تجري تُبارز تسبح تتخطى الحواجز

تجري تُبارز تسبح تتخطى الحواجز

تجري تُبارز تسبح تتخطى الحواجز

 عمان اليوم -

تجري تُبارز تسبح تتخطى الحواجز

بقلم: إنعام كجه جي

ليس أجمل من متابعة بطلات الرياضة اللواتي تنافسن في أولمبياد باريس طوال الأيام الماضية. أجساد شابة قوية معافاة تنطلق في الملاعب وعلى الحلبات وفي المياه وفوق ظهور الخيل. بنات ونساء من كل لون، يمتلكن انسيابية الحركة في دورة عالمية ترفع شعار: الأقوى والأعلى والأسرع.

أذرع مكشوفة لوحتها كل الشموس. سيقان تنطلق دون عوائق. تدور بالدراجات وتتزلج على الجليد. جدائل متروكة للريح. سيوف كهربائية تتبارز. أكفّ تتأهب وتلاكم وتتصارع وتبطح. أجساد مثل سهام رشيقة تخترق المياه وأكتاف عريضة تضرب الأمواج. قامات تقفز لتخبط الكرة. تتسابق لتضعها في السلة. أعين مدرّبة تصوّب على الهدف البعيد. كل الأهداف البعيدة تصبح قريبة حين تكتشف البنت طاقاتها.

ما يقال عنهن ينطبق على الرياضيين الشبان أيضاً. لكن الرجل عاش عشرين قرناً وهو سيد الفضاء العام، ينفخ عضلاته ويمارس ما يحلو له دون أن يسمع تلك الكلمة الناهية: عيب! والنواهي أنواع. وهي تختلف بتنوع الثقافات. وقد كانت حصة العربيات منها كثيرة وفائضة، قبل أن يتحول العالم، بفضل الاتصالات الحديثة، إلى قرية صغيرة. نحن نشهد معجزة تبلبل المياه الراكدة.

قبل أربعين عاماً، بالتحديد في اليوم الثامن من الشهر الثامن في دورة لوس أنجليس 1984، شاهد العرب، ومعهم العالم، تتويج أول بطلة عربية بالذهب الأولمبي. لم يكن سباقاً بل نقلة تاريخية. فحين قطعت المغربية نوال المتوكل مسافة 400 متر مزروعة بالموانع، فإنها كانت في الحقيقة تقطع قروناً من الصمت والتمييز والخوف والردع.

في 54 ثانية فحسب اجتازت ابنة الدار البيضاء الحد الفاصل بين الإحباط الرياضي العربي وبين النصر الأولمبي. ولم تكن الحواجز التي قفزت البطلة السمراء فوقها عوارض من خشب، بل كانت تقفز فوق جدران من الحرمان والمحرمات. كوّرت قبضتيها بتصميم ودفعت بصدرها إلى أمام وفردت قامتها في الفضاء الرحب، تاركة جسدها الشاب يتنفس حريته.

فتحت نوال المتوكل طريق الذهب لبطلات عربيات أخريات في الجري ورياضات أخرى: من الجزائر حسيبة بولمرقة ونورية مراح بنيدة. من سوريا غادة شعاع. من تونس حبيبة الغريبي. كل منهن عادت تزيّن صدرها بميداليتها. وها نحن نرى الذهب في الدورة الحالية على صدر بطلة الجمباز الجزائرية كيليا نمّور. تعرضت مواطنتها الملاكمة إيمان خليف للتشكيك فهبّت عاصفة تدافع عنها في مواقع التواصل. تحدّت الظلم وحازت الذهبية.

تعرّف العالم على بطلات من مصر والسعودية والخليج وصلن إلى المنافسات المتقدمة. دنيا ويمنى وأمينة وصفيّة وسعاد ونور وسما ومروة ونسرين. وراء كل اسم سنوات من الطموح والتحدي والعرق والإصرار. ثم من كان يصدّق، وغزّة تُقصف كل ساعة، أن يرى السباحة فاليري، حفيدة الغزاوي كامل ترزي، تحمل علم بلادها في أولمبياد باريس وتشارك في التصفيات باسم فلسطين؟

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجري تُبارز تسبح تتخطى الحواجز تجري تُبارز تسبح تتخطى الحواجز



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab