حل القطاعين

حل القطاعين؟!

حل القطاعين؟!

 عمان اليوم -

حل القطاعين

بقلم:أمينة خيري

من المبكر جدًا التكهن بما ستؤول إليه أحوال غزة وأهلها. فالضغوط هائلة، والأطراف متعددة، والمسألة لم تعد مجرد حركات مسلحة فى مواجهة إسرائيل، أو حتى حركات مسلحة فى مواجهة إسرائيل على حلبة أهل غزة.. بل أضحت قوى العالم العظمى المتناحرة فيما بينها، وغيرها من دول العالم المختلفة شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، ومصالح يمينًا ويسارًا، وتحالفات بعضها آخذ فى التجذر وغيرها يجرى تشكيله، ودول كانت تعمل من خلف الستار، فإذا هى تلعب على خشبة المسرح، و«أحزاب» دينية وعسكرية هى دول فى داخل الدول، وأخرى يمينية متطرفة، وثالثة يسارية لا حول لها أو قوة إلا التظاهر والتنديد، ومنظمات أممية تجاهر بكلمة الحق ولكنها هى الأخرى قليلة الحيلة مهيضة الجناح لا تملك إلا أقل القليل من أمرها، وحتى هذا «أقل القليل» هى عاجزة عن تفعيله، وجبهة عربية ظاهرها وحدة وهِمّة وعزيمة لكنها تظل فى نهاية الأمر دولًا لكل منها خصوصية وتاريخ وجغرافيا وقرارات اختارتها وتحالفات أسستها وأيديولوجيات اعتنقتها. وفى القلب من كل ذلك مدنيون عُزّل نراهم كل ليلة على الشاشات، بينما تسفك دماؤهم وتُدك بيوتهم وتشرد أسرهم، وقد ملّوا الاستغاثة أو ربما لا يجدون وقتًا كافيًا لها، بينما ينبشون بحثًا عن الأهل والجيران تحت الأنقاض. ونتابع كذلك كبار رجال الدول الغربية يجيئون ويروحون، يخبروننا ببعض مما جرى خلف الأبواب المغلقة، لكنها تظل أبوابًا مغلقة لا نعلم عما يجرى خلفها إلا الفتات. وما يتم الكشف عنه هذه الآونة من قبل مؤسسات إعلامية غربية يتم مدها بوثائق سرية جرى تداولها قبل عقود، وبعضها أكثر حداثة، عن مخططات جرى سنها قبل أعوام لتهجير أهل غزة إلى سيناء، وسبحان الله، يجرى «تسريبها» الآن.

عمومًا، ليس هذا موضوع هذه السطور، ولكن أعود إلى التكهن، فهو كل ما نملكه الآن، بالإضافة إلى الجهود المبذولة على الأرض، سواء من حيث التفاوض السياسى أو الضغط الدبلوماسى أو تقديم الدعم والتعبير عن الغضب. فى ضوء ما يجرى على الأرض، بالإضافة إلى آلة القتل والدك الشعواء، ربما يشى بـ«حل القطاعين» لا حل الدولتين. أتمنى أن أكون مخطئة.. لكن هل تهدف إسرائيل إلى تقسيم القطاع إلى جزءين تقسيمًا مستدامًا، وليس فقط ضمن خطتها العسكرية تهجير الجميع إلى الجنوب، ومن ثم دك الشمال وتسويته بالأرض، وكذلك ما تحت الأرض، ثم اعتماد مبدأ التسويف والتأجيل، وإعادة بناء الشمال بشكل ما، بحيث لا ينتمى للجنوب.. وفى تلك الأثناء، يترك أهل غزة المكتظون فى الجنوب يدبرون حالهم بشكل أو بآخر. فى تلك الأثناء، يتم شغل العالم وتخديره بحديث عن معونات غربية هائلة لغزة، ومفاوضات حل الدولتين، ورحلات مكوكية لتبادل وجهات النظر، ناهيك عن ضربة من هنا ورشقات من هناك لتشتيت الانتباه تارة، وإعطاء المبرر لإسرائيل بالمضى قدمًا فيما تفعله تارة؟!.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل القطاعين حل القطاعين



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab