سيكولوجية الحاكم المستبد

سيكولوجية الحاكم المستبد

سيكولوجية الحاكم المستبد

 عمان اليوم -

سيكولوجية الحاكم المستبد

بقلم : عماد الدين أديب

كيف تنشأ شخصية الحاكم المستبد؟

هناك عدة دراسات نفسية حديثة فى معاهد البحوث فى دول شمال أوروبا حول هذه القضية خلصت إلى عدة نتائج صريحة وواضحة.

أهم ما فى هذه الدراسات أن الشخصية المستبدة تعشق «الكنترول» أى سلوك السيطرة، وأن هذا الأمر يحقق لها تحقيق الذات بدرجة قصوى تعلو حالة الشعور بالنشوة الجسدية!

وأخطر ما يمكن فهمه حول الشخصية المستبدة هى أن الذى يعشق مسألة السيطرة على الغير هو فى حقيقة الأمر غير قادر على السيطرة على نفسه!

باختصار، الذى يعشق السيطرة هو شخصية منفلتة غير قادرة على إدارة نفسها لذلك يقوم بسلوك تعويضى للسيطرة على الغير!

وفى حالة الحاكم المستبد فإنه كلما زاد عدد الذين يقوم بالسيطرة عليهم حدث له شعور بالانتصار.

إن هذه الحالة تنطبق على مئات الطغاة فى العالم مثل نيرون ونابليون وهتلر وموسولينى وصدام حسين والقذافى وعائلة الأسد.

ويسعى المستبد إلى عمل غسيل ذاتى لعقله بمعنى أن يقنع نفسه بأنه أكثر معرفة بمصلحة الذين يقوم بالسيطرة عليهم.

بمعنى آخر يقنع الحاكم المستبد ذاته بأنه يقوم بإنقاذ شعبه من جهلهم الكامل بمصلحتهم وأنه وحده دون سواه يقدم لهم الحل السحرى لمشاكلهم والعلاج الكامل لأمراضهم!

هذه الحالة المرضية تحتاج إلى تحليل دائم ودقيق من أساتذة علم الاجتماع السياسى وعلم النفس الاجتماعى.

المذهل أننا إذا فهمنا سر لماذا يقوم الحاكم المستبد باستبداده، فإن السؤال الأخطر هو لماذا تقبل شعوب بأكملها بأن يقوم فرد واحد باستبدادها وينصاعوا تماماً إليه مثل قطيع الأغنام؟

إن مسألة علاقة الحاكم بالمحكوم هى مسألة شديدة التعقيد وتحتاج إلى فهم أكثر عمقاً من انطباعات بعض المحللين الذين يحكمون عليها بمصالح شخصية أو من خلال مواقف ذاتية غير موضوعية وبعيدة عن العلم.

الحاكم الصالح هو مسألة لها قواعد ومرجعيات أكبر من مشاعر الحب أو الكراهية أو حالة الإعجاب بالكاريزما أو العداء الشخصى القائم على الثأر.

إذا فهمنا ذلك سوف نمسك بمفاتيح كثيرة للعديد من الأبواب المغلقة المستعصية على الفهم.

رحم الله المفكر العربى ورائد علم الاجتماع ابن خلدون حينما قال: المستبد بحاجة إلى من يحميه.

omantoday

GMT 08:50 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«من لا يخشَ العقاب يسئ الأدب»!

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 08:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 15:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فن الكذب عند ترامب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيكولوجية الحاكم المستبد سيكولوجية الحاكم المستبد



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:56 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 17:07 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:54 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 05:12 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 04:25 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab