مؤتمر أسوان للشباب

مؤتمر أسوان للشباب

مؤتمر أسوان للشباب

 عمان اليوم -

مؤتمر أسوان للشباب

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

لو كان من رسالة وجهها القائمون على مؤتمر أسوان فهى أن اعتقادنا بأن المسئول جاء ليحل لنا مشاكلنا اعتقاد خاطئ على الأقل جزئياً، كل منا من حيث المسئولية مسئول حيث هو. الوطن رسالة، وكل منا صاحب رسالة، لكن قبل الرسالة، نحن بحاجة لروح حامل الرسالة وهى روح الإصلاح.

إصلاح الكون بكامله ليس مسئولية أى شخص منفرداً، ولكننا مسئولون عن إصلاح ما يقع فى دائرة تأثيرنا. يقول أحدنا: «وكأننى أنفخ فى قربة مخرومة»، وماذا لو بحثت عن «قربة» أخرى ربما أصغر ولكنها غير مخرومة، لا توجد شجرة تظلل الشارع كله، ولكنها تظلل ما تستطيعه.

ولنعمل ما نستطيعه مستعينين بالروح الرسالية التى لخصتها الأحاديث الشريفة وتحدثت عنها من قبل تحت رموز: التمرة، والفأس، والسفينة، والفسيلة، والثغر.

فهناك أولاً روح التمرة التى أوصانا الرسول بأن نتبرع ولو بشق منها (أى بجزء منها)، وعليه فلا يحقرن أحدنا من المعروف شيئاً. أقم نفسك حيث أقامك الله بأن تجعل لنفسك أجندة إصلاح، بالمعنى المادى، اكتب فيها ما تراه خطأ واقتراحاتك لكيفية الإصلاح، وناقشها مع مَن تتخير من الزملاء وارفعها لمن هم أعلى منك فى السلم الوظيفى أو هى لك حين تعمل أو تترقى إلى موقع المسئولية.

وهناك ثانياً روح الفأس التى تشير إلى أن يعتمد كل منا على نفسه قدر استطاعته وألا يجعل من الواسطة أو المعارف مسوغ نجاحه. وقد أشار الرسول للفأس حين قال للرجل الذى أراد صدقة أن يبيع ما يملك وأن يشترى فأساً وأن يذهب ليحتطب حتى يعمل وألا يكون عالة على الآخرين.

وهناك ثالثاً روح السفينة التى تقتضى منا ألا يفكر أحدنا بمنطق أنه يستطيع أن ينجو بمفرده وأن يترك الآخرين يخرقون قاع السفينة خرقاً، غير آبهين بالصالح العام. فهى مركب واحد لنا جميعاً، لا نسمح لأحد بأن يختطفها أو يخرقها أو يقفز منها؛ فحين تشرق الشمس فستشرق على الجميع.

وهناك رابعاً روح الفسيلة التى نحن مأمورون بزراعتها حتى ولو كانت القيامة بعد ساعة، فمسئولية الإصلاح دائمة ومستمرة حتى ولو لم نرَ عوائدها فى حياتنا. ولعلها كانت هى الروح المسيطرة على كل من شارك فى ثورة 25 يناير، فكل أعطى من وقته وماله ودمه ما استطاع حتى قامت قيامتنا فقمنا.

وخامساً روح الثغر التى تعنى أن كلاً منا على ثغر من ثغور الإصلاح، كل فى موقعه ومجاله، وكل مطالب بالاجتهاد والتفكر كيف يصلح ما هو عليه قبل أن يفكر فى إصلاح ما هو بعيد عن دائرة تأثيره. هذه أسلحة خمسة نحتاجها فى معارك خمس نحن متخلفون فيها: مجال الأخلاق الشخصية (متى آخر مرة تصرفت بوحى من الضمير وليس المصلحة؟)، ومجال الآداب العامة (متى آخر مرة احترمت فيها أى طابور؟)، ومجال التثقيف والوعى (متى آخر مرة حاولت فيها توعية صديق بشأن واجبه السياسى؟)، ومجال المشاركة والتطوع (متى آخر مرة تطوعت فيها لعمل جماعى؟)، ومجال الحكم الرشيد (متى آخر مرة حضرت ندوة سياسية لتعرف ما خفى عليك من شئون الوطن؟). التحديات كثيرة، وروح الإصلاح هى أعظم ما خرجنا به من ثورتنا، فلنستثمرها، ولننكمش حجماً، ولنزدهر تأثيراً. ولا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.

وتبقى الحقيقة الوحيدة فى الكون «إن اللى رايده ربنا هيكون».

المصدر : صحيفة الوطن

omantoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر أسوان للشباب مؤتمر أسوان للشباب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab