لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية

 عمان اليوم -

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية

بقلم: علي الأمين

مقتطف: المشكلة ليست في أنّ حزب الله سيحصد الفوز في الإنتخابات النيابية المقبلة، أيّا كان قانون الانتخاب، علماً أنّ لا الفوز بالأكثرية أو خسارتها يعني شيئاً، في ظلّ سطوة السلاح، المشكلة في مكان آخر أنّ حزب الله صار"بيّ الكل" لا الرئيس في بعبدا.
 
جملة: الكل يقدم لحزب الله ما يريده وينتظرون رد الجميل في الانتخابات
 
لا شكّ أنّ حزب الله استشعر قلقاً بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو قلق مشروع في إيران، فكيف لأبرز ذراع لها في لبنان والمنطقة. الرئيس الأميركي الجديد وكلّ فريقه في الإدارة لا يبدون أيّ ودّ تجاه إيران، كما كان حال الرئيس السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري. التوجه الأميركي يتخذ بعداً تصعيدياً ضد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، ترامب وضع العراق كساحة مواجهة مع النفوذ الإيراني، إيران لوحت بصواريخ حزب الله ضد اسرائيل واستتبعته بعقد مؤتمر عن فلسطين في طهران.
 
حزب الله يتلمس بطبيعة الحال الوجهة الأميركية الجديدة، كما البهجة الإسرائيلية بالرئيس ترامب، وهو نفسه غالباً ما يكرر عبر وسائل إعلامه الحديث عن التقارب العربي مع اسرائيل على قاعدة الضد مع إيران، وهذا ما عبّر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابيه الأخيرين عبر التصعيد اللفظي ضد إسرائيل وعلى طريقته بوسيلة تحذير إسرائيل من التورط في مغامرة ضد لبنان أو حزب الله، بأنّه –أي حزب الله- سيستهدف مفاعل ديمونا ومخازن الأمونيا في حيفا وفي البحر.
 
يدرك نصرالله وهو يرفع من نبرة التحذير أو التهديد ضد إسرائيل بعد المذبحة السورية، أنّ جمهور الشيعة في لبنان من مؤيديه، لا يريدون أن يعودوا إلى نغمة الحرب مع اسرائيل. هم الذين يدركون أنّ مروحة الأعداء تكاد تحاصرهم بالكامل، بعدما فعل تدخل حزب الله في سوريا فعله في النفوس وباتت ورقة الإستقرار على الحدود مع إسرائيل هي الورقة الذهبية والوحيدة التي يملكها حزب الله، ويقايض فيها جمهوره بالولاء. وبالتالي يمكن فهم لماذا عمدت وسائل إعلام الممانعة وشبكات التواصل الخاصة بحزب الله، إلى تفسير كلام نصرالله بأنّه تصعيد لمنع الحرب، وليس لإشعالها. كما ترددت بشكل لافت مقولة أنّ تحذير نصرالله هو الذي لجم اسرائيل من تنفيذ عدوانها على لبنان.
 
وفي كلا الحالين سواء ذهبنا إلى تبني فرضية أنّ إيران تريد أن تستخدم حزب الله ضد اسرائيل للتخفيف من الإندفاعة الأميركية ضدها، أو تبنينا مقولة أنّ تصعيد حزب الله اللفظي هدفه لجم ضربة اسرائيلية مقررة ضد لبنان وحزب الله، فهذا يعني أنّ حزب الله الذي أعاد ترتيب المعادلة الداخلية بما يتناسب مع متطلباته الإقليمية ليس في وارد زعزعتها أو الإنشغال فيها خلال وقت حرج إقليمياً.
 
لا يمكن تخيل معادلة ملائمة لحزب الله أفضل من المعادلة القائمة: الجميع يريد رضاه، رئيس الجمهورية لا يتأخر في تلبية ما يريده من مواقف إقليمية، النائب وليد جنبلاط لا يريد العودة إلى زمن المواجهة مع "الدويلة"، القوات اللبنانية لا ترغب في خضم التحالف مع الرئيس عون، إلاّ أنّ تكسب ودّ حزب الله، أما تيار المستقبل فهو مضطر أن يطلق مواقف مبدئية ولفظية ضد السلاح غير الشرعي وضد شتيمة العرب، ولا يريد أن يوقف الحوار مع حزب الله، إمّا عبر عن ذلك نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
 
عملياً لا مزعجات في المعادلة النيابية ولا الوزارية ولا الرئاسية بالنسبة إلى حزب الله، فيما الإنتخابات النيابية كفيلة بأنّ تدخله في دوامة وحسابات هو حالياً في غنى عنها. حلفاء حزب الله من السنّة والمسيحيين والدروز الذين ينتظرون موسم القطاف في الإنتخابات النيابية، لن يستطيع حزب الله تلبية ما يتوقعونه منه، لا لبخل بل لعجز، ولشعور بخطر أن يكون فوزهم وبالاً عليه وليس مكسباً له. فرضوخ جنبلاط والحريري والقيادات المسيحية لمعادلة حكم حزب الله اليوم، هو أفضل بكثير مما يمكن أن تحدثه الإنتخابات النيابية من فرز جديد لا يتحكم حزب الله بمفاصله ولا بتداعياته. فالمسألة ليست في قدرة حزب الله على تطويع الأكثرية النيابية وكسبها في الإنتخابات المقبلة، بل في ثورة الخاسرين التي لن تنفجر إلا في وجهه سواء كانوا حلفاء له أو خصوماً. ويجب الإشارة إلى أنّ الأكثرية النيابية التي مثلتها قوى 14 آذار في انتخابات 2009 ، لم تعنِ شيئاً في ميزان القوى الذي يرجحه حزب الله، بسطوة السلاح سواء كانت الأكثرية النيابية معه أو ضده.
 
من هنا يجب الإنتباه إلى موقف حزب الله من الإنتخابات النيابية، فالحزب متوجس من أيّ تغييرٍ في المعادلة النيابية المسيحية وفي الوقت نفسه لا يريد إزعاج رئيس الجمهورية، الذي يعطي الحزب في مقابل أن يقبض الثمن في الإنتخابات النيابية. الكل يعطي حزب الله اليوم ما يريده في السياسة، من سليمان فرنجية إلى عبد الرحيم مراد وطلال أرسلان ووئام وهّاب وأسامة سعد، وغيرهم من المسيحيين "المشرقيين" و"أشاوس" الممانعة، وأيضاً الكل من سعد الحريري إلى وليد جنبلاط وسمير جعجع، وغيرهم من رموز السياديين يعطون طائعين أو مرغمين، فيما يكتفون في تصفية الحسابات داخل طوائفهم بحثاً عن انتصار عجزوا عنه خارجها...
 
أفضل من المعادلة القائمة لن يحقق حزب الله لأنّها مثالية له وأفضل المتاح. والإنتخابات النيابية تحت سطوة السلاح وبغياب مشروع سياسي وطني معارض لحزب الله تصبح عبئاً على "الحزب"، في مرحلة إقليمية حساسة. لذا فالإنتخابات ستفرض انهماكاً تنظيمياً هو بغنى عنه، ونسبة من المساءلة، في الحدّ الأدنى عبر سؤاله عن المنافع الإلهية التي ينتظرها بعض المرشحين من دعم، والناخبين من عطايا، درج عليها حزب الله في كل موسم انتخابي.

omantoday

GMT 14:33 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

رياض الترك وكريم مروّة: شيوعيّان عربيّان لم يعودا كذلك

GMT 14:20 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

حاضر محتقن ومستقبل صعب

GMT 16:54 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إيران وفلسطين

GMT 14:34 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

لبنان... فرصة للتسوية ولدرء العدوان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab