الرد على الرد

الرد على الرد

الرد على الرد

 عمان اليوم -

الرد على الرد

بقلم - عمرو الشوبكي

 

ردت إسرائيل على الرد الإيرانى بهجوم استهدف قاعدة جوية إيرانية قريبة من أحد المفاعلات النووية قرب أصفهان، ودمرت فيها بعض أنظمة الدفاع الجوى إس-300، وأعلنت إيران على لسان قائد جيشها «عبدالرحيم موسوى»، أن الدفاعات الجوية تصدت لعدد من «الأجسام الطائرة».

فيما قال التليفزيون الرسمى إنه لتفعيل الدفاعات الجوية فى أصفهان!!. أما وزير الخارجية الإيرانى فقال إنّ ما حدث الليلة الماضية كان عبارة عن «طائرتين أو ثلاث بدون طيار، كالتى يلعب بها الأطفال فى إيران». وإنه «طالما لا توجد مغامرة جديدة من قبل النظام الإسرائيلى ضدّ مصالح إيران، فلن نرد».

أما الجانب الإسرائيلى فلم يعلن بشكل رسمى أنه هاجم إيران، إنما نشرت بعض الصحف الإسرائيلية وأبرزها صحيفة «جيروزاليم بوست»، نقلا عن جهات أمنية أن إسرائيل شنت الهجوم لكنها لن تعلن مسؤوليتها عنه «لأسباب استراتيجية».

ومن الواضح أن هناك ضوابط مسبقة لعبت فيها أمريكا دورًا رئيسيًا من أجل ألا تنفلت المواجهة بين الجانبين بصورة شاملة وهو أمر دفع البعض للتشكيك فى جدية هذه المواجهة من الأساس.

والحقيقة أن التنافس والصراع بين البلدين حقيقى وقائم ولكنهما يرى فيه أنه لا يجب أن يتحول لحرب شاملة، وأن إيران حريصة ألا تكرر تجارب عربية قامت على المواجهة الشاملة ضد إسرائيل والمنظومة الدولية وانتهت بهزائم مؤلمة.

إن سياسة إيران منذ دخولها فى مواجهة مع أمريكا عقب ثورتها فى ١٩٧٩ ثم مع الدول الغربية الكبرى ودول الخليج بسبب مشروعها النووى وتدخلاتها فى شؤون الدول العربية الداخلية، وهى لا تقطع شعره معاوية مع أحد، وأن الدول التى تدخلت فيها بصورة خشنة وارتكبت فيها من الخطايا الكثير اعتبرت أنها ربحت فى مقابل ذلك أذرع لها مثلت أوراق قوة توظفها فى أى صراع أو على طاولة المفاوضات.

إيران تعى أن الأمور على الساحة الدولية حين تصل إلى مواجهة مع القوى الكبرى لا تكون أبيض وأسود، وأن ارتكاب أى دول متوسطة القوة أخطاء كبيرة فى الحسابات يسهل اصطيادها أمريكيًا وغربيًا. فالطريقة الإيرانية لو كانت محل صدام حسين لم تكن بأى حال ستقرر غزو الكويت وضمه بالقوة الغاشمة للعراق إنما كانت سيطرت فقط على الشريط الحدودى محل النزاع ودخلت فى مفاوضات مع الكويت لتحقيق بعض المكاسب فى مقابل انسحابها منه.

ومن هنا فإن رد إيران على إسرائيل كان محسوبًا فى ظل قواعد يحكمها أى صراع «مع الكبار» فكان تأثيره رمزيًا وماديًا ولكنه لم يكن مؤلمًا ولم يقتل إسرائيليين، ولذا جاء رد الدولة العبرية أكثر وداعة وهدوءًا.

إيران جزء من صراع دولى بالنقاط تحاول فيه أن تكون جزءًا من الكبار وهو يتطلب قواعد مختلفة عن أى مواجهة حماسية تبدو أنها شاملة وتنتهى بهزائم وخيمة.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد على الرد الرد على الرد



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab