كن إنسانا هذا يكفي

كن إنسانا هذا يكفي

كن إنسانا هذا يكفي

 عمان اليوم -

كن إنسانا هذا يكفي

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

كن رجلاً يختزل كل مساحات الوجع ومسافات الغياب

كن صديقاً لروحى التى تعانق صورتك الهائمة بين السحاب

كن طفلاً عابثاً لا يفارق حضنى لأفتش عنه خلف كل باب

كن ريشة تتراقص بخفة على كفى.. سنبلة بأرضى.. قلما يعبر عنى.. كن صمتى وصوتى ولغتى

كن إنساناً هذا يكفى.

يحتفل العالم يوم 19 نوفمبر من كل عام بـ«اليوم العالمى للرجل»، ويهدف اليوم العالمى للرجال إلى تعزيز الوعى بقضايا الرجال التى غالباً ما يتم تجاهلها، كما يسلط الضوء على «صحة الرجال والصبيان» وتحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة بين الجنسين والاحتفاء بنماذج إيجابية يحتذى بها الذكور.

كما يُعتبر اليوم العالمى للرجل فرصة لتقديرهم والاحتفاء بهم فى حياتهم لما يقدمونه للمجتمع، وهو كذلك منصة لزيادة الوعى بالتحديات التى يواجهها الرجال، خاصة فيما يتعلق بمعدل انتحار الذكور.

ويعود تاريخ الاحتفال باليوم العالمى للرجل إلى عام 1992 عندما اختار رجل يسمى توماس أوستر يوم 7 فبراير للاحتفال باليوم العالمى للرجل، ولكن لم يتم الاحتفال به.. ثم أسس الدكتور جيروم تيلوكسينج، وهو محاضر فى التاريخ بجامعة جزر الهند الغربية فى ترينيداد وتوباجو، اليوم العالمى للرجل 19 نوفمبر عام 1999 كعلامة احترام لوالده، إذ يصادف ذلك التاريخ يوم ميلاد والده.. وأوضح تيلوكسينج سبب اختياره فكرة تحديد يوم عالمى للرجل، وهو التركيز على مواضيع الصحة العقلية للرجال والذكورة السامة وانتحار الذكور وتعزيز صحة الرجال وتحسين العلاقات بين الجنسين.

ولا أعرف لماذا لا يتم الاحتفال بالرجل المصرى؟.. خاصة أن «تحسين العلاقات بين الجنسين» أحد أهداف هذا اليوم الذى يتم تجاهله، بينما يعلو الضجيج والمشاحنات حول أتفه مسألة تتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة.. آلاف الساعات وملايين المشاهدات على اليوتيوب والسوشيال ميديا لمتابعة «صراع الديوك» بين من يناصر الرجل ومن يهاجمه، وما بين الانتصار للرجل وانتقاده لم تُفلح كل هذه الساعات فى تغيير وجهة نظر أحد.. لا قللت من العنف الزوجى، ولا من المشكلات التى تُجهد «محكمة الأسرة»، بل ازدادت شهرة البلوجرز وما يسمى بالمرشد الأسرى «الافتراضى».. وزادت أيضاً مشاهدات الطالع والتاروت ومتابعة مشايخ تفتى فى الزواج والطلاق وبعضهم يروج لضرب الزوجات والزواج الثانى.

أحياناً أشعر أن «الرجل» هو الطرف الغائب عن المناقشة، إنه يتمسك بكل ما تربى عليه من «أفكار ذكورية» ويستعين بكل الفتاوى المتطرفة من التراث، ويعارض كل مكتسبات المرأة ويرفض المساواة بين الجنسين.. ثم يداوى مشكلاته بعروس جديدة.

هذا ليس هجوماً، بل محاولة للوصول إلى أصل المشكلة «غياب الحوار بين الزوجين».. هل فكر أحدكم فى برنامج تليفزيونى مثلاً يكون «صوت الرجل»؟.. أو مواجهة على الهواء بالحجة والمنطق بين الطرفين؟.. وهل هذا يحلحل المشكلات أم يزيدها؟

من أكثر من 20 عاماً أجرى معى الإعلامى الكبير «أسامة كمال» مقابلة تليفزيونية قدمنى فيها بـ«عدوة الرجل».. انزعجت بشدة وأخذت أدافع عن نفسى. الآن أجد من تلهث خلف لقب كهذا!.. أنا تربيت مع إخوة رجال، ووالدى -رحمه الله- كان مثالاً للفارس: القلب الذى لم تخترقه القسوة يوماً، والعقل الذى أرشدنى لطريق الإنسانية، وأنار لى دروب الندية.

الرجل الذى شكّل وعيى، وكفكف دمعى، وحقق أحلامى المستعصية، النموذج المثالى للرجل: (الحزم دون ديكتاتورية.. والسلطة دون استبداد.. والعطاء بلا حدود.. والتسامح لآخر المدى).. «الستر» بمعناه الأدبى والموضوعى.

فقط -عزيزى الرجل- مطلوب منك دائماً أن تتذكر: الفرق بين «الذكورة» و«الرجولة»؟.. الذكر مجرد «نوع» مثل أى حيوان وضع الله فيه غريزة «حب البقاء» والتناسل، تماماً مثلما وضع فيه غريزة الجوع.. أما «الرجل» فيُفترض أنه عنوان «الشهامة والكرم والإنسانية والسند والحب والعطاء دون مقابل».. إلى آخر معانى الفروسية التى أخشى أن تصبح «فعلاً ماضياً».

«لا تضرب.. لا تخُن.. لا تشك.. لا تبخل.. لا تُلقِ يمين الطلاق.. لا للاغتصاب الزوجى.. كن إنساناً هذا يكفى».

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كن إنسانا هذا يكفي كن إنسانا هذا يكفي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab