رضوى عاشور عن اليهودية المصرية

رضوى عاشور عن اليهودية المصرية؟

رضوى عاشور عن اليهودية المصرية؟

 عمان اليوم -

رضوى عاشور عن اليهودية المصرية

بقلم - حسن البطل

كنتُ أظن أن المليونير المصري سوارس هو من بقايا "خواجات" المصريين اليونانيين، فالعلاقة بين بلاد الإغريق وبلاد النيل، عريقة وضاربة في تاريخ البلدين.
لكن، رواية رضوى عاشور، "قطعة من أوروبا" صدمتني، لا لأن عائلة سوارس يهودية مصرية، كما عائلات كثيرة مالية ومتنفذة في مصر، خاصة في قطاع البنوك، لكنما في دور "الفيلق اليهودي" بقوات الانتداب البريطاني في "إنشاء وطن يلوذ به اليهود في الأرض الموعودة"، حتى أن الإسكندرية شهدت احتفالاً كبيراً حضره ثلاثة آلاف يهودي، تأييداً لوعد بلفور، قبل أربعة أيام من صدوره في صيغته الرسمية!

ذلك المؤتمر، أصدر برقية إلى رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، آنذاك، حاييم وايزمان، يؤيد بالإجماع "إنشاء فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي" واختتم بعرض لجنود فيلق صهيون رافعين ما سيعتبر علم دولة إسرائيل.

حتى أن ضابط الاستخبارات الإنكليزي الشاب، أوري إيبان (أبا إيبان لاحقاً) زار مصر وكذا بن ـ غوريون نفسه!
يهود الحركة الصهيونية شيء، والمصريون اليهود أو "يهود الحارة" كما نقول شيء آخر، ومن هؤلاء الأخيرين، مثلاً، قول الممثلة والمغنية، ليلى مراد "أنا مصرية" ورفضها الهجرة إلى دولة إسرائيل.

مصر من جهة، والعراق من جهة ثانية، أكثر بلدين عربيين في العلاقة السحيقة، قبل تعريب البلدين مع التاريخ المشترك، منذ موسى والفرعون، وما تسميه إسرائيل "خروج مصر" وعيد الفصح، وكذا في "السبي البابلي" و"توراة بابل" التي كتبها المسبيون، وتختلف عن توراة موسى في سيناء!
هذه كانت مرحلة، والثانية كانت مرحلة حضارة الأندلس المشتركة، والخروج العربي ـ الإسلامي ـ اليهودي من "الفردوس المفقود" و"محاكم التفتيش". أما المرحلة الثالثة فلعلّها بدأت مع حملة نابليون بونابرت، ثم بعد مؤتمر بازل، والانتداب البريطاني على مصر، ووعد بلفور.

.. وأخيراً، تأسيس دولة إسرائيل، وجهودها المثابرة التي أسفرت عن "قحف" يهود البلاد العربية بحملات هجرة ـ تهجير مثل "بساط الريح" في العراق و"علي بابا" في اليمن.
كتاب رضوى عاشور (دار الشروق المصرية ـ طبعة 2003) يذكّرني بكتاب يوسف زيدان "عزازيل"، لكنه يروي جوانب من تاريخ مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين، وبلغة أدبية، من العام 1897 حتى ثورة 1952، وفي التاريخ الأول، ارسل المدعو لانداو إلى ثيودور هرتسل رسالة عن تأسيس "جمعية وطنية صهيونية، في مصر هي جمعية بار ـ كوخبا" وفيها طلب إرسال كتاب هرتسل "الدولة اليهودية" والأصح "دولة اليهود" لترجمته، وتنتهي الرسالة "تحيا الدولة اليهودية"!

زار هرتسل مصر 1903 وتحادث مع الحكومة المصرية حول إقامة كيان صهيوني في سيناء، أو إقامة مستعمرة يهودية على 30 الف فدّان في كوم امبو؟
اليهودية العراقية، منذ "سبي بابل" إلى تهجير يهود العراق مدروسة أكثر في الكتب الصهيونية والإسرائيلية من "شفط" يهود مصر، وكذا يهود اليمن، وواقع ما تبقى من يهود في المغرب العربي (تونس، وبدرجة أكبر المغرب).

فوجئ صديقي اللاجئ، في مؤتمر فلسطيني ـ إسرائيلي للسلام، أن يتعرف على يهودي سوري من حلب، خريج كلية الآداب ـ جامعة دمشق، يتحدث العربية بلهجة سورية.
أمّا أنا، فقد شعرتُ بشيء من الغصّة، لأن مكاتب المنظمات الفدائية الفلسطينية في العراق كانت بيوتاً لليهود العراقيين!
تقول إسرائيل إنها استوعبت يهوداً عرباً وذراريهم، خاصة بعد قيامها، يعادل أو يزيد على عدد الفلسطينيين وذراريهم الذين شتّتتهم في البلاد العربية. الأوّلون صاروا مواطنين، والآخرون بقوا في معظمهم لاجئين.

لا تتوفر إحصائيات عربية عن عدد يهود الجناح الشرقي من العالم العربي الذين تبقَّوا بعد قيام إسرائيل، وخاصة بعد الحروب العربية ـ الإسرائيلية، وبالذات بعد فوضى "الربيع العربي".
أعرف أن الفلسطينيين في العراق، كانوا زهاء 40 ألفاً، لكن لم يتبق منهم الآن سوى 4 آلاف، وفي آخر إحصائية عن فلسطينيي سورية أن عدد ضحاياهم منذ "الربيع" السوري هو نسبتهم إلى عدد ضحايا السوريين، أي واحد بالألف (3571 من مجموع 350 ألفا)، لكن عدد النازحين منهم خارج سورية هو 140 ألفا، منهم 85 ألفاً نزحوا إلى أوروبا، والباقي إلى الدول العربية المجاورة وتركيا (8 آلاف، وحتى غزة ألف نازح).

نكبة الفلسطينيين السوريين تتجلّى في مخيم اليرموك الذي كان "عاصمة الشتات" ومن قاطنيه الذين يناهزون 200 ألف فلسطيني وسوري، لم يتبقَّ سوى بضعة آلاف محاصرين في المخيم.
الآن، تتحدث إسرائيل الرسمية عن تحالف مع الدول العربية السنية، كإطار يمكن التعامل معه لحل المسألة الفلسطينية، ولكن ليس في صيغة "الحل بدولتين".

سنلاحظ، دون مفارقة، أن ضحايا اللاجئين الفلسطينيين في الشتات العربي، جرّاء الحروب الأهلية العربية يفوق بمراحل عدد ضحايا اليهود العرب قبل وبعد إقامة إسرائيل!
وكذا، الدراسات الإسرائيلية عن اليهود العرب، تفوق عدد الدراسات العربية عنهم، وخسائر إسرائيل في حروبها مع الفلسطينيين تفوق خسائرها في الحروب مع الدول العربية.
الصراع العربي ـ الإسرائيلي عاد إلى جذره الأصلي: "صراعاً فلسطينياً ـ إسرائيلياً"!

المصدر - جريدة الايام

omantoday

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين: رجل الضريح ورجل النهضة

GMT 14:45 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تنويرية لمدينة سعودية غير ربحية

GMT 14:44 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

GMT 14:43 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

GMT 14:42 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو عمار... أبو التكتيك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رضوى عاشور عن اليهودية المصرية رضوى عاشور عن اليهودية المصرية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 04:56 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 09:54 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab