«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 30

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (30)

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (30)

 عمان اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 30

بقلم : مشعل السديري

لما ولي سعيد خراسان استضعفه الناس وسموه خذينة، وكان قد استعمل شعبة على سمرقند ثم عزله فطمعت الترك، فجمعهم خاقان ووجههم إلى الصعد، وعلى الترك كورصول، فأقبلوا حتى نزلوا بقصر الباهلي، وقيل: أراد عظيم من عظماء الدهاقين أن يتزوج امرأة من باهلة كانت في ذلك القصر فأبت، فاستجاش ورجوا أن يسبوا من في القصر، فأقبل كوروصل حتى حصر أهل القصر وفيه مائة أهل بيت بذراريهم، وكان على سمرقند عثمان بن عبد الله بن مطرف بن الشخير قد استعمله سعيد بعد شعبة فكتبوا إليه، وخافوا أن يبطئ عنهم المدد فصالحوا الترك على أربعين ألفاً وأعطوهم سبعة عشر رجلاً رهينة.

وندب عثمان الناس فانتجب المسيب بن بشر الرياحي وانتدب معه أربعة آلاف من جميع القبائل، قال لهم المسيب: إنكم تقدمون على حلبة الترك، عليهم خاقان، والعوض إن صبرتم الجنة، والعقاب إن فررتم النار، فمن أراد الغزو فليقدم، فرجع عنه ألف وثلاثمائة.

فقال لمن معه: إني سائر إلى هذا العدو، فمن أحب أن يذهب فليذهب، فلم يفارقه أحد وبايعوه على الموت، فأصبح وسار وقد ازداد القصر تحصيناً بالماء الذي أجراه الترك، فلما صار بينه وبين الترك نصف فرسخ نزل وقد أجمع على بياتهم، فلما أمسى أمر أصحابه بالصبر وحثهم عليه وقال: ليكن شعاركم يا محمد (ولا تتبعوا مولياً)، واقصدوا القصر، ومن حمل امرأة أو صغيراً أو ضعيفاً فأجره على الله، وإن كان في القصر أحد من أهل عهدكم فاحملوه، فحملوا من في القصر. وترجل المسيب في رجال معه، وقاتلوا قتالاً شديداً، وقتل (ثابت قطنة) عظيماً من عظماء الترك، وانهزموا جميعاً، ونادى المسبب قائلاً: لا تتبعوهم، غير أنهم لم يستجيبوا له في البداية، من شدة حماستهم وقهرهم، وأخذوا يفتكون بهم، حتى صاح بهم المسبب مرة ثانية فتوقفوا.

ويقول الشاعر الفارس (ثابت قطنة) في هذه المناسبة:

فدت نفسي فوارس من تميم

غداة الروع في ضنك المقام

فدت نفسي فوارس أكنفوني

على الأعداء في رهج الغنام

بقصر الباهلي وقد رأوني

أحامي حيث ضن به المحامي

بسيفي بعد حطم الرمح قدما

أذودهم بذي شطب حسام

أكر عليهم اليحموم كراً

ككر الشرب آنية المدام

فمن مثل المسبب في تميم

أبي بشر كقادمة الحمام؟

قال بعض من كان في القصر: لما التقوا ظننا أن القيامة قد قامت لما سمعنا من هماهم القوم، ووقع الحديد، وصهيل الخيل.

 

omantoday

GMT 00:01 2024 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

مسائل في ثقافيّات الحرب

GMT 20:31 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الحملة المباركة

GMT 17:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أنظمة مستوحاة من تجربة «الحرس الثوري»

GMT 03:00 2023 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

«قمة العشرين»... وفاق أم افتراق؟

GMT 02:58 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

الأيام الصعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 30 «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 30



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab