أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل

"أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل"

"أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل"

 عمان اليوم -

أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل

حسن البطل

مرّة واحدة (وأخيرة) زرت الكنيست، وحضرت لقاء نظمته جماعة أميركية في إحدى غرف تًُستخدم للجنة فرعية ما من لجان الكنيست. مرّة واحدة (وأخيرة) زرتُ مسقط رأسي في طيرة حيفا، وهذا حتى لا يتقوّل بعضنا عليّ بأنني من المطبّعين؟
تعاقب على المنصة متحدثون إسرائيليون وأميركيون، ولم يتحدث أحد من وفد إعلامي فلسطيني مخفوض المستوى، لأسباب عزوف، منها، ربما، أن لا أحد منه يريد أن يقف خلف منصة عليها شعار دولة إسرائيل؟
بلى، تحدّث فلسطيني واحد، هو عضو الكنيست أحمد الطيبي، وآخرون إسرائيليون بينهم رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين، وعضو الكنيست، الليكودي وقتها، تساهي (زاهي!) هنغبي.. ونواب عمّاليون.. إلخ.
كلام مناسبات عن السلام حسب ما يراه كل واحد من نواب الكتل في برلمانهم.. أما أحمد الطيبي فتحدث كما يتحدث عادة معظم الفلسطينيين في إسرائيل، وأيضاً، مسؤولون في السلطة الفلسطينية. وبالحاصل: صورة مصغّرة وملطّفة عن جلسات الكنيست.
ملاحظتي ذات شقين؛ الأول: ليس صحيحاً ادعاء برلمانيين وصحافيين إسرائيليين أن النواب العرب أكثر "تطرفاً" سياسياً من الجمهور الذي يمثلونه. الثاني (والأهم): أن رئيس الكنيست والنائب هنغبي وآخرين كانوا، بين خطاب وآخر، يتزلّفون ويتوددون للنائب الطيبي الذي يتشاغل بالقراءة.
ما قصدي من وراء كل هذا؟ على "يوتيوب" وموقع الطيبي قرأته يدحض، بالعبرية الطلقة، اتهامات إسرائيلية لقيادة السلطة والشعب الفلسطيني.. وكذا النواب الفلسطينيين في الكنيست بالتحريض على كراهية إسرائيل.
ختم الطيبي مداخلته في جلسة عامة لاحقة للكنيست بسؤال: "أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل"؟ يقولون: "عادت حليمة إلى عادتها القديمة".. وعادت إسرائيل، هذا الأسبوع، إلى اتهام الفلسطينيين بأقصى درجات كراهية اليهود في 102 دولة أو "اللاسامية" وبنسبة تسعينية (93%).
تذكرت، إزاء هذا الاستطلاع العالمي الذي نظمته "العصبة ضد التشهير" تقريراً أميركياً علمياً ـ بيولوجياً ـ عنصرياً نُشر قبل الانتفاضة الثانية، وفيه أن جينات (مورثات) الفلسطينيين واليهود العرب والشرقيين متشابهة بنسبة تقارب الـ 98%.. وبذلك لا تستطيع إسرائيل اختراع سلاح لإبادة الفلسطينيين وراثياً؟
يا عمي، هذا ليس صراعاً بين "سام" و"حام" ولا صراعاً سامياً ـ سامياً بل هو صراع وطني/ قومي ذو جذر ديني صار رئيسياً بفعل عنصرية دينية يهودية، وردة فعلها بعنصرية دينية إسلامية (عهر نظري عن الشعب الأرقى والشعب الأدنى؟).
تاريخياً، العداء للسامية ظاهرة أوروبية مسيحية، وصلت ذراها في ألمانيا النازية الفخورة بالعرق الآري المتفوق، لكنها زادت قوة نتيجة هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وإذلال "جمهورية فايمار" وادعاء زعيم الحزب الوطني/ القومي (النازي) هتلر بمسؤولية اليهود الألمان واليهودية العالمية عن الاستفادة من هذه الهزيمة واستقلالها مالياً.
تاريخياً، أيضاً، فإن "محاكم التفتيش" الإسبانية بعد الهزيمة الإسلامية/ العربية في الأندلس طاولت المسلمين واليهود معاً، ووجد المطرودون منهما ملاذاً آمناً في البلاد الإسلامية (الإمبراطورية العثمانية) وبلاد المغرب العربي.
إن "الحنين الأندلسي" يجمع بين العرب المسلمين واليهود السفارد، ويكفي زيارة الحرم الإبراهيمي المقسّم حالياً، لنرى كيف يتبرّك المسلمون بأنبياء ورجال ونساء يتبرك بهم اليهود (زعران "شارة ثمن" لطخوا مؤخراً مسجداً إسلامياً يحمل اسم النبي داوود؟).
أحسنت صحيفة "هآرتس" في عددها 19 أيار في تسخيف استغلال نتنياهو لتقرير موقوت النشر عمداً لـ "العصبة ضد التشهير".. فتذكرت ختام مداخلة أحمد الطيبي: "أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل"!
للرئيس كلينتون عبارة شهيرة: "إنه الاقتصاد يا غبي" ولـ "هآرتس" أن تشير إلى الاحتلال والاستيطان والاعتقالات كأسباب في كراهية 93% من الفلسطينيين لإسرائيل.
الحمد لله أن هذه النسبة، وهي مثل الكولسترول الثقيل (الحميد) وليس الكولسترول الخفيف (الوخيم) تدلّ على مناعة الجسم الفلسطيني من مرض الإعجاب بالاحتلال أو "كراهية الذات" الفلسطينية.
يقولون: إذا عُرف السبب بطل العجب" وليس من الأسباب ما دعاه نتنياهو "بالتحريض" من جانب السلطة أو المناهج الدراسية الفلسطينية.
من العجب أن في حكومة نتنياهو هناك من يطالب بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة، بل وضمها مع بعض أو كل سكانها، ومن لا يعترفون بأوسلو، ولا بالسلطة الفلسطينية، ولا بالدولة الفلسطينية.
.. مع هذا تراهم، كما مثل نتنياهو نفسه، يخيرون السلطة: إما سلام مع "حماس" وإما سلام مع إسرائيل. لنقل إن "حماس" هي بمثابة "البيت اليهودي" في حكومة إسرائيل، ونحن نفاوض كل حكومة إسرائيلية ينتخبها شعبها، وهم يهددون: إمّا السلام الفلسطيني ـ الفلسطيني، وإمّا السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟!

 

omantoday

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 09:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 09:15 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 09:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 09:13 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 09:12 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 09:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل أعطوني سبباً واحداً لنحبّ إسرائيل



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab