حيث تقع مارينا

حيث تقع مارينا

حيث تقع مارينا

 عمان اليوم -

حيث تقع مارينا

بقلم: سليمان جودة

تشعر وأنت تتابع حركة ساحلنا الشمالى بدءًا من شرق الإسكندرية فى اتجاه الغرب أنه عرف على طول تاريخه ما تعرفه الموضة من سنة إلى سنة.

ففى كل عام يترقب أهل الموضة فى عالم الأزياء ما سوف تأتى به فى عامها الجديد، ولا يختلف القميص مثلًا من عام إلى عام فى تصميمه الأساسى، وإنما يختلف فى شكله وفيما يدخل عليه من تعديل وتبديل، ولكن القميص فى النهاية هو قميص فى خطوطه الرئيسية.

وبالنسبة للإسكندرية، عاش المصريون لفترة يقضون الصيف فى الشاطئ الممتد من المعمورة شرقًا إلى العجمى غربًا، ولم تكن حركة المصيف تخرج عن هذه المساحة، وكانت الحكومة نفسها تقضى ما تراه من صيفها فى داخل هذه المنطقة لا خارجها.

ولكن طرأ على الشاطئ ما يطرأ على الكائن الحى من النمو والتطور، وبدأ ينمو ويتطور غربًا فى اتجاه مرسى مطروح، ولا تعرف لماذا غربًا على وجه التحديد، ولا لماذا لم يتمدد شرقًا؟.. فالبحر واحد فى الحالتين، والشاطئ هو نفسه فى الناحيتين، ولكن لأمر ما كان الغرب هو الأشد إغراءً، وكانت مطروح هى الأكثر جذبًا فى توجيه الحركة ناحيتها!.

ومن العجمى إلى مارينا كانت هذه هى حدود التمدد لسنوات، وكان زحف الشاطئ فى هذا الاتجاه يشير إلى أنه يجذب كثيرين سنةً بعد سنة، وكانت أسماء القرى السياحية تتعدد وتتنوع، وكان اسم مارينا هو صاحب نصيب الأسد فى شهرته وجاذبيته بين بقية الأسماء.. ولم يكن هذا يعنى أن الشاطئ القديم بين شرق الإسكندرية وغربها قد صار خاليًا من الذين يحبونه، فلا يزال له جمهوره الذى يفضله، ولكن منطق الموضة كان حاكمًا فيه، وكان قانونها نافذًا عليه، وكانت المسافة من العجمى إلى آخر مارينا غربًا وكأنها موضة السنة أو المرحلة.

ولم يكن هذا يعنى أن شاطئ المدينة القديم قد اختفى، فلقد بقى فى مكانه من المعمورة للعجمى، وبقى يستقبل رواده الذين عاشوا يعرفونه ولا يعرفون سواه، ولكنه بقى مثل موضة السنة الماضية التى قد يرتديها قطاع من الجمهور، ثم يظل يحس بينه وبين نفسه أن ما يرتديه ليس على الموضة التى تمشى بين الناس!.

ولم تتوقف الموضة على الشاطئ عند مارينا طبعًا، وإنما مضت فى سعيها على طريق مطروح، وكانت فى حركتها تدل على أنها لا سقف لها، وأنها تخضع للقوانين الحاكمة للحياة، التى لا تعرف الجمود ولا السكون، فهكذا كان حال الشاطئ وهو يبدأ مسيرته من المعمورة إلى حيث راح يواصل ولا يتوقف!.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيث تقع مارينا حيث تقع مارينا



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab