قرارات نقابة الموسيقيين العشوائية

قرارات نقابة الموسيقيين العشوائية

قرارات نقابة الموسيقيين العشوائية

 عمان اليوم -

قرارات نقابة الموسيقيين العشوائية

بقلم: طارق الشناوي

يتحرك مصطفى كامل نقيب الموسيقيين بروح ابن البلد السريع الانفعال، عندما يرى خناقة فى الشارع، ويلمح أحد أصدقائه طرفا فيها، على الفور وبدون أى لحظة تردد يخلع الجاكت والساعة والكرافت، ويبدأ فى الذود عن صديقه وتوجيه ضربات متلاحقة للخصم، وبعد ذلك وهو يتحسس الذى أصاب وجهه من كدمات، يسأل ما هو الموقف.

هكذا من الممكن أن أقرأ البيان الأخير للنقابة، المعبر عن حالة التخبط والعشوائية التى تعيشها، دوافع مصطفى كامل لإصدار قراره الذى جعلنا أضحوكة بعد إلغاء حفل لمطرب الراب العالمى ترافيس سكوت، بعد أن تم الإعلان عن الحفل ونفاد كل التذاكر.

اكتفى بيان النقابة بالتأكيد على أنه استجاب لمشاعر الغاضبين على (السوشيال ميديا)، وأن البعض يتهمه بالترويج للإلحاد والماسونية وأنهم يمارسون أثناء الغناء طقوس (عبدة الشيطان)، كما أنه وفوق (البيعة) يكره الحضارة المصرية ويناصب العداء للدين الإسلامى، معلومات النقيب جاءت كلها عبر ما كتب افتراضيا فى عدد من المواقع، إحساس سيئ جدا ينتاب كل من يقرأ بيان النقابة، سواء أكان من متابعى ترافيس سكوت أو ليس من المتيمين بهذا المطرب، ولا يفضل هذا النوع من الموسيقى، مثل كاتب هذه السطور، علينا وكل فى موقعه، ألا نصادر أذواق الناس، فما بالكم بنقابة دورها الأساسى الدفاع عن حرية التذوق ولكل الأنماط.

القرار الذى اتخذه النقيب بحكم المنطق والقانون والتاريخ والجغرافيا، سيسقط، والحفل سيقام فى موعده، 28 يوليو، ولكن تبقى توابع هذا القرار عالميا، وكيف يخرج النقيب هو والنقابة من هذا المأزق، الذى انزلقوا إليه بدون وعى، لمجرد أنهم يعتقدون أن (السوشيال ميديا) تساوى فى عرفهم الرأى العام، فمن الذى ضحك عليهم وأوهمهم أن (السوشيال ميديا) هى الرأى العام؟.

سبق لمطرب الراب العالمى أن أقام حفلات مماثلة فى دول عربية، ولم يعترض أحد، فما الذى حدث لأم الدنيا؟، وما الذى دفع البعض منا لممارسة هذا الإقصاء المتعمد لأى شىء جديد أو مختلف عما ألفناه وتعودنا عليه، النقابة فى هذا القرار العشوائى ومبرراته الأكثر عشوائية، وجهت لنا جميعا بدون أن تدرى إهانة قاسية.

قالت النقابة لتبرير موافقتها المبدئية ثم تراجعها، أنها فى البداية وافقت على إقامة الحفل، بدون معرفة اسم المطرب، ثم بعد ذلك عندما اكتشفت اسمه اعترضت.

عذر أقبح من ذنب، تخيل أن هناك من تقدم بطلب للسماح له باستيراد بعض النباتات، فهل توافق الدولة على الاستيراد بدون أن تسأل عن نوع النبات، مثلا الحشيش والأفيون من النباتات، لو وافقنا على استيراد النباتات بدون معرفة أسمائها فهذا يعنى منح المخدرات غطاء شرعيا وقانونيا.

النقابة لا توافق على إقامة حفل فى المطلق ولكنها توافق أو لا توافق بعد معرفة اسم المطرب.

هذا القرار سيكلفنا الكثير ومحاولة التخلص من تبعاته سنظل لأشهر قادمة نسدد أقساطها.

مصر بدأت قبل نحو أسبوع فعاليات (مهرجان العلمين) والذى تتسع دائرته للفنانين العالميين، وليس فقط المصريين والعرب، ما هو رد فعل أى فنان عالمى عندما يتابع هذا الخبر، هل سيتم التعامل مع هذا الموقف ببساطة؟ أم أنه سيسأل نفسه ما هى الضمانات حتى لا يكرروا معى ما فعلوه مع سكوت؟.

إنها مع الأسف نيران صديقة، ويأتى حاليا أغلبها من نقابة الموسيقيين، (اللهم اكفنا شر أصدقائنا)!.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات نقابة الموسيقيين العشوائية قرارات نقابة الموسيقيين العشوائية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab