هل سقطت قواعد الاشتباك

هل سقطت قواعد الاشتباك؟

هل سقطت قواعد الاشتباك؟

 عمان اليوم -

هل سقطت قواعد الاشتباك

بقلم : عبد اللطيف المناوي

ما يحدث فى لبنان الآن يؤكد أن قواعد الاشتباك التى وضعها حزب الله وإسرائيل، ولو حتى بشكل ضمنى غير رسمى، تتعرض لأقوى اختبار لها.

تلك القواعد التى دخلت حيز التنفيذ ربما منذ استرداد لبنان سيادته على معظم أراضى الجنوب اللبنانى، أو من بعد حرب يوليو ٢٠٠٦، قد نظمت شكل وحجم العمليات العسكرية على الحدود بين الطرفين، ما كان يساعد على منع الانزلاق إلى حرب شاملة.

كان من أبرز ملامح هذه القواعد أن أى اشتباكات كانت تقتصر على عمليات محدودة ومسيطر عليها، مثل تبادل القصف فى المناطق الحدودية دون استهداف مباشر للبنى التحتية المدنية أو توسيع نطاق العمليات ليشمل الداخل اللبنانى أو الإسرائيلى. ولكن مع الأحداث الأخيرة والاشتباكات المتزايدة بين حزب الله والجيش الإسرائيلى على الحدود الجنوبية، يبدو أن هذه التفاهمات قد تسقط، أو فى طريقها.

التغير الرئيسى فى هذه المواجهات هو أن الاشتباكات لم تعد محدودة بالردود الموضعية كما كان الحال فى السنوات السابقة، بل أصبحت أكثر اتساعًا وخطورة، حيث وقعت هجمات استهدفت مناطق عسكرية وأخرى قريبة من المناطق المدنية على جانبى الحدود، فضلًا عن استهداف إسرائيل نتنياهو لأكثر من قائد مؤثر فى الحزب اللبنانى، ناهيك عن هجمات البيجر، التى استخدمت فيها تل أبيب تقنيات تكنولوجية متقدمة.

إيران بصفتها الداعم الرئيسى لحزب الله قد تجد فى تصعيد حزب الله وسيلة للضغط على إسرائيل أو لتشتيت انتباهها عن جبهات أخرى.

أما الحزب ذاته فيواجه ضغوطًا داخلية فى لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة، وقد يرى فى التصعيد العسكرى وسيلة لتوحيد الجبهة الداخلية والتخفيف من هذه الضغوط.

فى ظل الوضع الحالى، يمكن توقع عدة سيناريوهات تتعلق بمستقبل الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، أولها أن تستمر الاشتباكات فى إطارها الحالى، مع عمليات عسكرية محدودة ومدروسة من الجانبين، ولكن دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

لكن هذا السيناريو قد تتفاقم نتائجه وتتطور إلى ما لا تُحمد عقباه، أو بمعنى أدق السيناريو الثانى وهو اندلاع مواجهة كبرى، فحزب الله يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ، وقد يستخدمها فى حال استمرت الهجمات الإسرائيلية على أهدافه فى لبنان.

وفى المقابل، سترد إسرائيل قطعًا بضربات مكثفة قد تشمل العاصمة بيروت ومناطق أخرى.

السيناريو الثالث هو أن تتدخل بعض القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، للضغط على الطرفين من أجل العودة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك أو حتى تعزيز وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود.

أما ما نأسف عليه فى واقع الحال فهو نتائج السيناريوهات، والتى يخسر فيها لبنان بشكل رئيسى، فالوضع المتدهور قد يؤدى إلى زعزعة استقرار لبنان أكثر، خاصة فى ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة.

وهذه نتيجة لا نتمناها للبنان بكل تأكيد، لذا أرى أن ضبط التصعيد وإعادة التفاهمات غير الرسمية إلى مسارها هو الحل المؤقت.

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سقطت قواعد الاشتباك هل سقطت قواعد الاشتباك



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab