هل تقلع قطر عن التدخين

هل تقلع قطر عن التدخين؟

هل تقلع قطر عن التدخين؟

 عمان اليوم -

هل تقلع قطر عن التدخين

القاهرة - العرب اليوم

حتى لا نبالغ في التوقعات من مكالمة أمير قطر إلى ولي العهد السعودي والتي توحي بانفراجة، لا بد وأن ندرك أولاً أن قطر دولة مدمنة ولن تقلع عن التدخين لا بسرعة ولا ببساطة، وبالتدخين هنا أعني احتضان الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان والرضوخ لرغباتها التخريبية والتدميرية في المنطقة.

يجب أن نساعد قطر على ذلك، ولا نتركها لرفقاء السوء وجماعات الإدمان. قطر ليست الوحيدة المدمنة فيمكن ببساطة تقسيم الإقليم كله إلى دول مدخنة ودوّل غير مدخنة، المهم هو أن نساعد الدول المدخنة في الإقلاع عن التدخين المتمثل في دعم واحتضان الجماعات الإرهابية وتبرير أعمالها.

كتبت في مقالات سابقة أن قطر لديها أزمة بنيوية في النظام ما بعد انقلاب 1995، بمعنى أن تركيبة النظام مبنية على تحالف مع جماعة الإخوان وقلت إن قطر تدريجياً أصبحت مختطفة من الإخوان أو شقة مفروشة للإخوان، وفك هذا الارتباط أمر صعب يحتاج إلى إعادة تأهيل الدولة ومساعدتها للإقلاع عن هذا التحالف الذي تظنه قطر يمنحها وظيفة إقليمية وقيمة دولية.

الإخوان الْيَوْمَ عبء على قطر يجب التخلص منهم، ولكن قطر لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، فهي ضحية لتغول الجماعات المتطرفة على أرضها.
أي أنه نظام حكم حاول استغلال الجماعات المتطرفة والجزيرة لتعظيم حجمه وقدراته، ثم ما لبثت تلك القوى أن اختطفت الإمارة لصالح أجندتها الإقليمية.

عادة التدخين تمكنت من قطر، فالتحدي الآن هو كيف نساعدها على الإقلاع عن التدخين؟
من السهل في هذه الأجواء أن يجد البعض سلوى في خطاب التأزيم، ولكن الصعب هو ما قام به أمير الكويت بحثاً عن حل في الأماكن القريبة والبعيدة.

وفِي تصوري أن الزخم الدبلوماسي الذي أحدثته زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى البيت الأبيض هي التي أدت إلى مكالمة أمير قطر لولي العهد السعودي. هذه انفراجة في الأزمة لا بد من البناء عليها.

لا أعتقد أن التحالف يريد إيذاء قطر أو الشعب بقدر ما هو إيصال رسالة جادة عن تدخين قطر، وأن التحالف لا يقبل سلوك الدول المدخنة في العالم العربي. أعتقد بعد شهور من المقاطعة أن الرسالة قد وصلت.

في نظري أن التهدئة لا تروق لا لجماعة الجزيرة ولا للمتطرفين الذين اختطفوا قطر. فهؤلاء لا يريدونها مطلقاً، هم فقط يريدون الدخان في كل مكان.

ظني أن ما قام به الشيخ تميم من مبادرة بالمكالمة كان من الممكن أن يكون كافياً لحفظ ماء الوجه فليس من شيم العرب لا الإذلال ولا الإهانة، وهو ما أثبته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيان الذي تلا المكالمة. ولكن البيان القطري المغلوط أفسد كل نبل قامت به المملكة في هذا الشأن.

لست من المغرمين بالنظام القطري وسياساته منذ انقلاب1995 إلى يومنا هذا، وكتبت عن قطر ما لم يكتبه آخرون، وانتقدت سياسات قطر بقسوة على صفحات هذه الصحيفة، وفِي الصحف الأميركية وخصوصا «واشنطن بوست»، مما أدى إلى منعي من دخول قطر ومنعي من أي ظهور على قناة الجزيرة، وهذا أمر مثبت، ومع ذلك أجد نفسي الْيَوْمَ في معسكر المصالحة، لا معسكر التشنج والتأزيم، وذلك لأنني مدرك أن صعوبة الإقلاع عن رعاية جماعات تمكنت من عَصب الدولة أمر ليس بالهين.

قطر كانت تحتاج إلى كل هذه الشهور لإدراك أن التدخين ضار بالصحة، ضار بصحة الاستقرار في الإقليم، وكما ذكرت سابقاً، أعتقد أن الرسالة قد وصلت، فقط هي مسألة وقت وبرنامج إعادة تأهيل أعضائها ببديل للنيكوتين، عوضاً عن التدخين ولو لفترة.
كما المدخنين تعلن قطر أنها أقلعت عن التدخين، ولكنها تمارسه بعيداً عن الأعين فلنساعد قطر أن تتعاطى البديل في العلن حتى لا تلجأ إلى التدخين في الخفاء.

أعتقد أننا أمام فرصة جديدة وجيدة لإقناع قطر بالإقلاع عن التدخين، شريطة أن يخرج من المشهد ما سماه الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت بـ«الإعلام الواطي» الذي يروج للسجائر والتدخين بأنواعه.

omantoday

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين: رجل الضريح ورجل النهضة

GMT 14:45 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تنويرية لمدينة سعودية غير ربحية

GMT 14:44 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

GMT 14:43 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

GMT 14:42 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو عمار... أبو التكتيك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تقلع قطر عن التدخين هل تقلع قطر عن التدخين



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab