مصر ليست دولة تابعة

مصر ليست دولة تابعة

مصر ليست دولة تابعة

 عمان اليوم -

مصر ليست دولة تابعة

بقلم : عماد الدين أديب

علينا أن نصلى كل يوم صلاة شكر لله أننا لم نصل إلى حالة الدولة الفاشلة منزوعة السيادة مثلما وصلت إليها حالة دولة مركزية قوية -سابقاً- مثل سوريا.

وحتى لا يكون كلامى مرسلاً دون أى أسانيد تأملوا زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأخيرة إلى سوريا، وما حدث فيها.

قام «بوتين» بزيارة سوريا من خلال قاعدة «حميميم» العسكرية التى تعتبر مركز قيادة مركزية للعمليات العسكرية الروسية فى سوريا، ولم تهبط طائرته فى مطار دمشق الدولى، وكان أول من استقبله القائد العسكرى الروسى بملابسه العسكرية، ثم بعدها استقبله «الرئيس» السورى بشار الأسد الذى كان يعامل بروتوكولياً كضيف على القاعدة العسكرية، وليس «صاحب مكان».

وعند المغادرة للقاعدة التى استغرقت ساعات معدودة ظهر فى الشريط المصور أحد الضباط الروس وهو يطلب من بشار الأسد عدم مصاحبة الرئيس الروسى، وهو يودع قائد القاعدة.

كل ذلك يعطى رسائل وانطباعات بأن سوريا التى تعتبر واحدة من أقدم حضارات العالم أصبحت فى مفهوم «موسكو» محمية عسكرية تابعة للنفوذ العسكرى الروسى، وأن رئيسها ونظامها منقوص السيادة ما كان له أن يبقى أو يستمر فى ممارسة سلطاته لولا الجيش الروسى ولولا الصواريخ والقاذفات الروسية التى حاربت نيابة عنه الإرهاب التكفيرى بقيادة «داعش وجبهة النصرة».

فى الوقت ذاته، نرى «بوتين» يهبط فى مطار القاهرة الدولى، يزور قصر الاتحادية، وهو قصر الحكم، ويوقع اتفاقات ثنائية مع رئيس الدولة ويخاطب رئيسها بكل مفردات الندية السياسية المتعارَف عليها.

ويعرف «بوتين» وهو يزور مصر أنها دولة كاملة السيادة لا تعتمد فى غذائها وسلاحها على دولة واحدة، أو معسكر سياسى واحد.

ويعرف «بوتين» أن طائراته الروسية الصنع من طراز «ميج» و«سوخوى» تطير جنباً إلى جنب فى مصر مع طائرات أمريكية، وفرنسية، وصينية، وبرازيلية، ومصرية الصنع.

ويعرف «بوتين» أن مفاعل الضبعة النووى الذى تموله بلاده، ليس هو مصدر الطاقة الوحيد، بل هناك شركات ألمانية وأمريكية وفرنسية وإيطالية توفر لمصر أنواعاً متعددة من الطاقة الكهربائية، والشمسية، والمعتمدة على قوة الرياح.

مصر ليست أسيرة عسكرياً أو اقتصادياً أو تجارياً لدولة واحدة بعينها.

هذا التنوع الذى نجحنا فى إيجاده خلال السنوات الأخيرة من خلال إرادة سياسية مستقلة ووطنية، ومن خلال عمليات مفاوضات بارعة وشاقة هى التى جعلت مصر بالفعل نموذجاً للدولة الوطنية المستقلة مهما كان الثمن، ومهما كانت التكاليف.

ومهما كنا نعانى هذه الأيام، فإن هذه المعاناة الصعبة هى فاتورة ضرورية يجب أن تدفعها أى دولة تسعى لاحترام نفسها وشعبها.

omantoday

GMT 08:50 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«من لا يخشَ العقاب يسئ الأدب»!

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 08:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 15:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فن الكذب عند ترامب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ليست دولة تابعة مصر ليست دولة تابعة



إطلالات ياسمين صبري وأسرار أناقتها التي تُلهم النساء في الوطن العربي

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:45 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي
 عمان اليوم - فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي

GMT 18:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة
 عمان اليوم - ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة

GMT 18:53 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ثريدز يطلق ميزة جديدة تمنح المستخدمين مساحة أكبر للإبداع
 عمان اليوم - ثريدز يطلق ميزة جديدة تمنح المستخدمين مساحة أكبر للإبداع

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab