الجاحظ عاشق الكِتَاب وشهيده

الجاحظ... عاشق الكِتَاب وشهيده!

الجاحظ... عاشق الكِتَاب وشهيده!

 عمان اليوم -

الجاحظ عاشق الكِتَاب وشهيده

بقلم:تركي الدخيل

أبو عثمان الجاحظ (ت 255هـ = 869م)، هو كبيرُ أئمَّةِ الأدب.

في «معجم الأدباء»: «قال أبو هفان: لم أرَ قطُّ، ولا سمعتُ بمن أحبَّ الكتبَ والعلومَ أكثر من الجاحظ، فإنَّه لم يقع بيده كتاب قطّ، إلا استوفَى قراءتَه كائناً ما كان، حتى إنَّه كانَ يكتري دكاكين الوراقين ويبيتُ فيها للنظر».

قُلتُ: ولا أعلمُ أحداً كتبَ في محاسنِ الكِتاب، ومدحِ الكتب، مثل الجاحظ، إذ يقول فيه: «نعمَ الذخرُ والعقدة هو، ونعم الجليسُ والعدّة، ونعم النشرةُ والنزهة، ونعم المشتغلُ والحرفة، ونعم الأنيسُ لساعة الوحدة، ونعم المعرفةُ ببلاد الغربة، ونعم القرينُ والدخيل، ونعم الوزيرُ والنزيل. والكتابُ وعاءٌ مُلئَ علماً، وظرفٌ حُشي ظرفاً، وإناءٌ شُحن مزاحاً وجدّاً؛ إن شئتَ كانَ أبينَ من سحبان وائل، وإن شئتَ كانَ أعيا من باقل، وإن شئتَ ضحكتَ من نوادره، وإن شئتَ عجبتَ من غرائبِ فرائده، وإن شئتَ ألهتكَ طرائفُه، وإن شئتَ أشجتْكَ مواعظُه. ومن لك بواعظٍ مُلهٍ، وبزاجرٍ مُغرٍ، وبناسكٍ فاتك، وبناطقٍ أخرس. ومن لك بمؤنسٍ لا ينام إلّا بنومك، ولا ينطقُ إلّا بما تهوى؛ آمنُ من الأرض، وأكتمُ للسرّ من صاحب السرّ، وأحفظُ للوديعة من أربابِ الوديعة...

لا أعلمُ جاراً أبرَّ، ولا خليطاً أنصفَ، ولا رفيقاً أطوعَ، ولا معلّماً أخضعَ، ولا صاحباً أظهرَ كفاية، ولا أقلّ جناية، ولا أقلّ إملالاً وإبراماً، ولا أحفل أخلاقاً، ولا أقلّ خلافاً وإجراماً، ولا أقلّ غيبة، ولا أكثر أعجوبة وتصرّفاً، ولا أقلّ تصلّفاً وتكلّفاً، ولا أبعد من مراء، ولا أترك لشغب، ولا أزهد في جدال، ولا أكفّ عن قتال، من كتاب. ولا أعلم قريناً أحسن موافاة، ولا أعجل مكافأة، ولا شجرة أطول عمراً، ولا أجمع أمراً، ولا أطيب ثمرة، ولا أقرب مُجتنىً، ولا أسرع إدراكاً، من كتاب».

وما سبق بعض ما كتب الجاحظ بجمال بيانِه، عن الكتاب، مدحاً، ربما لم يمدح بمثله غيره.

ومن عجائب الدنيا، أن عاشقَ الكتاب، قتله الكتابُ!

قال الزركلي في (الأعلام)، عن الجاحظ: «مات والكتاب على صدره. قتلته مجلداتٌ من الكتب وقعت عليه».

omantoday

GMT 20:15 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات كبرى تقرّر مستقبل الشّرق الأوسط

GMT 20:12 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لا تعزية حيث لا عزاء

GMT 20:11 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

حطب الخرائط ووليمة التفاوض

GMT 20:10 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

خرافات العوامّ... أمس واليوم

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

الخصوصية اللبنانية وتدوير الطروحات المستهلكة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجاحظ عاشق الكِتَاب وشهيده الجاحظ عاشق الكِتَاب وشهيده



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 23:29 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبارات مثيرة قوليها لزوجكِ خلال العلاقة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 19:40 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 08:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الثور

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:24 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon