إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن

إضراب الفنانين... من مبارك إلى بايدن

إضراب الفنانين... من مبارك إلى بايدن

 عمان اليوم -

إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن

بقلم: طارق الشناوي

كل دول العالم مع اختلاف الدرجة اكتوت بنيران الحرب الروسية الأوكرانية، دفعنا جميعاً أو على الأقل شاركنا في تسديد فاتورة الحرب، مهما كانت قناعاتك السياسية والفكرية مع أو ضد هذا الطرف أو ذاك، سوف تكتشف أنك قد دفعت الثمن، حدث ارتفاع عالمي في أساسيات الحياة وأولها أسعار القمح، والمواطن البسيط سدد الفارق.

هل نتأثر بإضراب هوليوود، خاصة بعد انضمام النجوم إلى الكتاب في توقفهم عن العمل؟ الفيلم الأمريكي وأقصد به «الهوليوودي» هو الخبز اليومي في العالم، مهما حققت أفلام الهند والصين وأوروبا وغيرها من نجاح يظل للمذاق الأمريكي سحر خاص، قد يراها البعض مجرد قضية تهم قطاعاً محدوداً من البشر، إنهم «المترفون في الأرض» الوجه الآخر لـ«المعذبون في الأرض» رواية طه حسين الشهيرة التي تناول فيها الفقر والعوز، الذي عانى منه المصريون في الأربعينات، البعض في عالمنا العربي، يرى الموقف وكأنه إضراب «الكافيار» مقابل «رغيف الخبز»، ولهذا يقلب الصفحة سريعاً، على طريقة المثل المصري الشهير «همّ يضحك وهمّ يبكي»، نجوم هوليوود الوجه الآخر لهم هو الضحك، فلا توجد معاناة، إنها الصورة المخملية التي توارثناها من جيل إلى جيل، رغم أن كل شيء في الدنيا نسبي، ومعاناة إنسان لا يجد قوت أولاده، تتوافق مع إنسان آخر يبحث عن نوع محدد من «الشامبو» ولا يجده.

السينما تغلغلت في كل تفاصيل الحياة، الحرب الروسية الأوكرانية دخلت طرفاً، وشاهدنا كيف أن المهرجانات الأوروبية وأيضاً مسابقة الأوسكار، صاروا شريكاً أساسياً أشبه بمنصات تطلق قنابل عنقودية في مواجهة روسيا، استبعاد أفلام روسية والاحتفاء بزيلينسكي وهو يقدم خطاباً في الافتتاح أو فيلماً يتناول كفاح الأوكرانيين. لو تصورنا أن مهرجاناً بحجم «فينيسيا»، الذي يفتتح 30 أغسطس (آب) دورته القادمة التي تحمل رقم 80، فهو أقدم مهرجان عالمي، لو أن المهرجان سيعرض فيلماً عن الحرب يروي ما فعله الروس من تجاوزات، ورغم ذلك فلن يحضر النجوم التزاماً بقرار النقابة أي عروض خاصة، القرار النقابي لا يستثني أحداً، كما أن الترويج للفيلم الجديد من خلال حضور النجوم بات أيضاً طبقاً لهذا القرار من المستحيل تنفيذه.

خطط عروض الأفلام الجاهزة للبرمجة خلال الأشهر القادمة في العالم كله، سوف تتأثر سلباً، دورة رأس المال، التي تقدر بالمليارات، ستتوقف.

نحن أمام حالة من التصعيد بين الطرفين، النجوم والكتاب لديهم توجس مسبق من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل للعمل الفني (تأليف وتمثيل وإخراج)، وهو تخوف مبالغ فيه، لا يمكن تصور أن الحالة الإبداعية يحل محلها جهاز، فهو يستطيع إنجاز قسط وافر قطعاً، ولكن اللمسة الإبداعية الخاصة، وهي هبة إلهية من المستحيل استنساخها.

الشركات الكبرى ومع زيادة منصات البث بمختلف أنماطه تحقق مكاسب مضاعفة تحتكرها لحسابها، متجاهلة شركاء النجاح، قطعاً كانت هناك محاولات مسبقة بين كل الأطراف للوصول إلى منطقة متوسطة، وكالعادة ما دام هناك طرف لا يملك وسيلة ضغط مؤثرة فلن يلتفت إليه أحد، في هوليوود الإضراب مؤكد سيؤدي إلى تحريك الموقف قليلاً (شوية هنا وشوية هناك)، ولن ينتهي كما تتصور شركات هوليوود إلى المربع رقم صفر.

أتذكر عام 1987 اعتصم الفنانون المصريون داخل نقابة السينمائيين الكائنة أمام المعبد اليهودي وسط مدينة القاهرة، كانت مطالبهم هي تغيير القانون (103) الذي أسقط الحد الأقصى للنقيب للبقاء على الكرسي (مرتين) لا يستطيع تجاوزه، ويومها وللتصعيد أضربت تحية كاريوكا عن الطعام وهي في الثمانين من عمرها وأصبحت حديث الرأي العام.

تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وتواصل معها تليفونياً وداعبها قائلاً في زمن الملك فاروق وعبد الناصر والسادات كنت تأكلين بشهية، هل تريدين أن يقولوا إنك في زمن مبارك حرمك من الأكل، وضحكت تحية، وتم فض الاعتصام، ولم يتغير القانون 103 حتى الآن.

ملحوظة لا تنتظروا أن يتدخل بايدن لفض الإضراب!!

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab