عالية ممدوح
أخر الأخبار

عالية ممدوح

عالية ممدوح

 عمان اليوم -

عالية ممدوح

بقلم: إنعام كجه جي

اتصلت بي الصديقة عالية ممدوح، ذات يوم، تسأل عن استعدادي لأن أرافقها إلى الكاتب بالعدل في باريس وأشهد بأنها عراقية. كنت مستعدة أن أشهد معها ولو شهادة زور لكي ترتاح من مشكلات تجديد الإقامة وغيرها من منغصات العيش في البلد الغريب. ذهبنا في الموعد وكان المطلوب ثلاثة شهود. وحضر معنا الرسام هيمت محمد علي والفنانة سوسن سيف، رحمها الله، صاحبة أجمل رسوم لمجموعات طوابع البريد حول نباتات العراق. كنا ما بين الجد والهزل ونحن نقرّ ونوقّع على أن صديقتنا من تلك البلاد العظيمة، عراقية بنت عراقي. والوقوف أمام الموظف القانوني يستدعي الوقار. لكن المهمة التي نحن بصددها تندرج في خانة السخرية السوداء.

هذا الشهر بلغت عالية ممدوح ربيعها الثمانين. ولو كانت بلادنا بخير لاحتفلت بها وزارة الثقافة واتحاد الأدباء ونقابة الصحافيين والجمعيات النسائية وحتى اللجنة الأولمبية. كاتبة كانت على مدى سنوات رئيسة لتحرير جريدة «الراصد» في بغداد، الصحيفة التي نشرت التجارب الأولى لكثيرين ممن أصبحوا أعلاماً في المشهد الثقافي العربي. وهي، وهذا هو الأهم، روائية ترجمت أعمالها إلى معظم اللغات الأوروبية. شاركت في ندوات لا تحصى وكان لها مقال أسبوعي في جريدة «الرياض» تقدم فيه، بأسلوبها المميز، قراءات في الكتب التي تلفت انتباهها. جمعت المقالات في كتاب بعنوان «مصاحبات».

خصص مسرح «الأوديون» العريق أمسية حافلة لتكريم عالية ممدوح. وهو ما لم يحصل لكاتب عراقي من قبل. واحتفى بها البرلمان العالمي للكتّاب واستضافها في واحد من منازله الجميلة في قلب باريس القديمة. أديبة عذبة المعشر حاضرة النكتة، تحمل شهادة في «علم النفس» من الجامعة المستنصرية. غادرت الوطن منذ أربعة عقود ولم تعد. أقامت في بيروت وفي الرباط ثم استقرت في باريس. شقتها لا تزيد على مساحة مطبخ في بغداد. كتبت عن تشققات جدران هذه الشقة وتصدّع مواسيرها كتاباً من أجمل نصوصها. نافذتها تطل على الشارع وسابلة الشارع. تنقر على شباكها فتفتح لك مرتدية زياً بهيج الألوان. ثيابها تركيبة أنيقة ما بين القفطان العربي والسروال الباكستاني.

في صالونها الكشتبان جلس كبار من أمثال سعدي يوسف. أدونيس. فاروق مردم. كوكب حمزة. يوسف الصائغ. جابر عصفور. يمنى العيد. الباهي محمد. صبري حافظ. وعشرات غيرهم.

ثم يحضر وزراء ثقافتنا ولا يخطر ببالهم السؤال عن عالية ممدوح، الأديبة التي تلتزم الخفر وتعيش من الكتابة، مهنة المتقشفين. لها مجموعتان قصصيتان وخمس روايات وكتاب في السيرة. نالت روايتها «المحبوبات» جائزة نجيب محفوظ في القاهرة. حفرت طريقها بنفسها وراوحت بين الحضور والاحتجاب طبقاً للمزاج ودواعي الصحة. تصحو وتمارس رياضتها الصباحية بكل همّة. تركب الدراجة في الحديقة العامة. تشرب شاي الأعشاب وتفتح هاتفها للاطمئنان على وحيدها المقيم وراء المحيط وتواصل برنامج قراءاتها وكتاباتها. تتابع الأخبار وتتأسى وتمرض، فعلياً، وهي ترى عالماً يمشي على رأسه.

 

omantoday

GMT 20:15 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات كبرى تقرّر مستقبل الشّرق الأوسط

GMT 20:12 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لا تعزية حيث لا عزاء

GMT 20:11 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

حطب الخرائط ووليمة التفاوض

GMT 20:10 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

خرافات العوامّ... أمس واليوم

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

الخصوصية اللبنانية وتدوير الطروحات المستهلكة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالية ممدوح عالية ممدوح



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab