اسمي تايلور

اسمي تايلور

اسمي تايلور

 عمان اليوم -

اسمي تايلور

بقلم - إنعام كجه جي

 

خمسة وأربعون ألفاً حضروا للاستماع إليها وهي تغني في باريس لثلاث ساعات وعشرين دقيقة دون انقطاع. سحبة واحدة. وأنا الفقيرة بمتابعاتي الموسيقية المعاصرة أخجل من الاعتراف بأنني لم أحفظ لها أغنية ولا ربع أغنية. تلك هي تايلور سويفت. وما أدراك ما تايلور سويفت؟ فنانة استعراضية أميركية في الرابعة والثلاثين من العمر، وصفتها مجلة «فوربس» بأنها أول مغنية دخلت نادي أصحاب المليارات بفضل أرباحها من الموسيقى. يقال عنها إنها ليست مجرد مطربة شهيرة بل «ميغا ستار». أي نجمة مضروبة في مليون.

مساء الخميس الماضي لم يبق مقعد شاغر في «باريس أرينا». أكبر صالة مغطاة في كل أوروبا. ربع الحضور جاء من الولايات المتحدة. لحقوا بها في أولى حفلات جولتها الأوروبية ولم يصبروا على عودتها إلى قارتهم. بينهم من ارتدى ثياب الكاوبوي ومن جاءت بفستان عرسها. في معصم كل منهم سوار مضيء يمنح له عند الدخول. فرغت أكشاك بيع الأسطوانات والتذكارات بلمح البصر.

لم تترك المغنية جمهورها ينتظر على عادة المطربات المدللات، بل بدأت استعراضها قبل موعده بست دقائق. نبعت على المسرح بفستان أحمر برّاق فزلزلت الأرض تحت الأقدام واحتار الدليل. ليت للمرء أربع أكفّ لكي يصفّق باثنتين ويصوّر الحدث باثنتين. ليت له ستّ أقدام وخاصرتان ليلاحق رقصها وتحركاتها.

اسمي تايلور. هكذا قدّمت نفسها. يا عيني على التواضع. عبّرت عن سعادتها لأنها بدأت جولتها الأوروبية من «أكثر المدن رومانسية». غنّت فوق حلبة تتوسط الصالة الشاسعة مع إخراج فوق الوصف. منصات تتحرك صعوداً وهبوطاً ودراجات فوسفورية وحوريّات راقصة وذبذبات موسيقية تهزّ الفضاء وتخترق الأجساد. والمغنية حمامة ذات شعر أشقر طويل تقطع الحلبة بخطوات عريضة واثقة. ترقص وتطير وتحطّ. تغيّر بدلاتها وتسريحاتها بقدرة قادر وراء ستائر من أضواء ودخان. تختار من الثياب كل ما يبرق ويزغلل.

بدأت بأغنية عن ملكة جمال أميركية وأمير كسير القلب. التمعت آلاف الهواتف والأساور المضيئة في الأيدي. أدارت النجمة الكونية وجهها في الجهات الأربع وسمعت صيحات الإعجاب من آلاف الحناجر. تطربهم وتنطرب لسطوتها عليهم. تقول للحضور إنهم جمهور رائع وهي تشعر بأنها قوية بينهم. كيف لا تكون قوية وقد تفوقت في أعداد متابعيها ومبيعاتها على أعمدة تاريخية راسخة من أمثال فرانك سيناترا وإلفيس بريسلي و«البيتلز» وبربارة سترايسند ووتني هيوستن. نحن في زمن «اليوتيوب» والوسائط المتعددة. غادرنا عصر الراديو والأسطوانة السوداء الدوارة وسينما السيارات.

تايلور سويفت تمثّل وتغني وتلحّن وتعزف وتربّي القطط. نشأت في عائلة ميسورة وكانت ضمن كورال الكنيسة، تنشد الأناشيد مع جدّتها عاشقة الأوبرا. أمضت طفولتها في مزرعة لأشجار عيد الميلاد ودرست في مدارس خاصة. أخذت دورات في الموسيقى والكتابة الأدبية وركوب الخيل ونالت كؤوساً في الفروسية. وفي سن الحادية عشرة أدّت النشيد الوطني في مباراة رياضية محلية أمام آلاف المشجعين. جيء لها، في العام التالي، بمعلم للحاسوب لكنها تعلمّت منه العزف على الغيتار. لم تكن عشبة طفيلية إنما حققت نجاحها بذراعيها. ليست عنيدة، بل تعرف كيف تحقق ما تريد. تكتب «الفايننشال تايمز» أن تأثيرها تجاوز الفن والثقافة وصار له وقع على اقتصاديات الدول. حفلاتها الأخيرة في سنغافورة عادت على البلد بمداخيل تجاوزت المليارات. كأن المدينة استضافت الألعاب الأولمبية أو كأس العالم لكرة القدم.

أتفرج عليها وأفكّر أن ذوقي في مكان آخر. هذا الصخب كثير عليّ.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسمي تايلور اسمي تايلور



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:18 2025 الأحد ,13 إبريل / نيسان

قيمة التداول العقاري في عُمان تتراجع 64%

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon