عيد ميلاد «الاتفاقية الأنيقة» هل ستذكرون «غزّة»

عيد ميلاد «الاتفاقية الأنيقة»... هل ستذكرون «غزّة»؟

عيد ميلاد «الاتفاقية الأنيقة»... هل ستذكرون «غزّة»؟

 عمان اليوم -

عيد ميلاد «الاتفاقية الأنيقة» هل ستذكرون «غزّة»

بقلم: فاطمة ناعوت

بعد غد ٩ ديسمبر، يحلُّ عيدُ الميلاد الخامس والسبعون لـ «اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها» التى أقرّتها «الجمعية العامة للأمم المتحدة» فى مثل ذاك اليوم من عام ١٩٤٨. وقد أعلنت فى تلك الاتفاقية أن «الإبادة الجماعية جريمةٌ بمقتضى القانون الدولى، تتعارض مع روح الأمم المتحدة وأهدافها، ويدينها العالمُ المتمدن. وتقرُّ بأن الإبادة الجماعية قد ألحقت، فى جميع عصور التاريخ، خسائرَ جسيمةً بالإنسانية.

ولذا فإن تحرير البشرية من مثل هذه الآفة البغيضة يتطلب التعاون الدولى. وتتكون الاتفاقية من تسع عشرة مادةً، تنصُّ المادةُ الثامنة عشرة منها على أن يُودع أصلُ تلك الاتفاقية فى محفوظات الأمم المتحدة، وأن تُرسل نسخة مُصدّقة منها إلى جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وكذا إلى الدول من غير الأعضاء. فى مادتها الأولى تُقرُّ الاتفاقيةُ على تجريم الإبادة الجماعية تجريمًا دوليًّا سواء ارتكبت فى أيام السلم أو أثناء الحرب، فهى جريمةٌ بمقتضى القانون الدولى، وتتعهد بمنعها والمعاقبة عليها.

وتقولُ المادةُ الرابعة: «يعاقبُ مرتكبو الإبادة الجماعية سواء كانوا حكامًا دستوريين أو موظفين عمومًا أو أفرادًا»، كذلك تنصُّ المادةُ السادسة على: «يُحاكم الأشخاصُ المتهمون بارتكاب الإبادة الجماعية أو أى من الأفعال الأخرى المذكورة فى المادة الثالثة أمام محكمة مختصة من محاكم الدولة التى ارتكب الفعل على أرضها، أو أمام محكمة جزائية دولية تكون ذات اختصاص إزاء من يكون من الأطراف المتعاقدة قد اعترف بولايتها».

وأما المادةُ الثالثة فتنص على: «يُعاقب على الأفعال التالية: (أ) الإبادة الجماعية، (ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية، (ج) التحريض المباشر والعلنى على ارتكاب الإبادة الجماعية، (د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية، (هـ) الاشتراك فى الإبادة الجماعية.

أما المادةُ الثانية فتنصُّ على: «فى هذه الاتفاقية، تعنى الإبادةُ الجماعية أيًّا من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلى أو الجزئى لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه، ومنها القتل- إلحاق الأذى الجسدى- الإخضاع العمدى لظروف معيشية يُراد بها التدمير المادى الكلى أو الجزئى، إيذاء الأطفال أو تهجيرهم.

وفى المادة الخامسة: «يتعهد الأطرافُ المتعاقدون بأن يتخذوا، كلٌ طبقًا لدستوره، التدابير التشريعية اللازمة لضمان إنفاذ أحكام هذه الاتفاقية، وعلى وجه الخصوص النص على عقوبات جنائية ناجعة تنزل بمرتكبى الإبادة الجماعية أو أى من الأفعال الأخرى المذكورة فى المادة الثالثة».

والسؤال: ألا تتفق جميعُ بنود تلك الاتفاقية على معاقبة «نتنياهو» بوصفه «مجرم حرب» جرّاء ما ارتكبه منذ يوم ٧ أكتوبر الماضى، ومازال يرتكبه فى «غزّة» الفلسطينية من تدمير كُلى للبنية العمرانية وإبادة عمياء لشعبها الأعزل بمَن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ ومحاصرة لقطاع غزة ومنع وصول المواد الغذائية والعلاجية؟! ماذا سوف تقول «الجمعية العامة للأمم المتحدة» بعد غدٍ فى احتفالها السنوى بهذا اليوم.

وقد سبق أن أعلنت، فى سبتمبر ٢٠١٥، أن يكون يوم ٩ ديسمبر هو «اليوم الدولى لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة». قبل تكريم الضحايا وأسر الشهداء الفلسطينيين، نسألُ عن التدابير التى اتخذها العالم «لمنع هذه الجريمة» وعن «معاقبة مرتكبها»؟!.

يبدو أن تلك الاتفاقية «الأنيقة» التى صدّق عليها العالمُ عام ١٩٤٨ والتى تُعدُّ «أول معاهدة لحقوق الإنسان اعتمدتها الجمعية العامة» ليست إلا زهرةً حمراءَ جميلة مشبوكة فى عروة جاكيت البدلة التى يرتديها العالمُ الغربى، لزوم الشياكة والأناقة وحُسن المظهر مثلها مثل الكراڤات والبرفان والساعة الثمينة، لكنها فيما يبدو لا تُلزم لابسَها بأن يكون متحضرًا ونظيف اليد وجسورًا بما يكفى لمنع الجرائم ومعاقبة مرتكبها.

بدلا من الاكتفاء بتدبيج الشعارات والكلمات الطيبة التى لا تتعدى سطور الورق المكتوبة عليه! فمن بنود تلك الاتفاقية «الأنيقة» أنها تُلزم المجتمع الدولى بألا يتكرر ذلك أبدًا، كما تتيح كذلك أول تعريف قانونى دولى لمصطلح «الإبادة الجماعية»، الذى تم اعتماده على نطاق واسع على المستويين الوطنى والدولى. كما تنص على واجب الدول الأطراف فى منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

فى مثل ذلك اليوم عام ٢٠٢٠ قال «أنطونيو جوتيريش» أمين عام الأمم المتحددة: «حيثما نرى الناسَ يواجهون التمييز المنهجى ويصبحون أهدافًا للعنف بسبب هُويتهم، علينا التحرك للدفاع عنهم. وعلينا إشاعة ثقافة السلام ونبذ العنف واحترام التنوع وعدم التمييز. بهذا يمكننا إقامة مجتمعات قادرة على مواجهة خطر الإبادة الجماعية».

أين ذهبت بنودُ الاتفاقية «الأنيقة» حين أضرمت إسرائيلُ النارَ فى جوف فلسطينَ فخرّبت وفجّرت وأبادت؟! أين كانت الكلماتُ الحلوة حين انطلقت الصواريخُ الإسرائيلية تفجّرُ المدارسَ والمستشفياتِ فى «غزة»، وتصرعُ الأطفالَ على مقاعد الدرس وتقتلُ المرضى على مراقد الشفاء؟ «اتفاقية الإبادة الجماعية».. كل سنة وأنتِ طيبة!.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد ميلاد «الاتفاقية الأنيقة» هل ستذكرون «غزّة» عيد ميلاد «الاتفاقية الأنيقة» هل ستذكرون «غزّة»



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 05:15 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 04:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 05:19 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب

GMT 20:16 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 23:29 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبارات مثيرة قوليها لزوجكِ خلال العلاقة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon