انقلبت الصورة الأميركية بين من كان على باب السجن او باب الخَرَف

انقلبت الصورة الأميركية: بين من كان على "باب السجن" او "باب الخَرَف"!

انقلبت الصورة الأميركية: بين من كان على "باب السجن" او "باب الخَرَف"!

 عمان اليوم -

انقلبت الصورة الأميركية بين من كان على باب السجن او باب الخَرَف

بقلم :جورج شاهين *

بانتظار الثامن من آب المقبل تاريخ اقفال باب الترشح الى الانتخابات الرئاسية لن تظهر معالم المواجهة المقبلة مع ترامب الى ان تنتهي فصولها في 5 تشرين الثاني المقبل. والى حينه لماذا حمل  نتنياهو  قبعة "النصر المطلق" بعد تنحي بايدن.
الجمهورية  - جورج شاهين
الثلاثاء 23 تموز 2024
مما لا شك فيه انّ تنحّي الرئيس جو بايدن عن خوض المواجهة مع الرئيس دونالد ترامب شكّل محطة مهمّة على الطريق الى بقاء الديموقراطيين في البيت الابيض او خروجهم منه. وهو ما سيسمح للناخبين الاميركيين بإعادة تقييم المرحلة المقبلة، فالوقت كافٍ حتى 5 تشرين الثاني لتكوين عناصر المواجهة، بعدما انقلبت الصورة وتوقف السباق بين من كان على "باب السجن" وآخر على "باب الخَرَف".
وعليه كيف تُفسّر هذه المعادلة؟
اياً كانت ردّات الفعل التي تسببت بها القنبلة ـ المفاجأة التي فجّرها بايدن اول امس الاحد، بتنحّيه عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء في الداخل الاميركي او خارجه. فإنّها شكّلت مناسبة فتحت الآفاق على مواجهة من نوع آخر أياً كان البديل منه، سواء كانت نائبته كامالا هاريس او اي شخصية أخرى. فلم تسقط من لائحة الورثة سوى السيدة الاولى السابقة ميشيل أوباما التي رشحها كثر، قبل تنحّي بايدن، وما زال زوجها الرئيس باراك أوباما ممتنعاً عن تأييد كامالا هاريس، مفضّلاً البقاء على الحياد داخل حزبه.
وهو اعرب عن اعتقاده بأنّ حزبه "يبحر في مياه غير مستكشفة في الأيام المقبلة". ولكنه عبّر عن "ثقة استثنائية في أنّ قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية ينبثق منها مرشح متميز".
وتزامناً مع إعراب كل من الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري عن تأييدهما الفوري لهاريس، اعطى الاميركيون أهمية لما نشرته مجلة "Newsweek"، نقلاً عن مصادرها، بأنّ نائبة الرئيس الذي اعتزل الترشح كامالا هاريس، تصدّرت قائمة المتنافسين على نيل ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولكن بعضهم فرمل من اندفاعته عندما قالت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، إنّ مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تفاجأوا بمقال رأي جديد نشرته صحيفة “ذا هيل” يتحدث عن هيلاري كلينتون كبديل لبايدن.
ذلك أنّها واكثر من اي وقت مضى، هي الشخص الأكثر ملاءمة ليحلّ محله. وهو امر لم يُحسم بعد، ذلك انّ احدى العِقَد التي حالت دون تنحّي بايدن من قبل، كانت تشير الى فقدان الخليفة ـ البديل، قبل ان يقول كاتب المقال بابلو أوهانا انّ “هيلاري رودهام كلينتون” هي "الخليفة الجيدة، وأكثر الأشخاص تأهلاً على الإطلاق للترشح لهذا المنصب".
وبمعزل عن المرشح/ة البديل او البديلة من بايدن، فإنّ ذلك لن يطول انتظاره. فموعد الثامن من آب قريب جداً، ذلك انّ باب الترشح الى هذه الانتخابات سيُقفل في هذا التاريخ لتنطلق العملية الانتخابية بكل ما تحتاجه من الخطط والاجراءات لخوض الاستحقاق، استعداداً لما يسمّيه الاميركيون "اليوم الكبير" في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
والى هذه المعطيات، تتجّه الأنظار من اليوم لرصد كثير من المحطات القريبة التي ستفرض إجراءات دستورية تتصل بالانتخابات، كعملية ديموقراطية دُعي اليها اكثر من 250 مليون أميركي لانتخاب الرئيس ال٤٧ للولايات المتحدة الاميركية، والذي عليه ان يفوز بـ 270 صوتاً انتخابياً من اصل 538 صوتاً ليدخل البيت الأبيض في 20 كانون الثاني سنة 2025.
ولذلك لا يمكن من اليوم تجاهل اي محطة يمكن ان تؤثر في مجرى التقلّبات الانتخابية وطريقة تحوّل الرأي العام الاميركي متى تبينت هوية المرشح المنافس لترامب بعد تنحّي بايدن. كما بالنسبة الى قياس قدرات "اللوبي اليهودي" في إدارة المعركة، في ظل اعتراف لا يتنكّر له كثر، يعطي هذا اللوبي الأرجحية في "الادارة العميقة" التي تنتج الرئيس وتختاره ليكون واجهة لتوجّهاتها وقراراتها الكبرى. بحيث لا يحيد عنها سوى بطريقة أدائه لمهماته. فلم يدخل احد الى البيت الابيض وقد خرج على ما رسمته هذه الادارة باعتراف كثر ممن تركوه ليعبّروا عن مواقفهم التي لم يتمكنوا من اتخاذها ابّان وجودهم فيه.
ولذلك، تُعطى الأهمية اليوم للزيارة التي سيقوم بها بنيامين نتنياهو لواشنطن حاملاً شعار "النصر المطلق" على قبعته في الطائرة الرئاسية الجديدة، (وهي صورة لم يتمّ التثبت من مصدرها)، لمعرفة مدى قدرته على التأثير في توحيد "الصوت اليهودي" بعد تنحّي بايدن إن صحّ انّ الكيمياء مفقودة بين الرجلين منذ زمن بعيد. ذلك انّ هناك من يعترف بأنّ اليهود الاميركيين قد عبّروا ما فيه الكفاية في الاشهر القليلة الماضية عن رفضهم لطريقة ادارة حكومة نتنياهو للحرب في قطاع غزة، وما ارتكبه جيشها من مجازر، الى درجة قيل فيها إنّهم باتوا يفكرون بفرض عقوبات على  كل من وزيري المال بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، باعتبارهما الأكثر تشدّداً في رفض اي تسوية منذ ان أطلق بايدن مبادرته الاخيرة لوقف النار وتبادل الأسرى والمعتقلين في 10 حزيران الماضي. وهي رسالة قيد البحث كانت موجّهة مباشرة الى نتنياهو نفسه، ولرفض حكومته بتحريض من المتشددين لـ "حل الدولتين".

ذلك انّ قادة اليهود الاميركيين يؤيّدون قيام الدولة الفلسطينية كحل يبعد عن "الدولة اليهودية" ما تخشاه من "طغيان الديموغرافيا" الفلسطينية نتيجة زيادة عدد الفلسطينيين المتصاعدة.
وإن كانت هذه الاجواء وما تحمله من مؤشرات غامضة، قد سبقت تنحّي بايدن، فأنّها تأتي عشية زيارة نتنياهو الاميركية وخطابه المنتظر امام الكونغرس بناءً على دعوة وجّهها قادة "الاكثرية الجمهورية" في مجلس النواب و"الاكثرية الديموقراطية" في مجلس الشيوخ، في مبادرة قيل انّها لـ "تأديب بايدن" ونصرة ترامب، والدفع في اتجاه عودته الى البيت الابيض.
وهو ما يستدعي ترقّب الأداء المنتظر لنتنياهو في لقائه اليوم مع بايدن، إن بقي الموعد قائماً كما تسرّب في الساعات الاخيرة التي رافقت مغادرة نتنياهو لتل أبيب ، وانّ الأمر الأكيد لا يمكن التوقف عنده قبل وقوعه، وانّ الساعات المقبلة كافية لتبيان ما يمكن البناء عليه.
وإلى تلك اللحظة، لا يمكن اخفاء المخاوف التي يجب ان يأخذها اللبنانيون في الاعتبار، فالمرحلة المقبلة ستشهد غياباً دولياً عن الاهتمام بالشأن اللبناني، ولربما بوقف النار وما يجري في قطاع غزة وجنوب لبنان واستمرار خلو سدّة الرئاسة اللبنانية من شاغلها.

فالمرحلة دقيقة وما يجري مناقشته من سيناريوهات لم يثبت انّ للبنان موقعاً فيها، ولا على سلم أولويات المرحلة. فالتخبّط الاميركي معطوفاً على احتمال ان تتوقف مهمّة هوكشتاين، تفرض ربطها بالانشغال الفرنسي بالهموم الداخلية التي على الرئيس ايمانويل ماكرون مواجهتها من خلال قدرته على تشكيل الحكومة الجديدة، التي يمكن ان ينسجم مع أدائها. وكل ذلك محتمل، فيما لم يثبت انّ هناك رعاية عربية للشأن اللبناني، وخصوصاً على المستوى الخليجي الذي عبّر قادته عن إهمال غير مسبوق بما يجري على ساحته، باستثناء العناية القطرية بالقوى العسكرية والامنية واهمية إبقائها جاهزة لمواجهة اي طارئ في ظل انحلال حكومي، وشلل نيابي، بعدما استغنى النواب عن مهمّة انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية بقدرة قادر على بقائه مقفلاً امام اي طلب من هذا النوع لألف سبب وسبب وألف حجة وحجة.
وعليه، وبناءً على ما تقدّم، فقد انعكست خطوة بايدن بالتنحّي، إعفاء الاميركيين من التفضيل بين من كان "على باب السجن"، بعدما اُعفي ترامب من بعض المحاكمات، ومن كان على "باب الخَرَف" وقد تنحّى جانباً. ليعودوا الى تقييم المواجهة المقبلة بعقول وعيون جديدة ومختلفة، لا يمكن رصد توجّهاتها الاخيرة قبل ان يتكوّن "المشهد الانتخابي الجديد" في شكل نهائي بعد 8 آب المقبل.
*
جورج شاهين إعلامي وصحافي لبناني بارز*

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما لا نحب أن نعرفه عن القضية الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلبت الصورة الأميركية بين من كان على باب السجن او باب الخَرَف انقلبت الصورة الأميركية بين من كان على باب السجن او باب الخَرَف



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab