشة والإعجاب، التي تستنهض الهمم، وتعرف كيف تقود الطاقات وتتحرك بالإمكانات، ليس لتحقيق أقصى الممكن فقط، بل تحقيق المستحيل الذي نعيشه اليوم. نعم، نحن نعيش اليوم الواقع المستحيل، لأن دولاً تشبهنا بكل الإمكانات وربما تفوقنا بذلك، تعيش الواقع المرّ، لأن من نعمة الله علينا أن وهب هذا الشعب قيادة مخلصة حددت الهدف منذ اللحظة الأولى التي تولّت فيها المسؤولية، وقررت أن لا مستحيل، وانطلقت، فانطلق الوطن كله خلفها.

المبادئ الثمانية التي أعلنها محمد بن راشد تكشف مدى حرص قائد مثله على مستقبل الاتحاد، والتأكيد أن العلاقة الاتحادية هي علاقة عضوية لا تنفك بأي حال وفي أي ظرف، بمعنى أنها علاقة أبدية، الإمارات هي الجسد، والاتحاد روحه، فكيف للإمارات أن تعيش وتكبر وتنهض بلا روح، وكيف للروح أن لا تسكن هذا الجسد.

الاتحاد هو القاعدة وأساس البنيان، وشرط علوّه قوة القاعدة وصلابتها، وفي الوثيقة قدّم محمد بن راشد ما يزيد صلابتها، وهو العدل، فغيابه تهديد لكل منجز، وضرب لكل أمل، وتغييب للإبداع والعطاء والتقدم، فبلد العدل هو بلد تقدم ورفاه وعمل وإنتاج وتفوّق.

في كل مبدأ، قدّم محمد بن راشد الوصفة المثالية للنجاح، فالبعد عن السياسة غنيمة، لذلك نجحت دبي بتجنّب الاستثمار فيها، والتاريخ المعاصر يُثبت ذلك، انظروا إلى ألمانيا واليابان اللتين حققتا المعجزات ببعدهما عن السياسة، فكسبتا الحاضر والمستقبل.

إنها حكمة القائد المهموم بمستقبل بلده، والمحافظة على تفوّقه الاقتصادي والعلمي، وزيادة تنافسيته، وتشكيل شخصية متفردة لمجتمعنا، هدفه زيادة الإنتاجية بصمت وانضباط يتحدى التحديات، مشغول بالمستقبل، ولا يلتفت إلى مغاليق التأخر مثل الكراهية والتعصب والتمييز، بل يمسك بمفاتيح المستقبل والتسامح، والقدرة على التكيف مع المتغيرات وصناعة الفرص عبر تنويع الاقتصاد، وهو النهج الذي اعتمدته دبي منذ عام 1833، واستطاعت من خلاله استحداث كل الفرص التي تصنع اقتصادها، وهو مبدأ تفرضه التقنيات الحديثة التي بدأت تحكم ملامح الحياة في العقود المقبلة، واستحداث قطاعات اقتصادية جديدة، كما يحدد محمد بن راشد، لن يتحقق إن لم تكن دبي أرضاً للمواهب في كل القطاعات، وقِبلة للمبدعين الذين يضم وجودهم فرصاً جديدة للنمو والتقدم والإبداع والابتكار والرخاء.

كل هذا من أجل الحاضر وأجيال المستقبل، وضرورة ضمان رغد العيش عقوداً مقبلة، وتخصيص جزء من الثروة المتحققة للأجيال بما يحميهم من تقلبات السياسة ودورات الاقتصاد العالمية.

ثمانية مبادئ للحكم والحكومة تتشابك ببعضها، فهي حزمة واحدة، نجاح كل منها مرهون بنجاح الأخرى، فهي مخزن طاقة لا ينضب، ومحرك وقوده قيم الوحدة والعدالة والتسامح والإنتاج والتنوع والموهبة والتفرد، وهي قيم لا تستقيم ولا تعمل إلا بالعلم والمعرفة.

شكراً محمد بن راشد على خمسين سنة مضت، شكراً على خمسين سنة قادمة. شكراً على مئة عام.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

omantoday

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 12:41 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

نحن وفنزويلا

GMT 12:39 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

رحلة لمعرض الثقافة

GMT 12:37 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

ذكرى 25 يناير

GMT 12:35 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

فى الصراع الأمريكى - الإيرانى: حزب الله فى فنزويلا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد بن راشد شكراً على مئة عام محمد بن راشد شكراً على مئة عام



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab