هرم بلا قاعدة

هرم بلا قاعدة

هرم بلا قاعدة

 عمان اليوم -

هرم بلا قاعدة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

وصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حالة تنظيم «داعش» بعد الهزائم الكبيرة التي تلقاها في سوريا والعراق بأنه أصبح بمنزلة هرم بلا قاعدة. وكان أحد كبار رجال المخابرات المركزية الأمريكية «سي.آي.إيه» قد استخدم تعبيراً قريباً من المعني الذي قصده ماتيس عندما قال إن «داعش» صار رأساً بلا جسم.

يبدو تقدير حالة «داعش» علي هذا النحو صحيحاً في بعض جوانبه. ولكنه لا يعبر عن الواقع بدقة، وربما يكون الأمريكيون الذين يتبنون هذا التقدير متأثرين بما حدث لتنظيم «القاعدة» بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في الفترة التالية لهجمات 11 سبتمبر 2001.

ولكنهم يغفلون فرقين مهمين. الأول أن «القاعدة» كان في أصله رأساً يعتمد علي قواعد متناثرة في عدد من البلدان، أو متنقلة بينها. وما حدث بعد ضرب معقله في أفغانستان، ومطاردة أهم قادته، أن الاتصال أصبح صعباً بين رأسه وقواعده تلك، لأنه اعتمد علي وسائل تقليدية. وتختلف حالة «داعش» لاعتماده علي الفضاء الإلكتروني الذي يوجد فيه متسع دائماً. ولذلك مازال التنظيم يؤثر بطريق غير مباشر في توجهات وسلوك أفراد يتطرفون ويتجهون إلي العنف، فيما يُطلق عليه ظاهرة «الذئاب المنفردة».

والفرق الثاني أن «داعش» تجربة غير مسبوقة لم يسبقه علي مثلها تنظيم إرهابي آخر, لأنه سيطر بشكل كامل علي مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق، وأقام فيها سلطة دينية بكل أجهزتها تقريباً، في حين كان تنظيم «القاعدة» ضيفاً في أفغانستان تحت حكم حركة «طالبان». ولكن هذه الأراضي لم تكن قاعدة «داعش» الوحيدة، لأن التنظيمات الإرهابية التي بايعت زعيمه في عدد من البلدان تعد امتداداً لها. وقد أصبح هذا الامتداد هو القاعدة الأساسية، إلي جانب قاعدة غير منظورة متمثلة في أفراد يتأثرون به، ويستخدمون أساليب جديدة يرشدهم إليها مثل الدهس والطعن اللذين توسع نطاق اللجوء إليهما بعد تسجيل صوتي بثه التنظيم ودعا فيه من لا يستطيعون القيام بعمليات تفجير أن يعتمدوا علي هذين الأسلوبين باعتبارهما الأسهل.

والحال أن «داعش» مازال يعتمد علي قاعدة مزدوجة، ولم يصبح بعد رأساً بلا جسم أو هرماً بلا قاعدة، بخلاف ما يعتقده مسئولون أمريكيون دأبوا علي إساءة تقدير الوضع في المنطقة.

omantoday

GMT 07:07 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

جائزة تذَكًّر بمي غصوب

GMT 08:31 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

'أخلاق مُفترى عليها'

GMT 07:44 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

آفة الجمود

GMT 07:39 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

استعادة الفضاء الافتراضي

GMT 06:57 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

تسييس الرياضة دوليًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هرم بلا قاعدة هرم بلا قاعدة



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab