حزب الله حاضر بدمائه غائب في كلمة الأسد

"حزب الله" حاضر بدمائه غائب في كلمة الأسد

"حزب الله" حاضر بدمائه غائب في كلمة الأسد

 عمان اليوم -

حزب الله حاضر بدمائه غائب في كلمة الأسد

علي الأمين

ربما هي المرة الاولى التي يشكر رئيس النظام السوري بشار الأسد حزب الله على دعم جيشه في قتاله المعارضين السوريين. اذ شكر الأسد “حزب الله” لكن من دون ان يسميه على اصطفافه إلى جانب الجيش السوري، خلال لقائه ممثلين عن الفاعليات المهنية والنقابية امس فقال: “إخوتنا الأوفياء في المقاومة امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في الجيش وكان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق الانجازات".

الجدير ذكره ان النظام السوري لم يسجل على نفسه انه طلب دعم حزب الله منذ بداية الثورة السورية حتى اليوم. اذ ليس من موقف سوري رسمي يدلل على انه هو من يقف وراء دخول الميليشيات الشيعية العراقية الى سورية ولا حتى دخول حزب الله.

وفي وقت لاحق يمكن للنظام السوري الحالي، او ايّ نظام سيحكم سورية في المستقبل، ان ينفي وقوف الدولة السورية امام مسؤولية استدعاء حزب لبناني للقتال في سورية او طلب تدخله. وهو يمكن ان يحمل الدولة اللبنانية مسؤولية هذا التدخل. باعتبار ان من مسؤوليتها حماية حدودها، وإلزام مواطنيها التقيّد بالموقف الرسمي، الذي يرفض التدخل في شؤون الدول الأخرى. وليس خفيا ان الموقف الدولي، استنادا الى مواثيق الامم المتحدة، رفض منذ البداية انتقال مقاتلين من دول اخرى للقتال في سورية. وفي حالة حزب الله فإن قتاله في سورية مع الألوية الشيعية العراقية يتم بصورة علنية وبشكل صريح، بخلاف القوى والدول الداعمة للمعارضة العسكرية السورية التي لم تسجل على نفسها إرسال مقاتلين الى سورية بشكل صريح وعلني.

لا شك ان نظام الأسد، الذي يطمح الى كسب الرضى الدولي عن نظامه، من خلال عنوان الحرب على الارهاب، يحرص على تفادي تبني اضفاء شرعية على تدخل حزب الله في سورية بناء على طلب النظام. فحزب الله الى كونه حزباً وليس دولة، هو مدرج في لوائح عالمية للارهاب، والعديد من قياداته ملاحقة دولياً كما حال قيادات في دولة الخلافة "داعش"، لأسباب مشتركة او مختلفة. فالاسد شكر ايران في اكثر من مناسبة على دعمها نظامه، كما وجه الشكر الى كل من روسيا والصين. لكنه نأى بنفسه عن توجيه شكر لحزب الله، مكتفيا بمصطلح "المقاومة" المطاط الذي بات معتمدا لتسمية اكثر من جبهة سواء في العراق ام اليمن ام سورية ام لبنان.

من هنا لم يدن الأسد امس القرارات الاميركية التي ادرجت قيادت عسكرية وامنية من حزب الله على لائحة العقوبات المالية قبل اسبوع، بسبب تدخلها في الحروب السورية. فهو لم يتطرق الى هذه القرارات، رغم انها تتصل بالشأن السوري. كما لم يتهم الادارة الاميركية بالتدخل في شؤون سورية بهذا القرار. يدرك الاسد انّ احد اهم اسباب بقائه عدم اقتناع الادارة الاميركية برحيله بعد. فالمواقف الاميركية، على طول طريق الثورة السورية، بدت غير متحمسة لفكرة تغيير النظام ورحيل الأسد. وبحسب المعلومات من مصادر دبلوماسية غربية وعربية، فإن الادارة الاميركية ترفض حتى اليوم البحث مع ايران في مستقبل الأزمة السورية. رغم ان ايران ابدت استعداداً لبحث هذا الملف، وكأن حدود التجاوب الأميركي يقتصر على التعاون الأمني والمعلوماتي في مواجهة التنظيمات الارهابية السنيّة.

الاستنزاف الذي تعانيه الدولة السورية هو النتيجة المرشحة للاستمرار. وهو استنزاف يلبي مصالح دولية واقليمية، لا سيما انه في خضم هذا الاستنزاف امكن الى حدّ كبير فرض اولويات جديدة لم تكن اساسية قبل أربع سنوات. فالحرب على الارهاب كما هي اولوية اميركية وغربية، نجحت ايران الى حدّ بعيد في اقناع الغرب بأنها طرف مؤهل للانخراط في صفوفها الاولى. حتى الرئيس الايراني حسن روحاني اكد امس أن إيران "ستطهر كل المنطقة من الإرهابيين بالوحدة والانسجام"، مضيفاً: "نستطيع حل قضايا أخرى في المنطقة أيضاً على طاولة المفاوضات". اذ لم تعد مواجهة الاستكبار العالمي وانهاء اسرائيل من الوجود اولوية ايرانية في مرحلة انخراطها بالنظام العالمي.

الشكر لحزب الله لم يتلفظ به الرئيس بشار الأسد. الشكر للمقاومة لا يلزم الدولة السورية بتشريع تدخل حزب الله على اراضيها. ذلك التدخل الذي لم تقره مؤسسات النظام الرسمية. وكل هذا الزخم، الذي يقدمه حزب الله دعما لنظام الاسد، يصب في تثبيت الاولويات الاستراتيجية الجديدة: نقل الصراع الايديولوجي من اولوية مواجهة الغرب واسرائيل الى اولوية مواجهة التطرف السني بأشكاله المختلفة... ذلك ان الارهاب، كما تروج له طهران بالدرجة الاولى، وواشنطن واوروبا تاليا، هو ارهاب سني حصراً.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله حاضر بدمائه غائب في كلمة الأسد حزب الله حاضر بدمائه غائب في كلمة الأسد



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab