فكرة القتل على الهوية

فكرة القتل على الهوية

فكرة القتل على الهوية

 عمان اليوم -

فكرة القتل على الهوية

بقلم:عماد الدين أديب

يقول المفكر اليهودي جدعون ليفي إن الشعور بالاضطهاد التاريخي والفهم المغلوط للفتاوى اليهودية يفسران سلوك بعض الإسرائيليين الذي يمارس – عن إيمان واقتناع – اضطهاد الفلسطيني.

 

الفلسطيني بالفكر اليهودي هو من «الأغيار» أي غير اليهود، لذلك لا يصح أن تنطبق عليه قواعد المعاملة نفسها التي يعامل بها اليهودي مثيله من الديانة ذاتها.

«الأغيار» هو مصطلح ديني يطلقه اليهود على غير اليهود، وهو المقابل العربي للمصطلح العبري «جوييم» أي الشعوب الأخرى.

ويرى جدعون ليفي أن الإيمان اليهودي بأنهم شعب الله المختار يؤدي – منطقياً – إلى الإيمان بأن «الأغيار» أي غير اليهود ليسوا مختارين من الله.

من هنا تأتي فتاوى الحاخامات المتطرفين البعيدين تماماً عن الوصايا العشر التي أوصى بها الله تعالى إلى نبي الله موسى عليه السلام، والتي تحرم القتل والظلم والفساد والكذب في الأرض مع الناس كافة، بصرف النظر عن جنسهم أو طبقتهم أو ديانتهم أو أصولهم العرقية.

ويتحدث ليفي عن منطق «إننا كيهود لسنا أكثر من قتل أو ظلم في التاريخ، بل إننا أكثر من ظُلم وتم اضطهاده».

وفي علم النفس الاجتماعي هناك نظرية تقول «إن المضطهَد في بعض الأحيان يرد على مشاعر الاضطهاد التاريخي الذي وقع عليه على الغير ويسقطها على الحلقة الأضعف منه».

القتل في التاريخ وتبرير سفك الدماء هو أمر مؤلم ومخيف ومضاد للعقل والمنطق والإنسانية.

من هنا نتوقف أمام جنكيز خان «70 مليون ضحية» ونابليون بونابرت «15 مليوناً» وستالين «35 مليوناً» وهتلر «30 مليوناً» والحرب العراقية الإيرانية، والحرب الأهلية السورية، والحرب الأهلية اللبنانية، وحرب الشمال والجنوب الأمريكي، وضحايا الثورة الفرنسية، وما أكثر الضحايا على مر التاريخ.

كل من قام بالقتل والتدمير قام بتسويق نظرية ودوافع وأسباب تبدو منطقية ومشروعة لتبرير القتل على الهوية والإبادة الجماعية تحت مبررات!

الإسلام، المسيحية، مبادئ سيدنا موسى، أفكار بوذا وكونفوشيوس كلها تتركز على مبادئ احترام النفس البشرية، وضرورة صيانتها وتكريمها عبر مبادئ العدل والخير والمساواة وعدم الإضرار بالغير.

قرار القتل لا يتلخص بالدرجة الأولى في اليد التي تطلق الزناد الذي يطلق الرصاصة، ولكن القتل فكرة غير إنسانية لنفس مريضة.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة القتل على الهوية فكرة القتل على الهوية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab