«عصابة عظيمة» فقط «اضحك كركر إوعى تفكر»

«عصابة عظيمة»... فقط «اضحك كركر.. إوعى تفكر»

«عصابة عظيمة»... فقط «اضحك كركر.. إوعى تفكر»

 عمان اليوم -

«عصابة عظيمة» فقط «اضحك كركر إوعى تفكر»

بقلم: طارق الشناوي

 شريط سينمائى بسيط، ليس لديه نجوم شباك ولا يراهن على شىء أبعد من إثارة الابتسامة المباشرة على الشفاه، المخرج وائل إحسان عقد مع الجمهور منذ كتابة (التترات) تلك الوثيقة، لا تنتظر الكثير، ولكن دعنا نتفق أولًا على شروط اللعبة، إننا نلعب معًا، وكان مدركًا هذه المرة أنها مجرد لعبة.

وائل أحد أهم مخرجى الكوميديا الذين لمعوا في مطلع الألفية الثالثة مع (اللمبى) و(اللى بالى بالك) و(الباشا تلميذ) وغيرها، إلا أنه مع الزمن فقد شيئًا من حضوره، كمخرج قادر على تحقيق أهم شىء، وهو قراءة الجمهور، وإشعال فتيل الضحك، جزء من أفلامه ومسلسلاته، في مجملها لم تحافظ على درجة السخونة الجماهيرية. شاهدت له قبل نحو شهرين أو ثلاثة على أكثر تقدير فيلمه (مطرح مطروح)، بطولة محمود حميدة وكريم عفيفى، المفروض أنه يقع تحت مظلة الكوميديا، شعرت بالمعاناة من أجل استكمال المشاهدة، الشريط فقد بوصلة التواصل مع الناس، كل ما اعتقد أنه يدخل تحت طائلة قانون الضحك لا يمكن أن يثير سوى النفور، المأزق ليس هنا تحديدًا، ولكن في الإحساس الذي صدّره لنا الفيلم بأن تلك المشاهد والمواقف قادرة على زغزغة المشاهد، ولم أكتب وقتها عن (مطرح مطروح) لإحساسى أن الجمهور لم يكن أساسًا في دار العرض، وسألت نفسى: لمَن أكتب إذن؟، لا يوجد شهود عيان على تلك الجريمة النكراء، واعتبرت كأن شيئًا لم يكن.

عندما قرأت هذه المرة اسم وائل إحسان على فيلم (عصابة عظيمة) لم أتوقع الكثير، ولكن فقط من حقه أن أشاهد التجربة الجديدة، بدون انطباع سلبى مسبق.

الشريط السينمائى يدخل في إطار سينما الميزانية المحدودة، أنتجته إسعاد وفقًا لهذا القانون، الأبطال أيضًا من أصحاب الأرقام القليلة في الأجور، تم تسكين الأدوار على هذا النحو، ليس مهمًّا اسم الممثل، الأهم هو أن أجره في المتناول، إلا أن الأمر في النهاية على الشاشة قال شيئًا آخر، مثلًا المطرب الممثل عنبة كان لافتًا، ومقنعًا في أداء دوره، بينما فرح الزاهد ورنا رئيس لا تزال كل منهما بحاجة إلى ورش للتدريب للتخلص من حالة التنميط التي صارت ملازمة لهما، وتلك قطعًا أيضًا مسؤولية المخرج، بينما كريم عفيفى أُتيحت له العديد من الفرص المتلاحقة لخلق نجم كوميدى قادم، إلا أنه حتى الآن لم يتحقق، لا يزال يسكن تلك المنطقة المتوسطة بين القبول والنفور!!.

تؤدى إسعاد يونس دور الجدة الضريرة، التي تواجه بخفة ظل كل المحاذير التي يتحداها الكفيف، وأتصور أن إسعاد استمدت شيئًا من تلك الملامح من خلال صداقتها بالموسيقار الراحل عمار الشريعى، الذي كان يمارس كل شىء نعتقد أنه مقصور فقط على المبصرين، من إصلاح الأجهزة الكهربائية، إلى التصوير الفوتوغرافى، يُحيل كل شىء مرئى إلى معادل مسموع، وهكذا قدم السيناريو الذي كتبته هاجر الإبيارى، في بداية الأحداث، علاقتها مع حفيدتها الطفلة خفيفة الظل لوسيندا سليمان، التي تخفق في التنشين بالسهم على اللوحة، ولكن إسعاد تتمكن ببساطة من إصابة الهدف، لا يوجد مجال لأى إحساس بالإشفاق على الجدة الكفيفة، فهى لا تعانى أي إحساس بالاحتياج أو النقص أو الشفقة، بل هي التي تمنح الآخرين كل القوة.

الكاتبة السينمائية الجديدة هاجر الإبيارى، لم تقدم في تتابع المشاهد لمحة مبتكرة، هي فقط كررت المقرر، ورغم ذلك لن تشعر بالملل، الحضور الطاغى لمحمد محمود أسهم في تأكيد تلك الكيميائية مع إسعاد يونس، كوّنا (دويتو) له خصوصية، وهما ينتقلان من موقف إلى آخر، لا يخضع السيناريو لمنطق واقعى تستطيع من خلاله مراجعة الأحداث، ولكن قانون الفيلم كما هو على الورق، يتجاوز تلك الحالة الواقعية، وهو ما كان يفرض على وائل إحسان من خلال الصورة تقديم معادل سينمائى مرئى ومسموع مغاير لتلك الحالة المباشرة في التعبير التي شاهدنا عليها الفيلم.

المخرج لم يستثمر أيضًا عارفة عبدالرسول، التي أدت دور والدة (عنبة)، رغم أنها في أولى مشاهدها أثبتت أنها كوميديانة من الطراز الأول، إسعاد يونس تقدم دورها بحالة من الألق، لم تبتعد عن السينما، شاركت مؤخرًا في العديد من الأفلام، ربما كان الصحيح أنها في هذا الفيلم تعود إلى البطولة متصدرًا اسمها (الأفيش) و(التترات).

كثير من الأفلام، بل هي تشكل المساحة العظمى في الإنتاج، في العالم، تكتفى فقط بتقديم التسلية، وتتلقى عادة القسط الأكبر من الانتقاد، رغم أن الأَوْلَى بذلك هو تلك الأفلام التي تتصدى لقضية تبدو ظاهريًّا عميقة، بينما واقعيًّا (نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا)، ولا تجد شيئًا أبعد من مجرد تلك الحالة الزاعقة الخطابية.

فيلم (عصابة عظيمة) يداعب الرقابة المصرية، عندما يكتب على الشاشة أنه بعد ثلاث سنوات من الجريمة، تم إلقاء القبض على العصابة، وفى التعليق التالى يؤكد أن هذا بناء على تعليمات الرقابة، التي ترفض أن تنجح جريمة بعيدًا عن التجريم القانونى.

قد تراها مجرد طرفة، ولكن مَن يقترب من عقول رقبائنا في هذا الزمن، يوقن تمامًا أن الواقع الذي يواجهه السينمائى مع رقابتنا الميمونة يحتاج إلى موقف.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عصابة عظيمة» فقط «اضحك كركر إوعى تفكر» «عصابة عظيمة» فقط «اضحك كركر إوعى تفكر»



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 16:24 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 17:11 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 09:26 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج العقرب

GMT 05:12 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 23:29 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبارات مثيرة قوليها لزوجكِ خلال العلاقة

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 09:50 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الدلو

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon