تفادى الحسابات الخاطئة

تفادى الحسابات الخاطئة

تفادى الحسابات الخاطئة

 عمان اليوم -

تفادى الحسابات الخاطئة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، تصاعدت التوترات فى منطقة الشرق الأوسط. هذه التطورات وضعت المنطقة على حافة صراع أوسع وأشمل، ما يثير التوقعات حول احتمالية اندلاع حرب كبرى.

الحرب الجارية ليست بين طرفين فقط، بل إن كلًّا من إيران وحزب الله وسوريا وحتى بعض الدول الخليجية تراقب وتتحرك إما بشكل مباشر أو غير مباشر.

إيران تُعتبر أحد أبرز الداعمين لحركة حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة، وهذا الدعم العسكرى واللوجستى يجعل منها فاعلًا رئيسيًّا. على الرغم من أن إيران لم تتدخل عسكريًّا بشكل مباشر حتى الآن، فإن استمرار النزاع يزيد من احتمال توسع الدور الإيرانى، خاصة إذا تصاعدت الأحداث لتشمل تدخل حزب الله، المدعوم من طهران، على الجبهة اللبنانية.

فى الوقت نفسه، تبقى بعض الدول العربية فى موقف معقد بسبب اتفاقيات تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ما يضعها فى موقف دقيق. بينما تعبر دول أخرى، مثل السعودية، عن رفضها إزاء الأوضاع فى غزة، وتضغط أكثر لتجنب تصعيد الصراع، ولكن دون أن تعلن عن مواقف عدائية تجاه إسرائيل.

وفى حال توسع الصراع ليشمل جبهات أخرى، خاصة على الحدود اللبنانية أو مع إيران، فإن المنطقة بأكملها قد تَنْجَرّ إلى حرب واسعة النطاق. إسرائيل تمتلك جيشًا قويًّا ومتفوقًا من الناحية التكنولوجية، ولكن تعدد الجبهات ووجود قوى إقليمية مسلحة بقدرات متطورة قد يزيد من تعقيد الحسابات العسكرية، ويؤدى إلى توسيع دائرة المواجهة.

بالتالى، يظل هناك احتمال لتصاعد غير مقصود أو لحسابات خاطئة قد تدفع دولًا أخرى، مثل إيران أو حتى تركيا، إلى التدخل بشكل أكبر، إذ تلعب تركيا دورًا محوريًّا فى المنطقة، ولها علاقات متوترة مع إسرائيل، لكنها تعمل أيضًا وسيطًا فى بعض الأحيان.

وعلى الضفة الأخرى، تُعد الولايات المتحدة حليفًا قويًّا لإسرائيل، وقد أرسلت سفنًا حربية إلى المنطقة كإشارة دعم. فى المقابل، تدعم روسيا وإيران بعض الفصائل فى المنطقة، وتُعتبران قوة مضادة للهيمنة الغربية فى الشرق الأوسط.

إذا فشل المجتمع الدولى فى إيجاد حلول دبلوماسية أو فى ممارسة الضغط الكافى لتهدئة الأوضاع، فقد يشجع ذلك بعض الأطراف على الاستمرار فى التصعيد. إضافة إلى ذلك، الانقسامات داخل الأمم المتحدة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة.

ورغم خطورة الوضع الحالى، فإن اندلاع حرب كبرى ليس حتميًّا. تتوقف الاحتمالات على مدى قدرة الأطراف المعنية على ضبط النفس وعلى التدخل الدولى الدبلوماسى. تبقى إسرائيل مدركة أن الدخول فى حرب مع عدة أطراف إقليمية قد يكون مكلفًا للغاية، فى حين أن إيران وحزب الله يعرفان أن أى تصعيد واسع قد يجلب نتائج كارثية على المنطقة.

إن المنطقة تمر بلحظات حرجة، والتصعيد المفاجئ قد يدفع المنطقة إلى صراع شامل إذا لم يتم احتواؤه. من هنا، تظل الإجابة عن السؤال تتعلق بمدى قدرة الجميع على تفادى الحسابات الخاطئة والتمسك بجهود التهدئة.

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفادى الحسابات الخاطئة تفادى الحسابات الخاطئة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab