أميركا هل خرج الجني من القمقم

أميركا... هل خرج الجني من القمقم؟

أميركا... هل خرج الجني من القمقم؟

 عمان اليوم -

أميركا هل خرج الجني من القمقم

بقلم - إميل أمين

 

هل جاء قرار المحلفين في محكمة نيويورك ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري الحالي للرئاسة، وبالإجماع، ليطلق السهم للحظة عنيفة أخرى، مضادة للديمقراطية الأميركية، ومهددة لكينونة الجمهورية، ومربكة إلى أبعد حد ومد للنظام القضائي؟

في تعليقه الأولي على الإدانة الكاملة باثني عشر صوتاً، وبالاتفاق على أن ترمب مذنب في الاتهامات الأربعة والثلاثين الموجهة له، اعتبر كيرت ميلز، المدير التنفيذي لموقع «المحافظ الأميركي»، أن ما جرى أمر خطير، سوف يدفع في طريق سباق آخر غير سباق الرئاسة؛ سباق من الاتهامات من الجانبين: الجمهوري، والديمقراطي، الأمر الذي سيندم عليه الأميركيون من كافة المشارب السياسية، وسوف يتذكرون طويلاً ذلك النهار الذي «أخرجوا فيه الجني من القمقم».

عن أي جنِّي بالتحديد يتكلم السيد ميلز؟

تبدو هناك جوانب عديدة مخيفة تحلق فوق سماوات أميركا، أخطرها -في غالب الأمر- عدم اتفاق الأميركيين على هذا الحكم، ما يعني النظر إلى القضاء الأميركي بعين التحزب السياسي، لا من خلال مبدأ الحيادية والمساواة والعدالة.

سوف يظل التساؤل الذي يشغل عقول الأميركيين: «هل ما جرى إدانة مسيسة؟ أم إحقاق للعدالة؟».

ستة أسابيع تقريباً، من الآن وحتى الحادي عشر من يوليو (تموز) المقبل، ستدور فيها الدوائر، انتظاراً للقارعة، أي حكم القاضي خوان ميرشان، وخلالها حُكماً سوف يمثِّل ترمب حجر عثرة، وليس حجر زاوية، في مسيرة الديمقراطية الأميركية القلقة والمضطربة.

هل هناك مفاجآت في عالم القضاء الأميركي يمكن أن تتمظهر حتى الشهر القادم؟

البعض يتحدث عن احتمالات قيام المحكمة العليا بإصدار حكم يحصِّن الرئيس السابق من المحاكمة، وهو أمر وارد؛ لا سيما في ظل وجود ستة قضاة معينين من قبل رؤساء جمهوريين، وثلاثة معينين من جانب رؤساء ديمقراطيين.

غير أنه حينها سوف تحدث حالة من انهيار الثقة المدنية في النظام القضائي الأميركي؛ ذلك أن ضخ السياسة في قضايا المحاكم أمر يبدو وكأنه نوع من أنواع الاضطهاد، وهو أحد الفنون التي يتهم الديمقراطيون الجمهوريين بعامة، وترمب بخاصة، بأنهم يجيدونها.

تبدو أميركا التي تأسست على مبدأين: القدرية الاستثنائية، والمدينة القائمة فوق جبل، أمام لحظات مفصلية عصيبة، وحقيقة مؤلمة تتمثل في أن أحد الرجلين المرجح أن يصبح أي منهما الرئيس المقبل، هو مدان بجرم.

هل يعني ذلك أن الرجل الآخر أكثر نزاهة وحيادية، وأن ثوبه ناصع البياض، وما من وصمة تدركه؟

الثابت أنه إذا أبقينا جانباً الحالة الصحية والذهنية للرئيس بايدن، فإن الملايين من أنصار ترمب لن يوفروا مساءلة النظام القضائي الأميركي، عن العدالة المقابلة، تجاه اتهامات قائمة وقادمة، تخص فترة وجود بايدن في البيت الأبيض نائباً لأوباما، وعلاقته مع الصين، وأوكرانيا، وحاسوب ابنه هنتر شاهد على ذلك. ومع طي هذه الملفات، فإن حالة من الاختلال القضائي تبدو كامنة في البناء التكتوني الأميركي.

ما الذي يمكن لجنِّي القمقم أن يحمله معه للولايات المتحدة في الأشهر الخمسة المتبقية حتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل؟

يحاجج ترمب بأن الحكم الحقيقي سوف يصدره الشعب الأميركي في الانتخابات الرئاسية، وكأنه يقطع مرة وإلى الأبد بأن مسيرته ستمضي إلى نهاية السباق.

هنا تبدو الاحتمالات كذلك غير واضحة وضبابية، ففي حين تذهب بعض استطلاعات الرأي -مثل «Morning Consult»- إلى أن 49 في المائة من الناخبين المسجلين يقطعون بأنه حان الوقت لينسحب ترمب من السباق، فإن ناخبي ولاية متأرجحة مثل أريزونا، يؤكدون أنه حتى ولو كان ترمب خلف قضبان السجن، فسوف ينتخبونه.

هل سينتهي تاريخ ترمب مع الحكم القادم، ومهما يكن من شأنه؟

المثير في أمر رجل العقارات الذي عرف طريقاً للمكتب البيضاوي، أنه عادة ما يكتسب قوة في كل مرة يُطرح فيها على الأرض.

وقت كتابة هذه السطور، وعبر شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية، بدا ترمب وكأنه يغازل الملايين من الأميركيين الباحثين عن الحقيقة في غوامض الدولة الأكبر والأشهر في حاضرنا، واعداً بأنه حال إعادة انتخابه سيرفع السرية عن الوثائق المتعلقة باغتيال كيندي، وهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وربما حقيقة الكائنات الفضائية... ماذا يعني ذلك؟

باختصار: إنه يشكك في المؤسسة السياسية الأميركية؛ لا سيما مكتب التحقيقات الاتحادية، والاستخبارات المركزية، وبقية أذرع الدولة العميقة.

هل سيتوقف المشهد عند اغتيال ترمب معنوياً، أم أن الأكثر هولاً لم يطفُ على السطح الأميركي بعد؟

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا هل خرج الجني من القمقم أميركا هل خرج الجني من القمقم



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 05:13 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

سيطر اليوم على انفعالاتك وتعاون مع شريك حياتك بهدوء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 04:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 19:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 04:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:52 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 00:00 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 04:28 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon