لن يحملوا الأهرامات على أكتافهم

لن يحملوا الأهرامات على أكتافهم

لن يحملوا الأهرامات على أكتافهم

 عمان اليوم -

لن يحملوا الأهرامات على أكتافهم

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

هذه توطئة أو مقدمة لموضوع أريد أن أطرحه، سواء أصبت فيه أو أخفقت، وأقول: بدأ التنظيم العمراني في مصر منذ تولي محمد علي حكم مصر في عام 1805. وقد أنشأ مشروعين لنهضة العمران؛ الأول باسم مشروع الأحياء، وتضمن ردم البرك والمستنقعات وشق طرق جديدة.

أما الآخر، فقد سمّي مشروع (باريس الشرق) الذي اتبع في تصميم مدينة باريس، ولكن تأخر تنفيذه إلى فترة عهد الخديو إسماعيل، الذي أمر بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من حيث الميادين الفسيحة والشوارع الواسعة التي تربط بينها الكباري والجسور وتنيرها المصابيح وتنتشر وسطها الحدائق.

ولكي يجعل مصر مواكبة للدول الحديثة، اهتم بالآثار التي تقود إلى السياحة؛ لهذا كلف المهندس الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 بتصميم المتحف الحالي في ميدان التحرير. والذي بدأ بفكرة إنشاء متحف كبير يليق بمكانة مصر التي تحوي ما لا يقل عن 60 في المائة من آثار العالم، هو وزير الثقافة الأسبق الدكتور (الفنان) فاروق حسني.

وهو يقول: جاءت الفكرة خلال عزومة مع صديق إيطالي، حيث فاجأني بوصفه لمتحف التحرير بـ(المخزن)؛ مما أصابني بغصة وذل وغضبت جداً، وقلت له اعتباطاً «إحنا هنبني أكبر متحف في العالم»، وطرحت الفكرة على الرئيس مبارك ووافق عليها – انتهى.

والآن اسمحوا لي أن أدخل في الموضوع: فقد أعجبت باقتراح مواطن مصري، حول مشروع يسمح لشركات السياحة العالمية باستئجار المناطق الأثرية الشهيرة مثل الأهرام وأبو الهول ومعبد أبو سمبل ومعابد الأقصر وخلافها، لمدة 5 سنوات، وهو الذي سوف يدر دخلاً لمصر قد يصل إلى 200 مليار دولار، غير أن ما أزعجني هو رد الفعل الذي قوبل به من رفض إعلامي وشعبي مع سخرية الأثريين من اقتراح المواطن.

السياحة ليست خبط عشواء و(فهلوة)، ولكنها علم وفن واقتصاد وثقافة وخبرة، وعلى مصر أن تتعلم ممن سبقوها في هذا المضمار، فكيف أن سنغافورة التي مساحتها 728 كيلومتراً مربعاً، يزورها سنوياً 13 مليون سائح، بنفس عدد السياح الذين يزورون مصر بمساحتها التي تزيد على مليون كيلومتر مربع، وبنهرها الخالد، وشواطئها الرائعة الممتدة على البحرين الأبيض والأحمر؟!

كيف أن من يزورون الأهرامات وأبو الهول لا يتعدون 6 ملايين سائح، وعدد زوار سور الصين 11 مليون سائح؟!

لا أقول أعطوا الخبز لخبازه، ولكن تعاقدوا مع أصحاب الخبرة الذين سبقوكم في هذا المضمار وتعلموا منهم، وعندما تنتهي عقودهم لن يحملوا الأهرامات وأبو الهول على أكتافهم ويهربون بها!

omantoday

GMT 14:53 2021 الأربعاء ,19 أيار / مايو

أخبار عن مجموعة الدول السبع وروسيا وأفغانستان

GMT 07:50 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 07:49 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

القضايا من دون معانيها

GMT 07:43 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

موكب جميل يواجه ثقافة الإلغاء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن يحملوا الأهرامات على أكتافهم لن يحملوا الأهرامات على أكتافهم



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab