2024 وانتظارالبجعة السوداء
أخر الأخبار

2024... وانتظارالبجعة السوداء!

2024... وانتظارالبجعة السوداء!

 عمان اليوم -

2024 وانتظارالبجعة السوداء

بقلم : حسين شبكشي

مع قراءة هذه الكلمات يكون قد دخل علينا عام جديد وهو 2024، وذلك وسط أجواء ثقيلة ومحبطة في أنحاء كثيرة مختلفة ومؤثرة حول العالم، في عام يعتقد كثيرون من المحللين السياسيين أنه عام «العاصفة المثالية» التي اكتملت عناصر وأسباب حصولها، أو عام قد تظهر فيه البجعة السوداء وآثارها المتبعة.

نظرية البجعة السوداء هي نظرية تُشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة. تقوم هذه النظرية على الفكرة السائدة بأن البجع كله أبيض، أما وجود البجع الأسود فهو نادر ومفاجئ وصادم. كان ذلك كله قبل اكتشاف البجع الأسود في منطقة أستراليا الغربية الذي كان حدثاً غير متوقع فاجأ العالم وصدمه. وتنطبقُ هذه النظرية على الأحداث التاريخية المهمة والمؤثرة التي لم يكن من الممكن أبداً التنبؤ بها، أو كان احتمال وقوعها غير وارد على الإطلاق. فمعظم الناس لم يروا بجعاً أسودَ من قبل، لذا يعتقدون عدم وجوده، وذلك لأن عقلنا يركّز على أمور، ويغفل عن أخرى.

وهناك كثير من البجعات السوداء الممكنة اليوم، وهي مسألة باتت تشغل عقول كثير من مستشاري صُناع القرار في الغرب بشكل أساسي، فهناك من يرى إمكانية حصول مفاجأة مذهلة وصادمة، (وإن كانت ذات احتمالات ضعيفة وبعيدة)، وهي تحديداً رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي المركزي الأميركي، وذلك على عكس معظم التوقعات التي تشير وتؤكد أن هذه السنة الجديدة ستشهد تخفيضاً للفائدة بعد أن أدت مهمتها في كبح جماح التضخم. وطبعاً في حالة رفع الفائدة بقناعة أن محاربة التضخم بحاجة للتأكيد أكثر على النهج نفسه ضمانة لعدم الاستهانة بما قد يحصل. وهذا ستكون نتيجته مزيد من الركود الاقتصادي، وإطالة فترة الخروج منه.

وهناك بجعة سوداء أخرى ممكنة تتمثل في استغلال الصين الوضع العالمي الحالي، وانشغال الغرب عسكرياً في دعم كل من أوكرانيا وإسرائيل لتقوم بتغيير الواقع في علاقتها مع تايوان، وضمها بالقوة إليها للتحقيق والتنفيذ العملي لكل الشعارات التي رفعتها، وهي تؤكد أن تايوان جزء من الصين الوطن الأم، ولا بد أن تعود إليه. وهذا بطبيعة الحال ستكون له توابع وتبعات غير بسيطة في ما يتعلق بعلاقات الصين مع المجتمع الدولي.

ولا يمكن التخفيف من إمكانية توسيع رقعة الحرب الإسرائيلية على غزة لتمتد إلى مناطق أخرى؛ ما قد يسهم في ارتفاع تكلفة الملاحة الدولية مع عدم إغفال احتمالية ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، وتبعات ذلك على الاقتصاد العالمي.

ومن الطبيعي جداً في سنة انتخابات رئاسية مهمة وساخنة في الولايات المتحدة أن تتوجه الأنظار إليها، وهناك من يرى أن الظروف مهيأة لبجعة سوداء يقصَى فيها أحد المرشحين الرئيسيين الديمقراطي جو بايدن أو الجمهوري دونالد ترمب. والإقصاء ممكن أن يكون قضائياً بحكم محكمة، أو سياسياً بقرار الحزب، أو مرضياً لظروف قهرية، أو بسبب إقصائي آخر.

وتحديداً في حالة «إقصاء» دونالد ترمب بأي طريقة كانت ستكون ردود الأفعال من كتلة أنصاره عنيفة جداً كما يعتقد بحيث يصبح مشهد السادس من شهر يناير (كانون الثاني) منذ 3 سنوات مضت أشبه بنزهة في حديقة عامة بالمقارنة بما هو متوقع.

العالم، بشكل عام، أصبح فيه الدارسون والمحللون أكثر حذراً ويقظة استعداداً لما هو آتٍ وما قد يحصل، خصوصاً بعد تجربة قاسية وصعبة ومريرة ومكلفة مر بها العالم بأسره، في ما بات يوصف بأم البجعات السوداء، والمقصود هنا معاناة العالم مع فيروس «كورونا» وتبعاته المدمرة التي باغتت الناس، وهزت اقتصادها، وزعزعت طمأنينتها. نظرياً تبدو سنة 2024 جاهزة ومستعدة لاستقبال بجعة سوداء استثنائية، وهذا بحد ذاته مقلق وصعب، وعموماً لا يسعنا إلا أن نتمنى سنة سعيدة للجميع.

 

omantoday

GMT 05:40 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

تواريخ

GMT 05:36 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

إرث السودان... واللصوص

GMT 05:35 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

السودان: المسيّرات والحسابات الخاطئة!

GMT 05:33 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي»!

GMT 05:25 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

سفن ساحورع تعود من بلاد بونت... عودة أخرى

GMT 05:24 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

حروب عبثية وأخرى ضرورية

GMT 05:19 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

يجمع بينهم ما جمع الغُراب مع العصفور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2024 وانتظارالبجعة السوداء 2024 وانتظارالبجعة السوداء



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:32 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج القوس

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 21:21 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 04:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 08:37 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab