سوريا التقسيم والرقم 35

سوريا.. التقسيم والرقم 35!

سوريا.. التقسيم والرقم 35!

 عمان اليوم -

سوريا التقسيم والرقم 35

طارق الحميد

تقول وزارة الدفاع الروسية إن عدد الجماعات المتشددة التي وافقت على وقف الأعمال القتالية في سوريا وصل إلى 35 جماعة٬ وذلك بحسب وكالة «رويترز»٬ والسؤال هنا هو: كم عدد الجماعات المتشددة هناك أصلا؟

موقع «بي بي سي» العربي نشر تقريرا في يناير (كانون الثاني) 2014 بعنوان «الأزمة السورية: دليل الجماعات المسلحة في سوريا»٬ يقول: «يقدر عدد الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا بنحو ألف جماعة٬ وتضم ما يقرب من مائة ألف مقاتل٬ معظمها جماعات صغيرة وتعمل بشكل محلي». هذا في ٬2014 ماذا عن اليوم؟ كم عدد تلك الجماعات؟ والأسئلة لا تقف عند هذا الحد٬ فعندما نفكر بعدد الجماعات المتشددة يجب أن نستحضر الحديث المتكرر عن فكرة تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات٬ أو كدولة اتحادية٬ فما معنى ذلك؟

الواضح أن الروس٬ ومعهم الأميركيون٬ لا يقدرون عواقب خطورة الوضع بسوريا اليوم٬ وضرورة رحيل الأسد بانتقال سياسي من شأنه تسهيل توحيد الجهود غدا لمواجهة هذه الجماعات٬ وأيا كان عددها. والخشية من عدم اكتراث الروس والأميركيين هذا يدفع المتابع للقلق من الحديث المتكرر عن فكرة التقسيم٬ والدولة الاتحادية٬ والخشية هي أن يكون التفكير السائد بموسكو وواشنطن هو أنه بحال حصل التقسيم فسيكون بمقدور الأكراد تأمين أنفسهم٬ ومناطقهم٬ وبمقدور روسيا تأمين الدويلة٬ أو الجزء العلوي٬ أو منطقة الأقليات٬ وبالتالي فعلى السنة٬ المكون الأساسي٬ مواجهة الجماعات المتشددة بمناطقهم٬ ومواجهة مستقبلهم٬ فإما يصلح السنة أوضاعهم٬ وإما يواصلون الاقتتال فيما بينهم٬ وبالتالي تكون فرصة للأكراد٬ والأقليات٬ لتحسين أوضاعهم. وبالنسبة للأكراد هناك نموذج حي٬ وإن لم يكن بشكل رسمي٬ وهو نموذج كردستان العراق.

والحقيقة إذا صدقنا ما يسرب بالإعلام عن تقسيم سوريا٬ أو لم نصدق٬ فيبدو أن هناك من هو متحمس لهذه الفكرة٬ مما يعني أننا مقبلون على كارثة أكبر مما نحن فيه الآن حيث علينا التفكير بوضع العراق وأكراده٬ وتركيا وأكرادها٬ وكيف سيكون عليه حال لبنان٬ وكل المنطقة؟ وربما يقول البعض إن هذا طرح مبالغ فيه٬ لكن الظاهر أمامنا الآن أمر واحد وهو أن لا حرص روسيا ­ أميركيا حقيقيا على سوريا كدولة٬ ولا على المكون الأساسي فيها وهم السنة٬ وهذا أمر واضح من أول يوم عملت فيه آلة القتل الأسدية حيث لم يكن السؤال كيف نوقف آلة القتل هذه٬ وإنما كيف نضمن حقوق الأقليات!

وعليه٬ فإذا كان الروس٬ والأميركيون٬ جادين في محاربة الإرهاب٬ وتقدير خطورته٬ فإن عدد الجماعات المتشددة في سوريا وحدها يجب أن يكون مدعاة للقلق٬ ودافعا لتسريع الانتقال السياسي٬ وخروج الأسد٬ فكل يوم يمضي دون حل جاد للأزمة يعني مزيدا من المتشددين٬ كما أن تقسيم سوريا٬ حتى لو كان فكرة٬ فإنه لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكوارث والحروب٬ فالدرس الذي تعلمناه بمنطقتنا هو أنه لا يمكن أن تأمن ودار جارك خربة.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا التقسيم والرقم 35 سوريا التقسيم والرقم 35



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab