بقلم:فاروق جويدة
ربما يكون قرار الرئيس الأمريكى ترامب بإغلاق وزارة التعليم أول سابقة فى التاريخ، ولا أحد يدرى نتائج هذا القرار, لأن فى أمريكا 100 ألف مدرسة حكومية و34 ألف مدرسة خاصة, فأين يذهب الآلاف من المدرسين والعاملين؟ وما هو مستقبل هذه المنشآت؟ وأين يذهب ملايين التلاميذ الذين يتعلمون فى هذه المدارس؟
لقد أمر الرئيس ترامب وزيرة التعليم بإغلاق الوزارة وتوابعها، فأين يذهب المدرسون والطلاب والمعامل؟ وما هى أسباب القرار؟ هل اكتشف ترامب أوكارًا للفساد فى الوزارة؟ وهل هناك مال ضائع؟ وما هو البديل؟ هل يتجه ترامب إلى تأسيس منظومة تعليمية مختلفة، أم أن هناك عددًا من أغنياء أمريكا سيدخلون هذا السباق؟
إن القرار يمثل تحولًا خطيرًا، فلا يوجد شعب بلا تعليم، ولا توجد دولة لا تعلِّم شعبها، فأين تتجه الأجيال الجديدة وهى بلا دراسة أو شهادة أو تعليم؟ إن قرار ترامب يمثل تحولًا كونيًا فى تاريخ البشر، ليكون الشعب الأمريكى بلا تعليم فى عصر التكنولوجيا وأسلحة الدمار الشامل.
هل قرر ترامب أن يعيد أمريكا إلى عصور القرصنة الأولى ورعاة البقر؟ وتتجه الأجيال القادمة من عصور الجهالة إلى نشر التخلف وغياب الوعي؟
إن ترامب يعلن العصيان على العلم والثقافة والفكر والإبداع، فما هو العالم الذى يريده ويسعى إليه؟.
لم يبق أمامه غير أن يلغى منصب الرئاسة، ويغلق البيت الأبيض، ويحاصر ما بقى من الهنود الحمر فى كل أرجاء أمريكا!.