العولمة الأمريكية

العولمة الأمريكية

العولمة الأمريكية

 عمان اليوم -

العولمة الأمريكية

بقلم: عبد المنعم سعيد

إذا كانت العقود الثمانية الأولى من القرن العشرين شهدت الخروج الأمريكى إلى العالم، وممارسة الحرب الساخنة والباردة فيه عالمية أو إقليمية، وجرى ذلك بالتبادل بين الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين منذ تيودور روزفلت حتى رونالد ريجان، فإن ربع القرن الذى تلا من تسعينيات القرن شهد العولمة الأمريكية تشمل العالم كله. البداية كانت مع الرئيس الجمهورى جورج بوش الأب، ومن بعده الرئيس الديمقراطى بيل كلينتون، وكلاهما عمل على إعادة ترتيب الأوضاع العالمية للتعامل مع الاتحاد السوفيتى وترتيب الأوضاع فى أوروبا، خاصة البلقان، ووضع الشرق الأوسط على طريق السلام انطلاقا من مؤتمر مدريد. بات العالم منسجما مع التقاليد الأمريكية لتحرير التجارة وإنشاء منظمة التجارة العالمية واستيعاب روسيا والصين فيها، وتنظيم انتقال رءوس الأموال لمواجهة الأزمات المالية الدولية. بات العالم «قرية صغيرة» يشرف على أمنها «الشريف» الأمريكى وأقماره الصناعية وأسلحته العابرة للقارات والمحيطات.

المدهش هو أن ما بدا حلما جميلا سرعان ما تحول إلى كابوس مخيف عندما نجح جورج بوش الابن فى كسب الانتخابات الرئاسية فى مواجهة آل جور الذى كان امتدادا فكريا للرئيس كلينتون. الرئيس الجديد حمل معه إلى السلطة والبيت الأبيض حزمة من أفكار «المحافظين الجدد» الذين أعلنوا عزمهم أن يكون القرن الحادى والعشرون قرنا أمريكيا، مما جعل هذه الفكرة تتعدى سبل التجارة والاقتصاد والأفكار إلى استخدام السلاح بعد ما جرى من أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى سرعان ما قادت إلى غزو أفغانستان والعراق، وشن الحرب على الإرهاب من خلال تغيير النظم السياسية التى باتت متهمة بتوليده. انتهى الشكل الأمريكى الباسم للعولمة وخرج الشكل القبيح الذى ظهر فى الأزمة المالية العالمية الكبرى 2008، وخلق حالة من الفوضى العالمية التى ترتب عليها نزوح اللاجئين والمهاجرين من جنوب العالم إلى شماله، ولم يفلح الرئيس التالى باراك أوباما وعرقه الأسود فى تحقيق ردة للقرن الأمريكى بانكماش تتراجع فيه أمريكا عن العالم.

* نقلا عن " الأهرام "

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العولمة الأمريكية العولمة الأمريكية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab