فضاء النجاح الإماراتي

فضاء النجاح الإماراتي

فضاء النجاح الإماراتي

 عمان اليوم -

فضاء النجاح الإماراتي

خير الله خير الله
بقلم -خير الله خير الله

يتسع فضاء النجاح للجميع. ليس ما يؤكّد ذلك أكثر من دولة مثل دولة الإمارات العربيّة المتحدة التي عين رئيسها، بصفة كونه حاكماً لأبوظبي أيضاً، الشيخ خالد بن محمّد بن زايد وليا للعهد في الإمارة.

ترافق ذلك مع سلسلة تعيينات أخرى.

عيّن محمد بن زايد أيضاً الشيخ هزاع بن زايد والشيخ طحنون بن زايد نائبين لحاكم أبو ظبي.

بصفة كون الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، عيّن الشيخ منصور بن زايد نائباً لرئيس الدولة، إلى جانب الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ.

شملت التعيينات أيضاً إعادة تشكيل المجلس التنفيذي لامارة أبوظبي برئاسة الشيخ خالد بن محمّد.

يندرج ما تشهده دولة الإمارات وإمارة أبوظبي بالذات في سياق تطور طبيعي للأمور منذ خلف محمّد بن زايد وليّ عهد أبو ظبي أخاه الشيخ خليفة بن زايد الذي توفّي في الثالث عشر من مايو الماضي.

أخذ الشيخ محمّد الوقت اللازم لترتيب الأوضاع، خصوصا بالنسبة إلى تعيين وليّ العهد لأبوظبي.

كانت عشرة أشهر كافية كي تنتظم أمور الحكم وكي توضع الأسس التي تضمن مزيدا من النجاحات في منطقة تزداد التعقيدات فيها وفي عالم يشهد تحولات كبيرة في ظلّ احداث ذات طابع استثنائي في مستوى الحرب الأوكرانيّة.

إضافة إلى أن تعيين خالد بن محمّد بن زايد وليا للعهد في أبو ظبي في إطار سلسلة تعيينات أخرى، لا بدّ من ملاحظة أنّ كلّ ما تشهده دولة الإمارات يأتي في ظلّ حسابات دقيقة تأخذ في الإعتبار تفاصيل التفاصيل.

يحدث ذلك كلّه في ظلّ خيمة اسمها مدرسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

باختصار شديد، إن ما تشهده الإمارات اليوم تتويج لمسيرة طويلة أطلقها المؤسس الذي عرف دائما كيف يطوّع الأحداث والظروف الإقليميّة والدوليّة وكيف يجعلها تصبّ في مصلحة دولة الإمارات، وهي دولة شابة نسبياً إذا أخذنا في الإعتبار أن عمرها يزيد بقليل عن نصف قرن (استقلت دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971).

توجد زوايا لا تحصى يمكن الانطلاق منها لابراز اهمّية الشيخ زايد الذي رعا المشروع التحديثي النهضوي وانجزه في الامارات.

هذا المشروع مستمر إلى اليوم والتعيينات الأخيرة جزء لا يتجزّأ منه.

يرتكز المشروع على ثلاثة أسس كبرى. هذه الأسس هي الآتية:

- بناء الإنسان وتأهيله لدوره في المجتمع من خلال التعليم الرصين والإعداد السليم والتربية الهادفة.

- إنشاء بنية تحتية متكاملة وقويّة من شأنها ان تكون قاعدة متينة لمجهود تنموي شامل.

- تحديث الهياكل المجتمعيّة والمؤسّسية للدولة.

خاض الشيخ زايد معارك كثيرة، مستخدما القوّة الناعمة من اجل خدمة بلده وتوحيده أوّلا في ظروف إقليميّة اقلّ ما يمكن ان توصف به انّها كانت صعبة ومعقّدة. خاض كل هذه المعارك كسياسي وإنسان أوّلا. لا تزال القيادة الإماراتية ملتزمة مدرسة الشيخ زايد.

قبل عامين، استضاف «موسم أصيلة» في المغرب ندوة عن الشيخ زايد.

لعلّ بين أفضل المداخلات في الندوة تلك التي تحدث فيها الدكتور زكي نسيبة الذي عمل مع الشيخ زايد كمترجم ومستشار ثقافي طوال أربعة عقود.

في مداخلته الطويلة، التي تطرّق فيها الى الجوانب المختلفة التي يمكن النظر من خلالها الى شخصيّة الشيخ زايد، تطرق زكي نسيبة الى نقاط في غاية الاهمّية مركزا على إيمان الشيخ زايد بالتعليم والثقافة.

تطرق أيضاً إلى الشيخ زايد بصفة كونه ذلك الإنسان الذي يؤمن بـ«وحدة المصير بين كلّ الشعوب»، كما يؤمن بالتسامح ولا يفرّق بين انسان وآخر.

وأشار الى اعتماد هذا الزعيم السياسي الاستثنائي على «الصدق والصراحة» وعلى «الحكمة والاعتدال». كشف أنّه كان يقول لزعماء سياسيين التقاهم «صديقك من صدقك».

كذلك، شارك علي راشد النعيمي عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس لجنة الدفاع الداخليّة والشؤون الخارجيّة في دولة الامارات.

ركّز النعيمي على دعم الامارات للمغرب، خصوصا في ما يخص قضية الصحراء المغربيّة. ركّز أيضا على الشيخ زايد «التقدمي الحقيقي» في عالمنا العربي بعيدا عن المزايدات والمزايدين وحملة الشعارات الخاوية.

لو سمع العرب في يوم من الأيام ما كان يقوله الشيخ زايد، لما كانوا وصلوا إلى ما وصلوا إليه من كوارث اليوم.

في النهاية، تتحدّث الأرقام عن نفسها وعن النجاح الاماراتي الذي وضع اسسه الشيخ زايد الذي آمن بمشروع دولة الامارات وحوّله الى واقع.

من بين ما تقوله الأرقام انّ اقتصاد الامارات من بين اهم ثلاثين اقتصادا في العالم. تحوّلت الامارات السبع الى دولة حقيقية تنظر الى المستقبل.

تنظر، بفضل الأسس التي وضعها زايد بن سلطان، الى السنوات الخمسين المقبلة. هذه دولة متصالحة مع نفسها يعيش على ارضها أناس من مئتي جنسيّة مختلفة من دون تفرقة. هذه دولة تفكّر في مرحلة ما بعد النفط، أي بالطاقة النظيفة، وفي الصعود إلى الفضاء بدل البقاء في اسر الماضي.

لا شيء ينجح مثل النجاح. تعكس التعيينات الأخيرة في دولة الإمارات رغبة واضحة في استمرار مسيرة النجاح بدعم من فريق عمل متكامل على كل المستويات.

لم يعد سرّا أن الإمارات صارت دولة محوريّة في المنطقة والعالم.

الأهمّ من ذلك كلّه أن هذه الدولة باتت تعتمد سياسة صفر مشاكل مع محيطها، بمن في ذلك تركيا وايران، ومع كلّ القوى العالميّة.

في النهاية، يكمن سرّ الذكاء، سياسيا، في القدرة على التكيّف مع المتغيرات الدولية من دون عقد. يبقى الإنسان ورفاهه وامنه أمرا مهمّا في منظور دولة تقوم على فكرة التسامح. المهمّ أيضا إيجاد مصلحة مشتركة تجمع بين كلّ المقيمين على ارض الإمارات بغض النظر عن منشأ هؤلاء او ديانتهم.

يصعب أن نجد في المنطقة، إلّا في ما ندر، تجربة أخرى شبيهة يهذه التجربة المرتبطة بكلّ ما هو حضاري في هذا العالم والبعيدة عن كلّ تزمت وتعّصب وتخلّف...

omantoday

GMT 01:51 2023 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

الذكاء الاصطناعي بين التسيير والتخيير

GMT 02:58 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

الأيام الصعبة

GMT 02:52 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

«بحب السيما» وبحب جورج إسحاق

GMT 02:51 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

فرق توقيت

GMT 02:49 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

السعودية الجديدة... الإثارة متواصلة ومستمرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضاء النجاح الإماراتي فضاء النجاح الإماراتي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab