بذرة التين المقدس ومعركة كان السياسية

(بذرة التين المقدس) ومعركة (كان) السياسية!!

(بذرة التين المقدس) ومعركة (كان) السياسية!!

 عمان اليوم -

بذرة التين المقدس ومعركة كان السياسية

بقلم - طارق الشناوي

لا أتصور أن تداعيات القبض على المخرج الإيرانى محمد رسولوف سوف تنتهى بمجرد إيداعه السجن لمدة سبعة أعوام تم تخفيفها إلى خمسة، وبالتالى منعه من السفر، ومعه فريق العمل، الشريط كالعادة تم تهريبه لكى يلحق بالمهرجان.

(بذرة التين المقدس) سيعرض بعد أيام فى موعده داخل المسابقة الرسمية، وسط ترقب عالمى، بينما ستوجه إدارة المهرجان رسالة إلى العالم- غالبا فى الافتتاح- تطالب بمنح الحرية للفنان الإيرانى، محمد رسولوف وفريق العمل من المشاركين فى الفيلم، ولم تكن المرة الأولى التى يتعرض فيها رسولوف للمصادرة مع أحكام مشددة ونافذة بالسجن، والجلد، ستكتشف أن أستاذه المخرج الكبير جعفر بناهى، صاحب الرصيد الأكبر من تلك الضربات العنيفة، وكثيرا ما يمنع هو وفيلمه من السفر. لا يخلو الأمر تقريبا كل عام من موقف مشابه، مثلا الدورة الأخيرة لمهرجان (برلين) فيلم (كعكتى المفضلة)، احتجت إيران على عرضه فى المسابقة الرسمية، وفى العادة تفاجأ الدولة بالفيلم، هناك أفلام كثيرة تم تصويرها داخل إيران، بينما مخرجها ممنوع من ممارسة المهنة أساسا، ولا يحق له بحكم قضائى الإمساك بالكاميرا، مثلا جعفر بناهى كان يصور قبل 8 سنوات فيلما تسجيليا (تاكسى)، الفكرة قائمة على أنه يجرى لقاءات عشوائية وأغلب الزبائن يعرفونه شكلا، ويبدأون فى سرد مشاعرهم وأفكارهم، لاحظت أن أغلب هذه الأفلام تلتزم بالمعايير الرقابية الشكلية، بتغطية شعر رأس المرأة، والبعد عن المشاهد الحميمية وتجنب العنف، إلا أنها فى النهاية توجه رسالة عميقة بالدفاع عن الحرية، وهو غالبا ما يدفع الدولة الرسمية لإعلان الغضب.

تسيطر كالعادة، وربما أكثر من العادة، هذه الدورة على فعاليات مهرجان (كان) والأحداث السياسية، كأننا بصدد خمسة سياسة وخمسة فن.

من البديهى أنها هذه المرة، طوال عمر المهرجان حضورها وقد كان لها، السياسة لن تغيب عن أحداث غزة ورفح، التى يتابعها العالم واقفا على أطراف أصابعه.

إسرائيل تحتفل أيضا بيوم الاستقلال، وهو تحديدا يوم النكبة العربية الفلسطينية، وهو تحديدا أيضا يوم افتتاح المهرجان 14 مايو.

لا أستبعد قطعا أى محاولة لاستغلال السجادة الحمراء فى توصيل رسائل سياسية، إسرائيل كثيرا ما فعلتها، وقبل 7 سنوات شاهدنا وزيرة الثقافة الإسرائيلية وهى ترتدى فستانا يحمل صورة القدس الشرقية والمسجد الأقصى، والرسالة المعلنة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ولا أستبعد أن نرى ردا عربيا هذه المرة أيضا على السجادة الحمراء.

ربما يخفت على الجانب الآخر، هذه المرة، قليلا الموقف المعادى لروسيا فى حربها ضد أوكرانيا التى كانت هى (عنوان) آخر دورتين وفى كان وبرلين وفينسيا.

هل يؤثر الموقف السياسى المسبق على قرارات لجان التحكيم، أتذكر قبل بضع سنوات قد تم اختيار المخرج الإيرانى جعفر بناهى رئيسا للجنة التحكيم وكانت إدارة المهرجان تدرك أنه ممنوع من السفر، لكن البعد الرمزى فى اختياره رئيسا للجنة، مع تسليط الضوء على مقعده الخالى لأنه لن يستطيع الحضور أراها رسالة أخرى تضيف لرصيد المهرجان، لكنها لا تعنى التدخل فى توجيه لجنة التحكيم، لكى تعبر الجوائز عن موقف سياسى.

المهرجان الذى يستسلم لرؤية سياسية مسبقة يفقد الكثير من مصداقيته، صحيح أن إيران، رسميا، لا تتعامل مع مهرجان كان أو برلين بأى قدر من الثقة، لديها دائما إحساس مسبق بأن المهرجانات لا تعرض إلا الأفلام التى تقف على الجانب الآخر من توجه الدولة الرسمى، وأن هناك أفلاما تنتجها الدولة وتحظى بمباركة الرقابة ولا تنال أى حفاوة.

أستطيع أن أرى فى إيران مخرجين لديهم موقف وشاركوا فى المظاهرات الأخيرة المطالبة بالحرية، وبعدم فرض الحجاب على رؤوس النساء.

عدد من هؤلاء المخرجين الذين لا يتبنون الموقف الرسمى للدولة، وأشهرهم من الجيل الماضى الراحل عباس كيروستامى، ومن الجيل الحالى أصغر فرهادى، لا يحصلون أثناء تنفيذ أفلامهم على أى دعم من الدولة مباشر أو غير مباشر، ويقدمون أفلاما تنتمى إنتاجيا لدول أوروبية وآسيوية، ويتجنبون بقدر المستطاع إثارة الغضب الداخلى، وفى العادة لا تصدر ضدهم أحكام بالسجن أو المنع من السفر، وهم يدركون بالضبط أين المناطق الشائكة فلا يقتربون منها، كما أن أفلامهم تحمل جنسيات أخرى بسبب الشراكة الإنتاجية، ولهذا يتاح لها التواجد فى المهرجانات، ممثلة لتلك الدولة، ولا يتهم المخرج بأنه قام بتهريب فيلمه خارج الحدود، إلا أن الدولة تعاملهم بقدر لا ينكر من الريبة.

السجادة الحمراء هى عنوان المهرجان لن تخلو كما أتوقع فى الدورة رقم (77) من مواقف سياسية، دعونا ننتظر معا ليلة الثلاثاء القادم.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بذرة التين المقدس ومعركة كان السياسية بذرة التين المقدس ومعركة كان السياسية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab