لماذا تتهم إيران الكويت

لماذا تتهم إيران الكويت

لماذا تتهم إيران الكويت

 عمان اليوم -

لماذا تتهم إيران الكويت

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لم تمارس دولة في العالم دبلوماسية المداراة كما فعلت الكويت. كانت أول دولة تولد وتستقل في الخليج وأول دولة خليجية يتدفّق فيها النفط وتنفتح عليها عيون الشرق والغرب وخصوصاً عيون الأشقاء العرب الذين إما بلا نفطٍ على الإطلاق وإما مضاعفة ما لديهم من ثروات. وإضافة إلى العرب كانت قبالتها إيران التي تدّعي كل الخليج بما فيه من نفطٍ وسيادة وعروبة. تصرّف الكويتيون على أن الجغرافيا قدرٌ لا بدّ من التعايش معه. ورسموا سياساتهم العربية والدولية على هذا الأساس. كانوا أول من اعترف بالصين الشعبية التي لا مقعد لها في الأمم المتحدة. وأقاموا علاقة مستقلّة مع موسكو السوفياتية. لعبوا دوراً بارزاً ضمن مجموعة عدم الانحياز. إلا أنهم لم يتركوا شكاً في انتمائهم إلى الأسرة الدولية التي تشكّل الولايات المتحدة عمادها الاقتصادي والتجاري.
لم تنفعها كل تلك المهارة الصعبة. فخوفها التاريخي القديم من الطمع العراقي ما لبث أن تحقق. وفي ليلة مقمرة أصبح صدام حسين وجيوشه في قلب العاصمة الكويتية. ثم عادت فخرجت من فم التنين في عملية سياسية عسكرية لا سابقة لها في التاريخ. وفيما تراجع العراق المقتحم أطلّت عليها وعلى سائر الخليج السياسة الإيرانية الاقتحامية. أيضاً حاولت الكويت أن تمارس عراقتها الدبلوماسية إلى أكبر حدٍ ممكن. أي دون أن تتخلى لحظة واحدة عن روحها الوحدوية وعن صلاتها الأخوية وعروقها الوجودية. وبعد محنة الاحتلال العراقي وخلاصها العجائبي من فم التنين، كان لا بد لها من تحالفات عسكرية تردُّ عنها الأطماع السهلة.

أدّت هذه السياسات المعتدلة في ظلّ مؤسس الدبلوماسية الكويتية إلى هدوءٍ واضح في علاقات الدولة مع الخارج. لم يترك الشيخ صباح الأحمد أي مجالٍ للغموض أو التفسير في أولويات الكويت، إلا أنّه ترك الباب واسعاً في البحث عن حسن الجوار حيثما كان الأمر ممكناً ولا يهدد استقلال الكويت أو تحالفاتها العربية. ما من أحدٍ يعرف لماذا اختارت إيران أمس البحث عن خلافٍ لا معنى له مع دولة الكويت عندما قررت أن الطائرات التي قامت باغتيال قاسم سليماني أقلعت من قواعد أميركية في الكويت. جاء الاتهام في هذا الوقت من البلبلة المأساوية القائمة في سماء الشرق. وأفظعُ ما فيها الخلط بين الطيران المدني والصواريخ العسكرية. فالصواريخ التي تتباهى بها إيران وتطلقها في كل الاتجاهات لم تستطع التمييز بين طائرة مدنية تحمل 176 بريئاً وبين الأسراب الجوية المتعددة الجنسيات والتي تحوم طوال النهار والليل في سماء الخليج. هل اختارت إيران اتهام الكويت من أجل أن تحمي دولاً أخرى؟ أم من أجل إضافة دولة أخرى إلى هوايتها في مناصبة العداء للجميع؟

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تتهم إيران الكويت لماذا تتهم إيران الكويت



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:18 2025 الأحد ,13 إبريل / نيسان

قيمة التداول العقاري في عُمان تتراجع 64%

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon