المجاهرة بالإفطار

المجاهرة بالإفطار !

المجاهرة بالإفطار !

 عمان اليوم -

المجاهرة بالإفطار

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

بمناسبة الشعارات التي نرفعها منذ فترة طويلة عن «تجديد الخطاب الديني» والتي لم نر لها أي تطبيق ملموس حتي الآن، ما رأيكم في الفتوي التي أصدرتها دار الإفتاء يوم أول رمضان (الإثنين الماضي 6/6) وفحواها أن المجاهرة بالإفطار في رمضان «لا تدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضي والاعتداء علي قدسية الاسلام» وعللت دار الفتوي كلامها هذا بأن «المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام فضلا عن أنها خروج عن الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته». هل هذا هو الخطاب الديني الذي نريده ونحن الآن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؟ وهل تلك هي روح الاسلام كما عرفته مصر دائما في تقاليدها الدينية المعتدلة و المتحضرة، والتي تعرف التزاما تلقائيا بسيطا وعميقا لا يرتبط بأي من صور الإرغام أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي عرفتها مجتمعات أخري؟ إن الإسلام يقوم علي حرية العقيدة كلها، فكيف تتحدثون عن التشدد في العبادات؟ ولماذا تصرون في كل رمضان علي إصدار تلك الفتاوي الرجعية الجامدة؟ إن المفتي يتحدث عن الخروج عن الذوق العام في «بلاد المسلمين» فهل يعني هذا أنه يقسم العالم إلي بلاد المسلمين وبلاد الكفار؟ أي غيبوبة فكرية تلك؟ وهل مصر تعرف بأنها من بلاد المسلمين؟ نعم مصر جزء من العالم الإسلامي، و لكن مصر موجودة قبل الإسلام وقبل المسيحية و قبل اليهودية، وهي أيضا جزء من افريقيا، ومن حوض المتوسط، ومن الشرق الأوسط.، وهي بلد لغير المسلمين مثلما هي بلد للمسلمين. وأعود إلي حديث المجاهرة بالإفطار: كيف يتصور فضيلة المفتي النتائج العملية لفتواه تلك؟ وما هي الجهة التي سوف تنفذها؟ هل هي الشرطة؟ هل هم مواطنون يتبرعون بذلك ؟وكيف سوف يتم التحقق من توافر شروط العقاب علي معصية المجاهرة بالإفطار؟ هل سوف يكون مطلوبا من كل مواطن شهادة تفيد بأنه مسلم أو غير مسلم؟ وهل سوف يكون علي المريض أن يحمل شهادة بمرضه؟ أو شهادة من إحدي شركات الطيران أو السكك الحديدية بأنه علي سفر لمسافة تبيح الافطار؟ وما هي الشهادات المطلوبة من المرأة كي يسمح لها بالمجاهرة بالإفطار؟ ارحمونا من هذا العبث!.

omantoday

GMT 07:05 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

GMT 09:38 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

عيد العمل!

GMT 09:38 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

عيد العمل!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ضد الفيتو الأمريكى!

GMT 00:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الصواريخ بين الأدب والسياسة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجاهرة بالإفطار المجاهرة بالإفطار



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab