موجة ترامب
أخر الأخبار

موجة ترامب

موجة ترامب

 عمان اليوم -

موجة ترامب

بقلم:عمرو الشوبكي

لم يثر ترامب جدلًا فى عالمنا العربى فقط حين طالب بتهجير الفلسطينيين من غزة، إنما أيضا فى العالم كله بشرقه وغربة حين بدأ فى طرد آلاف المهاجرين غير النظاميين من بلاده، خاصة المكسيكيين، كما أعلن فرض ضرائب على الواردات الكندية والمكسيكية بنسبة ٢٥٪ وعلى الصين بنسبة ١٠٪، ورغم أنه يفترض أن كندا دولة حليفة لأمريكا والصين دولة منافسة إلا أن ذلك لم يفرق معه فى حساباته التجارية.

خطورة ما قام به ترامب أنه رغم الطريقة القاسية التى تعامل بها مع المهاجرين غير النظامين وطردهم بصورة فظة مع أطفالهم وبأعداد كبيرة إلا أنه وجد قاعدة شعبية تدعم قراراته وطريقته دون أن يعنى ذلك اختفاء معارضيه.

إن خطاب كراهية الآخر فى صورته «الترامبية» لم يراع الشكل أو اللياقة كما كان يجرى مع زعماء كثيرين حملوا نفس أفكاره، ولكنهم لم ينعتوا مثله الأجانب والمهاجرين بالمجرمين والقتلة وأكلة الكلاب والقطط ويطردوا آلافًا منهم فى خلال ساعات.

إن ممارسات ترامب وطريقته تقول إنه يجب ألا نندهش من صعود التيارات الدينية المحافظة فى العالم العربى ولا أن يكون هناك شعبية للخطاب الوطنى والشعبوى الذى لا يعتبر الديمقراطية أولوية ويرفض الليبرالية، وكثيرًا ما يصب جام غضبه على المهاجرين، حتى لو كانوا عربًا.

وحين يستشهد ترامب عشرات المرات بالكتاب المقدس ويعتبر أن نجاته من محاولة الاغتيال هى إرادة إلهية لكى يعود لحكم أمريكا ويقود العالم، رغم إنه ليس متدينًا وغير ملتزم بتعاليم الديانة المسيحية الأخلاقية إنما هو يوظف الدين لصالح مشاريعه السياسية مثلما تفعل تيارات محافظة كثيرة فى العالمين العربى والإسلامى وليس فقط تيارات الإسلام السياسى إنما أيضا تيارات قومية تعتبر أنها مبعوثة العناية الإلهية لإنقاذ بلادها.

والحقيقة أن صعود ظاهرة ترامب فى أكبر دولة فى العالم وأكثرها تقدما وإنتاجا للمعرفة سيعنى أنه لا يجب أن نندهش حين نجد صعودا لتيارات دينية ووطنية متشددة فى عالمنا العربى أو فى أى مكان آخر فى العالم من أوروبا حتى أمريكا الجنوبية، وأن نشهد كيف سيطر فكر اليمين المتطرف على الحكم والمعارضة فى إسرائيل.

إن خطاب ترامب يكره الديمقراطية الليبرالية ولا يحب الخبراء والعلماء ونظرته للحزب الديمقراطى ولمنافسته الخاسرة كمالا هاريس أنها «ماركسية» وأنصارها متطرفين ولا تختلف فى جوهرها عن الخطاب الوطنى المحافظ فى العالم العربى الذى لا يقبل التعددية والقيم الليبرالية والنظام الديمقراطى ولديه لائحة طويلة من الاتهامات لخصومه السياسيين.

موجة ترامب ليست أبدية والصعود والهبوط بين المدارس الفكرية والسياسية المختلفة أمر طبيعى، فإذا كانت موجته الحالية متصاعدة فإن تسرعه فى الدخول فى مواجهات خشنة مع حلفائه وتعميقه للاستقطاب داخل أمريكا يشير إلى أن مشروعه وجد لكى لا يبقى طويلًا.

 

omantoday

GMT 22:21 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أول وظيفة.. صبى مكتبة

GMT 22:19 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

التعريفات الجمركية والسياسات الخارجية الأميركية

GMT 22:17 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

خصومات فلسفية حيويّة

GMT 22:16 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

من الملفّ النووي… إلى مستقبل النظام الإيراني!

GMT 22:15 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

دروس وعبر «الحروب» اللبنانية

GMT 22:14 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

قلوب الكتّاب

GMT 22:13 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

تأبين العولمة وتوديع العالم القديم

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

نتنياهو... من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة ترامب موجة ترامب



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:13 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

سيطر اليوم على انفعالاتك وتعاون مع شريك حياتك بهدوء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab