«داعش» في موزمبيق أوهام مقاربات الإرهاب

«داعش» في موزمبيق: أوهام مقاربات الإرهاب!

«داعش» في موزمبيق: أوهام مقاربات الإرهاب!

 عمان اليوم -

«داعش» في موزمبيق أوهام مقاربات الإرهاب

بقلم : يوسف الديني

أفرزت الأحداث والتحليلات المصاحبة لها مؤخراً، مع عودة تنظيم «داعش» كنجم الشباك في الإعلام اليومي والسيّار، عيوباً نسقية في فهم الظاهرة التي ما زالت تطرح كثيراً من علامات الاستفهام حول استيعابها، رغم مُضي مدة ليست بالقليلة، ووجود كثير من الوثائق والمحتوى والمنتجات الخاصة بالتنظيم الذي أصبح قريناً بالغموض وحركات الباطنية، لدى بعض من يحاولون دوماً استدعاء التاريخ والتعالق مع حالة ماضوية، على الرغم من أن ظاهرة كتنظيم «داعش» حالة ما بعد حداثية، من حيث آليات العمل والتجنيد والعمل والاستهداف، وصولاً إلى التقدم بخطوة عن التوقعات الرتيبة والمعلبة.

أول الأخطاء في المقاربات الإعلامية العجِلة، هو الحديث عن الحضور أو الغياب، وفي أفضل الأحوال الكمون، باعتباره مؤشراً على الضعف أو القوة والانتشار، وهو خطأ ناتج أولاً عن طبيعة التغطية الإعلامية وعلاقتها بالمسألة الجغرافية للاستهداف أو حتى التجنيد والعمل كمجموعات نشطة، ومن جهة أخرى بسبب أن المتابعة تتم عبر ما ينشر من أخبار؛ إما عبر الوكالات وإما محطات التلفزة، والقليل من المدونات والتحقيقات الاستقصائية؛ لكن بعيداً عن شيء مهم جداً للرصد، وهو ما أصفه بـ«المتن الداعشي» وهو موجود ومنتشر على الآلة الضخمة للتنظيم، في مواقع التواصل الاجتماعي غير المعتادة، وأهمها المنصة الروسية «تلغرام»، وأيضاً المجموعات الخاصة المنتشرة على تطبيقات لا تحظى برقابة عالية، بسبب اعتمادها على النقل والإشاعة للمنتجات الدورية، مثل المجلات والنشرات والبيانات، والمحتوى البصري، وهو لم ينقطع أبداً طيلة الفترة الماضية، كما أن تقارير المنظمات الدولية المعنية بمتابعة الأنشطة الإرهابية غالباً ما تصدر نشرات وتقارير طويلة يهتم بها المختصون في المجال، ولا تأخذ حظها في التغطية الإعلامية؛ لأن الأمر مرتبط ببساطة بغياب «الحدث»، وهو لا يعني غياب «النشاط والفاعلية».

معهد واشنطن للتحليلات أطلق في العام المنصرم خريطة رقمية في غاية الأهمية، لتتبع نشاط وفاعلية التنظيم عبر جغرافيا العالم موزعة بالأرقام ودرجة النشاط على قارات العالم، كجزء من محاولة تتبع حالة التنظيم، وهو أمر ما زال لا يحظى بالتغطية ذاتها في المراكز العربية والإسلامية ذات العلاقة، حتى التقارير التي صدرت وكان لها دور جيد، مثل تقرير الحالة الدينية الذي صدر في المغرب ومصر لم يعد بالفعالية ذاتها، والسبب أن هذه المشاريع الضخمة بحاجة إلى تمويل ضخم ومستدام، أي «الوقف البحثي» من دون أن يرتبط بالحالة الأمنية أو مستوى التهديدات، فالحرب على الإرهاب ومسبباته لم تنتقل في حالات كثيرة حول العالم من مربع ردة الفعل إلى الاستراتيجية المستدامة؛ خصوصاً في الشق الفكري والثقافي والاجتماعي، ولا أدل على ذلك من بقاء معضلة أكثر من خمسين ألف مقاتل وعشرات الآلاف من عائلاتهم وأطفالهم عالقين في مخيمات الاعتقال في المناطق المحررة.

الملاحظة الثانية هي أن انتهاء مشروع وشعار الدولة لتنظيم كـ«داعش» أو تجربة العيش في ظل الدول المنهارة كما تفعل «القاعدة» اليوم في مناطق من اليمن وغرب أفريقيا، لا يعني اختفاءها أو زوال نشاطها، فهناك عشرات من المناطق النشطة لتنظيمَي «داعش» و«القاعدة» في مناطق حدودية بدول تعاني من مشكلة السيطرة على الأطراف، أو لديها حالة الإهمال للظاهرة، وربما هناك اتهامات أيضاً بالتجاهل المتعمد لتحفيز بقاء الظاهرة وتوظيفها، وبالطبع هنا يجب التأكيد على أن نظريات المؤامرة على الصناعة والرعاية بشكلها المباشر هي جزء من أزمة «أسطرة» ظاهرة لها مسبباتها وسياقها الخاص المرتبط بالواقع المعقد اليوم لثنائية مهمة «الحدود والنفوذ»، فكثير من الدول التي لم تتعافَ من خرائب الإرهاب لديها ضعف على مستوى ضبط الحدود، وأيضاً من جهة نفوذها في السيطرة على نشاط مجموعات كبيرة من المعسكرات الإرهابية على الواقع أو على الإنترنت، بسبب ضعف الموارد وحالة الإهمال من المجتمع الدولي، كما أن هناك تحولات هائلة للظاهرة الإرهابية؛ ليس على مستوى النشاط العسكري، وإنما الاكتفاء الذاتي وبناء اقتصادات موازية وتداولها عبر العملات المشفرة، والقدرة على الاندماج في الأطراف والمجتمعات المحلية المهملة من المركز، ومن المرشح أن تكون بلدان غرب أفريقيا وحتى السودان والبلدان على تخوم «طالبان» على موعد مع انفجار ظاهرة هذه المجموعات متى ما انفجرت الأوضاع؛ حيث التنظيمات الإرهابية اليوم على علاقة سببية مع غياب الاستقرار، بغض النظر عن أي شعارات أو رافعات آيديولوجية أو عقائدية أو حتى سياسية، وهي زاوية أيضاً يخطئ من يحاول أن يفهم معها دوافع التنظيم، كما حدث مع الإرهاب الذي طال موسكو، أو الأنشطة المنتشرة اليوم على خريطة الفعالية للتنظيمات.

ووفقاً لبيانات التنظيم التي ينشرها على إعلامه الخاص، أُعلن في العام الفائت 2023 فقط عن مسؤوليته عن 1121 هجوم إرهابي وضحايا يتجاوزن الـ5 آلاف، ومعظمها في مناطق نشاطه شرق النيجر ونيجيريا والكونغو الديمقراطية وحتى موزمبيق!

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» في موزمبيق أوهام مقاربات الإرهاب «داعش» في موزمبيق أوهام مقاربات الإرهاب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab