«تيك توك» واختراق حاجز الزمن

«تيك توك»... واختراق حاجز الزمن

«تيك توك»... واختراق حاجز الزمن

 عمان اليوم -

«تيك توك» واختراق حاجز الزمن

طارق الشناوي
بقلم : طارق الشناوي

الزمن هو المقياس الوحيد الذي لا يخطئ، من الممكن أن تُطل على تطبيق «تيك توك»، وتعرف من خلاله مؤشرات من استحق الحياة مع مرور السنوات.

أدرك قطعاً أن هناك من يستغل هذه التطبيقات للترويج لنفسه أو للبضاعة التي يريد تسويقها، كما أن الجيوش الإلكترونية، يجيد البعض توظيفها لخلق رأي عام زائف، يعلي من شأن هذا أو يبخس حق ذاك، إلا أننا عندما نطل على الماضي، من خلال الرصيد الذي امتلك القدرة على البقاء نستطيع أن نرى صورة تملك قدراً كبيراً من المصداقية، تدفعنا مجدداً لإعادة «تفنيط كوتشينة» الفنانين، بما يتواءم مع ما أسفر عنه هذا «الترمومتر» الذي لا يعرف الكذب.

لاحظت مثلاً أن أكثر فنانين يتم تبادل بعض مقاطع من أعمالهم عبر «السوشيال ميديا»، كل من عبد الفتاح القصري وعادل أدهم وتوفيق الدقن.

المشترك أن كلاً منهم لم يعرف البطولة المطلقة، كما أن لديهم أسلوباً خاصاً في تفاصيل الأداء، غالباً ما يتكرر من دور إلى آخر، نطلق عليها «لزمات» حركية وصوتية، يحتفظون بجزء من شخصيتهم، أو ما يمكن أن نطلق عليه «الصورة الذهنية» المتداولة عنهم، يضعونها بمقدار محدد في الدور، ويختلط الأمر على الجمهور، بين الإنسان والفنان، ولو سألتني عن هذا الجيل، ومَن استطاع منهم اختراق هذا الحاجز مرحلياً وتحقيق تلك المكانة؟ أقول لك عمرو عبد الجليل، يسمح له أغلب المخرجين بمساحة أمام الكاميرا، يرتجل فيها «إفيه»، يشبه «الصورة الذهنية» التي استطاع أن يصدرها للجمهور، فأصبحت تبدو وكأنها الواقع. التقيت مرة واحدة مع توفيق الدقن، عندما أتم الستين من عمره، وكان طبقاً للقواعد المتعارف عليها سيحال للتقاعد من عمله بالمسرح القومي التابع للدولة، وبعدها يتقاضى راتباً نطلق عليه «معاش».

قال لي توفيق الدقن، جملة لا أنساها، تلاعب فيها بذكاء بالكلمة: «ما عاش يا طارق اللي يأخذ معاش»، فهو لا يعترف بأن يتوقف عطاء الفنان بسبب بلوغه السن القانونية، ولم يعش بعدها أكثر من أربع سنوات، الغريب أن توفيق الدقن واقعياً أصغر بعامين من تاريخه المدون في شهادة الميلاد، كان من عادة أهل الريف، عندما يموت طفل، لا يستخرجون له شهادة وفاة، انتظاراً لكي ينجبوا طفلاً آخر، يحمل نفس الاسم، وهو ما حدث مع توفيق الدقن، جاء للدنيا بعد شقيقه المتوفى توفيق، واحتفظ باسمه وتحمل فارق عامين.

من حسن حظي أنني كنت قريباً من الفنان الكبير عادل أدهم والسيدة الراحلة زوجته لمياء السحراوي، وأوصاني أن أقدم عنه كتاباً، مع الأسف حتى الآن لم أنفذ وصيته.

ظل يحمل حتى رحيله لقب «البرنس»، يتعامل برقي وبأخلاق الأمراء، مع الحياة وفي الوسط الفني، لديه هواية ظلت ملازمة له، قبل ذهابه إلى «اللوكيشن» (موقع التصوير)، يبدأ في تلميع كل أحذيته، وبعدها يغادر المنزل، عندما سألته؟ أجابني، أثناء حركة الفرشاة على الحذاء أجد نفسي أسرح في بعض تفاصيل متعلقة بالشخصية، التي سوف أتقمصها بعد قليل.

عادل أدهم كان كثيراً ما يحل ثالثاً على «الأفيش»، بعد البطل والبطلة، إلا أنه بمجرد إطلالته يحظى بتصفيق داخل دار العرض، رغم أن الجمهور قطع التذكرة من أجل البطل أو البطلة.

قال لي إن أغلب «الإفيهات» التي ارتبطت به كان هو الذي يصيغها، وفي العادة يوافق المخرجون على تلك الإضافة، وبعد كلمة النهاية لا يتبقى في الذاكرة سوى تلك الكلمات.

بين الحين والآخر يكتشف أن أحد النجوم - سوف أحتفظ باسمه - يعترض على مشاركته العمل الفني خوفاً من أن يسرق منه الكاميرا، وعندما تصل إليه تلك المعلومة، يسارع هو وبأخلاق الفرسان، ومنعاً للإحراج، بالاعتذار عن الدور. أغلب هؤلاء الذين صاروا نجوم «التوك توك»، لم يؤرقهم أبداً أنهم لم تتصدر أسماؤهم «الأفيش»، يبدو أنهم واثقون بإنصاف الزمن لهم!

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تيك توك» واختراق حاجز الزمن «تيك توك» واختراق حاجز الزمن



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab