أذرع السعودية القوية

أذرع السعودية القوية

أذرع السعودية القوية

 عمان اليوم -

أذرع السعودية القوية

بقلم :سوسن الشاعر
بقلم :سوسن الشاعر

إننا في مرحلة خلط الأوراق والكذب والنكران والجحود، سلط فيها محور مقاومة العروبة سلاحه لقلب الأمة العربية، فتعرضت دول التحالف الرباعي التي تصدت لتآمر الإخوان وتآمر أتباع إيران لحملات إعلامية شرسة، سواء من قيادات هذا المحور أو من شخصيات نكرة ليس لها تاريخ أو ثقل سياسي تعاونهم جيوش إلكترونية، جمعت من كل حدب وصوب لشيطنة المحور العربي، ووجد المواطن الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، كما من الروايات الكاذبة التي صورت دوله على أنها خائنة، مشوهين بقصد وبتعمد وبشكل ممنهج، تاريخ ومواقف الأسر الخليجية الحاكمة برواياتهم التي بقيت الساحة خالية إلا منها.
أعتقد أننا مقبلون على نهج مختلف للمملكة العربية السعودية تعيد من خلاله الأمور لنصابها، وتفتح الباب أمام تعدد الروايات التاريخية لأحداث جسام مرت على هذه المنطقة، لم يعلم أحد عن حقيقة وحجم الدور السعودي فيها بسبب سياسة الصمت المتحفظ التي كانت نهجاً ثابتاً تمسك به على مرّ التاريخ جميع ملوك السعودية، إنما لا أعتقد أنَّ أياً منهم، رحمهم الله، توقع أو تخيل أن يصل النكران والجحود لما قدمته السعودية للأمة العربية والإسلامية بل للإنسانية جمعاء إلى هذا الحد، ولم يدر في ذهنهم أن يتجرأ أحد على تزوير الحقائق والتعتيم عليها إلى مستوى متدن كالذي شهدناه مؤخراً من عدد من المسؤولين في الدول العربية، بل وعدد من قيادات الدول الإسلامية التي راهنت على استمرار تلك السياسة السعودية الإيثارية الصامتة، واحتفاظهم بالساحة الإعلامية يقولون فيها ما يريدون.
ولم يكتفوا بل أطلقوا ألسنة الغوغاء كي يكيلوا للمملكة ولدول الخليج كمّاً من السباب والإساءات واتهامات باطلة تسيَّدت الساحة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت رواياتهم الباطلة، وكأنها هي التاريخ الحقيقي لنا.
أضف لذلك أن نهج التعامل من هذه الافتراءات شكَّل وعياً ضبابياً لأجيال سعودية جديدة لم تعاصر ولم تعايش المحطات المفصلية في تاريخ الشعوب العربية، ولم تسمع من أصحاب المواقف الأصليين روايتهم للحدث، بل سمعتها من الآخرين، فخلقت المسافة الزمنية الكبيرة فراغاً عبأه الآخرون برواياتهم المنتقصة المبتورة نيابة عن المملكة.
ورغم أن المواطن السعودي كان مدافعاً شرساً قوياً تحرك من منطلق الثقة بقيادته وبحكمتها وبإنسانيتها، وبناء على ما يراه من مواقف مشرفة عاصرها دافع عن قيادته حتى من دون امتلاكه للمعلومة التاريخية الكاملة، فإن من حقه أن يعلم ومن حقه أن يعرف ما جرى وراء الكواليس في تلك الحقب، ومن حقه أن يعرف أن ثقته كانت في محلها، وأنه ينتمي لدولة مواقفها مشرفة فليرفع رأسه دوماً.
الأجزاء الثلاثة للقاء الأمير بندر لم تلقِ الضوء إلا على جزء يسير مما هو مطموس من الجبل الجليدي، في حين بقي الجبل في الظل مطموساً وبقيت مآثر الدولة الحقيقية بعيدة عن الضوء الإعلامي لعقود، ثم جاء الكشف عن جزء يسير من هذا الجبل الشامخ بتسليط الضوء على الدعم «السياسي» السعودي للقضية الفلسطينية العادلة، ولم تتطرق إلى الدعم «المادي» الذي قدمته السعودية للإخوة في فلسطين، وهو يفوق ما قدمته أي دولة أخرى في العالم، إنما تحدث الأمير بندر عن مكانة فلسطين لدى حكام السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز، رحمه الله، وصولاً إلى الملك سلمان حفظه الله، والدعم السياسي الذي قدمته السعودية طوال تلك الفترة، وكيف كانت القضية الفلسطينية لها الأولوية، يحملونها معهم أينما حلوا، ويقدمون ملفها على الملف السعودي في أي اجتماع أو لقاء، وقد كان شاهداً عليها ولاعباً رئيسياً في معظمها.
من الآن فصاعداً لم تعد هناك رواية واحدة تتسيَّد الساحة مثلما كان الأمر في السابق، حين كانت السعودية لا تكثرث للمتقولين، وتترك للآخرين حرية التصرف في سرد الأحداث، بل وسرد دورها نيابة عنها مقلصين من ذلك الدور أو متجاهلين له.
وتخيلوا لو أن الذاكرة الوطنية السعودية المخزونة لعدد كبير من المسؤولين الذين عايشوا الأحداث الجسام التي مرت على المنطقة تحدثوا، ورووا الرواية السعودية حديثاً مدعماً بالوثائق والأدلة والبراهين، تخيلوا وزراء النفط ووزراء المالية ووزراء الخارجية والسفراء وغيرهم، فالجراب ما زال حافلاً بشهود للعصر نفذوا سياسة المملكة لخدمة الآخرين وعدم فضحهم والستر عليهم، فإننا سنكون أمام صندوق مليء بالمفاجآت يعيد رسم التاريخ من جديد.
لقاء الأمير بندر كان قنبلة ما زالت شظاياها تلملم من مسافات بعيدة كشفت عن المخالب الإعلامية السعودية، وبينت أنها قادرة على استخدمها لو أرادت. فلا تجربوا حظكم معها.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أذرع السعودية القوية أذرع السعودية القوية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab