من سيقطع دابر الداعشتانية

من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟

من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟

 عمان اليوم -

من سيقطع دابر الداعشتانية

حسن البطل

نال مخترع الـ د.د.ت جائزة نوبل في الكيمياء. الآن، يقولون إن الآثار الجانبية السيئة للاختراع، دفعت الى علاج بيولوجي للحشرات الضارة، وهي تسليط نوع على نوع، أي الحرب البيولوجية بديلاً من الكيميائية!

من سيقضي على "وباء" يسمى "الداعشتانية"؟ هل لا يفلّ الحديد غير الحديد، أي ما لا ينجح بقوة ينجح بقوة أكبر، أم بتسليط قوى "الإسلام المعتدل" على "الإسلام الجهادي"؟

يقول دعاة الإسلام المعتدل إن "الإسلام براء" من التطرف والغلو، ويقول نفر من المثقفين إن الظاهرة الداعشتية "منّا وفينا" أو "كل إسلام هو الإسلام" كما يقول صديقي التونسي محمد علي اليوسفي.

صار للداعشتية دولة خلافة، أو بلاد "داعشتان" على منوال الاشتقاق من أفغانستان، وهي تهدّد دول المنطقة، بل تهدّد العالم. وصارت مساحة دولتها تفوق مساحة بريطانيا.

تدعو أميركا الى ما يشبه "حلفاً عالمياً" ضد هذا الوباء، كما سبق وقادت حلفاً عالمياً ضد العراق، ومن قبل تحالفاً دولياً ضد النازية والفاشية. إسرائيل تدعو الى حلف إقليمي بينها وبين الدول الإسلامية السنية المعتدلة. فرنسا لا تستبعد مشاركة إيرانية في هذا الحلف. هل يمكن ضم إسرائيل وإيران في حلف عجائبي؟

لا أدري كيف سيعمل حلف يضم ايران الملالي والسعودية الوهابية، وإسرائيل اليهودية، لكن أساسه هو تسليط الضد على الضد، كما في العلاج البيولوجي للحشرات الضارة.

سيعمل هذا التحالف الغريب كما في مفهوم تشرشل: لا صداقات دائمة، بل مصالح دائمة، وسبق وان طبقته أميركا في العراق عندما شجعت القبائل والعشائر السنية على القتال ضد سيطرة "القاعدة" على مناطق في شرقي العراق. وباء الإيبولا لا يشكل تهديداً مثل الطاعون.

هل صار يبدو بن لادن معتدلاً قياساً بخليفته أيمن ظواهري، و"النصرة" معتدلة قياساً بـ "داعش" والأصولية الشيعية الإيرانية، والأصولية السنية الوهابية شركاء في حلف عالمي ضد "الداعشتية"؟

سارعت إسرائيل، على لسان الغوغائي نتنياهو، الى تصوير نفسها جداراً ضد الإسلام الأصولي، السني والشيعي سواء بسواء، من "حماس" جنوباً، الى "حزب الله" شمالاً، الى "داعش" شرقاً .. لكنها شذّت قليلاً عندما أبدت ارتياحاً لسيطرة "النصرة" على خط وقف إطلاق النار في الجولان!

أميركا انقلبت على صنيعتها نوري المالكي المتطرف شيعياً، وإيران ايضاً، ودفعتا الى حكومة جديدة قد تتمكن من مدّ اليد الى السنة في العراق والأكراد أيضاً.

أمّا إسرائيل؟ فقد غيرت مفاهيم أمنها، بناء على مصالحها، من اعتبار النظام السوري "حارساً ابدياً" للهدوء في الجولان، بينما اميركا وبعض اوروبا متردّدة في التعاون مع النظام السوري ضد دولة الخلافة في سورية والعراق. كيف تكون مع حكم مركزي عراقي ضد "داعش" ولا تكون مع حكم مركزي ضدها في سورية؟

يقولون إن أميركا هي من تسبب في تشكيل "الطالبان" في أفغانستان، بدعوى "الجهاد الإسلامي" ضد روسيا الشيوعية، ومن ثم تفرعت "القاعدة" عن "طالبان" و"النصرة" عن "القاعدة".. والآن "داعش" عن "القاعدة". لا ذروة أعلى في التطرف!
سنعود الى الأيام الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، حيث شجعت اميركا العراق على مناطحتها، ودعمته كما دعمت دول الخليج نظام صدام، الذي بدأ الحرب بصفتها حرباً قومية (عرب ضد الفرس)، لكنها صارت في نهايتها حرباً سنية - شيعية، رغم ان السنة العرب في الأهواز - عربستان لم يؤازروا حرب العراق، وشيعة العراق لم يؤازروا حرب إيران.. ولاحقاً شجعت أميركا شيعة العراق على الانتفاضة ضد الحكم السني لصدام حسين، والحكم العربي لأكراد العراق بذريعة مجزرة حلبجة.

بعد ذلك، انقلبت أميركا على حكم حليفها مبارك في مصر، لصالح حكم الإخوان المسلمين، علماً ان سائر الفرق الإسلامية المتطرفة، ثم الأصولية، ثم الجهادية، هي بمثابة أبناء شرعيين او غير شرعيين للإخوان المسلمين.

لكن، عندما صحح الشعب المصري خياره الديمقراطي، وقفت اميركا معارضة او متحفظة لحركة التصحيح هذه، مخالفة ان الديمقراطية تصحيح للانحراف الديمقراطي.

ما الذي سيقطع دابر الداعشتية هذه؟ إنه الحقيقة الماثلة وهي أن "داعش" هي ذروة التطرف، وليس بعد الذروة الأعلى من طالبان والقاعدة وحتى "بوكو حرام" في نيجيريا، سوى الانحدار .. وأيضاً انقلاب بقية فرق السنة عليها. هكذا يقول تاريخ الفرق الإسلامية.

الآن، هناك وباء "الإيبولا" ومن قبل كان وباء حمى الطيور وجنون البقر، وحمى الضنك؛ ومن قبل الإيدز (سيدا) ومن قبل الكوليرا والطاعون.

تمّ القضاء على الكوليرا والطاعون، والسيطرة على "الإيدز" الذي هو نقص المناعة المكتسبة، أما "فقاعة" داعش هذه، فإن السبب يعود الى نقص مناعة العروبة أمام الإسلام المتطرف، ونقص مناعة الإسلام المعتدل أمام الأصولية فالجهادية، وفق متوالية: إسلام حنيف، ضعيف، عنيف!

يقولون: عزة الإسلام بالعرب، وهذا يفسر كيف عندما ضعفت العروبة زادت قوة الإسلام. في دول الغرب لم يعودوا يقولون: عزة المسيحية بعزة الفاتيكان .. وفي إسرائيل صاروا يخلطون بين عزة اليهودية ودولة إسرائيل.

omantoday

GMT 18:35 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 18:34 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 18:34 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

بين التسلط بالامتداد أو التسلط والانفراد

GMT 18:33 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 18:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ترمب والداء الأوروبي الغربي

GMT 18:31 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لبنان... امتحان التشكيل

GMT 18:30 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

القراءة والكتابة أولاً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سيقطع دابر الداعشتانية من سيقطع دابر الداعشتانية



إطلالات ياسمين صبري وأسرار أناقتها التي تُلهم النساء في الوطن العربي

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:45 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي
 عمان اليوم - فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي

GMT 18:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة
 عمان اليوم - ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab