تحية لمن هزموا إسرائيل وانتصر بهم لبنان

تحية لمن هزموا إسرائيل.. وانتصر بهم لبنان!

تحية لمن هزموا إسرائيل.. وانتصر بهم لبنان!

 عمان اليوم -

تحية لمن هزموا إسرائيل وانتصر بهم لبنان

بقلم : طلال سلمان

غداً، الأحد الواقع فيه الرابع عشر من آب 2016، يوم عيد: انه عيد النصر الثاني الذي أحرزته المقاومة، بمجاهديها وصمود أهلها في لبنان جميعاً، بالكفاءة والعلم والخبرات المستفادة من مواجهة المحتل الإسرائيلي على امتداد ربع قرن إلا قليلاً... بل على امتداد أربعة أجيال إلا قليلاً.

لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً، واجهت المقاومة ـ ومعها شعب لبنان، وجيشه حيثما كان متواجداً ـ «العدو»، مرة أخرى، وفي الميدان الذي اتسع بمساحة هذا الوطن الصغير بأرضه...، وهزمته، برغم تفوقه الكاسح بأسلحته في البر والبحر والجو، كافة، وانتصرت.. مرة أخرى.

صمد شعب لبنان فحمى ظهر مقاومته. هجَّر القصف الإسرائيلي أكثر من مليون مواطن، فيهم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، من مدن الجنوب وقراه، ومن الضاحية النوارة، ومن بعض الجبل والبقاع، فاستقبلهم أهلهم في سائر المناطق، كما استقبلتهم سوريا بعاصمتها دمشق وسائر المدن والبلدات وصولاً إلى حمص ومدن الساحل السوري، طرطوس وبانياس واللاذقية.

وهو نصر عربي.. أما «عرب الصلح مع العدو بشروطه» فقد لبثوا ينتظرون سقوط المقاومة ومعها شعبها، فلم تسقط، وانتصار العدو فلم ينتصر، مراهنين ـ بعد التفوق العسكري الهائل لإسرائيل ـ على تدخل أميركي يعفيهم من الحرج، فلما تدخلت واشنطن بالضغط على «الدولة» عبر حكومتها، جاء الوزراء العرب للتثبت من حقيقة ما يرون على الشاشات، وما يسمعون عبر الإذاعات.. ولقد غمرهم الخجل، فلم يصدروا بيانهم الملتبس من بيروت بل اصدروه من القاهرة في ليل وعادوا إلى عواصمهم محبطين.

لم يكن حكام العرب، المذهبون منهم والفقراء، يريدون الاعتراف للمقاومة بنصرها، ولشعب لبنان بتأكيد وحدته وصموده خلفها.. بل انهم لم يلبثوا ان انكروها وتنكروا لها واتهموا الشهداء، قبل الأحياء، في وطنيتهم.. وفي وقت لاحق انزلوا صور «السيد» قائد مسيرة النصر العربية أيضاً، بالمقاومة، ومنعا للعدوى! صار «السيد» شبحا يقض مضاجعهم... وهكذا لم يتأخروا إلا قليلاً حتى باشروا توجيه سهامهم المسمومة إلى المقاومة جميعاً، قيادة ومجاهدين،.. ثم توسعوا في مكافحة جمهور المقاومة عبر الحرب على أرزاقهم... وها هم اليوم يعاقبون لبنان جميعاً، بأبنائه الذين يعملون في بناء دولهم، كما في مقاطعة هذا الوطن الصغير ومنع رعاياهم من القدوم إليه... ولو للاصطياف. فضلاً عن الاستثمار فيه.

&&&
يوم الهزيمة دهر، ويوم النصر عمر مديد، بل هو فاتحة عصر جديد لمن ينجزه بالنار والمواجهة الباسلة والصمود العظيم حتى إلحاق الهزيمة بالعدو.

..وها ان الجنوب لم يعد بعيدا. لم يعد يقيم في قلب الخوف. لم يعد ضحية النسيان والإهمال. لم تعد قراه تهرب بمنازلها من التلال المكشوفة فتتجمع في الوهاد وكأنها تختبئ عن عيون العدو، عن مراصده و «عيونه».. عن صواريخ طائراته، عن مدافع دباباته، وعن رشاشات جنوده. ان معظم البناء الجديد في جبل عامل وجواره القريب، يشمخ الآن بالبيوت الأنيقة حتى لتكاد تكون قصورا فوق التلال المطهرة. لم تعد البيوت متروكة كما بناها الأجداد لأن هدمها بالصواريخ الإسرائيلية احتمال مفتوح على الدوام. لقد تبدلت الأحوال فتبدلت الأدوار. الإسرائيليون هم الذين يسكنون في قلب الخوف. كلما ذكرت اسم قرية جنوبية أو سهل كسهل الخيام أو تلة أو واد كوادي الحجير، استعادوا ذكرياتهم السوداء ومعها الخوف من الغد: هنا احترقت الدبابات وارتفع صراخ الجنود المعولين خوفاً، يستعجلون اجلاءهم من هذا الجحيم الذي أكد لهم قادتهم انهم سيعبرونه وهم يترنمون بأناشيد الفخر، فيقتلون من شاؤوا ثم يمسكون بالإرهابيين من اعناقهم ويعودون بهم أسرى.

لقد عاد العدو لينتقم لهزيمته الأولى بالانسحاب قبل انبلاج الفجر، قبل ستة عشر عاماً، وبالتحديد يوم 25 أيار 2000... ففوجئ بأن «عدوه» يعرفه الآن تماماً، يعرف أسلحته جميعا من الطائرة إلى الدبابة إلى الصاروخ وصولاً إلى البندقية.. بل وإلى البارجة بحراً. وفوجئ مرة أخرى بأن أهل الأرض يعرفونها وتعرفهم، وهي تحميهم وتكشف لهم عدوهم، وتساندهم بحجارتها ووديانها وأشجارها، بمغاورها وتلالها والمكامن.

لقد انتصر لبنان بمقاومته. انتصر بدماء المجاهدين والأهل جميعاً. الدم هو الأرض، يهديك ويضل عدوك. ولقد عاد الذين كانوا في البعيد. لقد استدعت الأرض أهلها فملأوها عمرانا وزيتونا وياسمينا. لقد انتصر العمران وانتهى زمن الخراب والخوف.

في عيد النصر تحية لمن صنعه بجهاده أو بدمه، بنزوحه ثم بعودته إلى بيت أعيد بناؤه من جديد.. ولقد عادت الأرض إلى أهلها وعادوا إليها ليبقوا فيها وبها ولها. وكل عام وأنتم بخير.

omantoday

GMT 06:02 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رصاص على حرف النون

GMT 06:10 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

الرئاسة بالصوت اللبناني.. ولو كره الكارهون!

GMT 05:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

رحيل مناضل بلا صورة..

GMT 05:42 2016 الأربعاء ,14 أيلول / سبتمبر

عن النجدة الروسية لسورية في السياسة والحرب..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية لمن هزموا إسرائيل وانتصر بهم لبنان تحية لمن هزموا إسرائيل وانتصر بهم لبنان



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab