حول سيوران ورؤية بيدنوار

حول سيوران.. ورؤية بيدنوار

حول سيوران.. ورؤية بيدنوار

 عمان اليوم -

حول سيوران ورؤية بيدنوار

بقلم : فهد سليمان الشقيران

إميل سيوران‏، هو فيلسوف وكاتب روماني نشر أعماله باللغتين الفرنسية والرومانية ولد في قرية رازيناري، إحدى قرى ترانسيلفانيا الرومانية والتي كانت في تلك الفترة تابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية.
وتتمة للمقالة الماضية التي علقت فيها على بحث «فانسون بيدنوار» الذي نشرته مجلة «حكمة»، فإن النقاش سيكون حول نص ورد في المبحث والذي قال فيه:«تشكل كتب سيوران تجميعاً لكتابات وجيزة، وأمثال سائرة وعموماً، لشذرات. وبالرغم من ذلك، فإن هذا النوع من التعبير المربك والأصيل لدى كاتبنا، يتضمن دلالة تتخطى التفسيرات المباشرة إنه يكشف، بادئ ذي بدء، كما هو الحال لدى نيتشه، عن إرادة لمقاومة روح النسق، واستبدال هذا الأخير بفكر متحرر، حيث الكشوفات تكون أحياناً غير متماسكة، لكنها غنية دائماً بالذاتية، وبإمكانها أن تأخذ مكانها على قدم المساواة».
أعلق على هذا النص بأن سيوران من طينة الشعراء أو الأدباء أكثر من كونه من الفلاسفة الجادين، هو يذكرني بنصوص متفجرة لعبدالله القصيمي على سبيل المثال، فهو كاتب ثائر أكثر من كونه فيلسوفاً بالمعنى النظري والعلمي، وعليه فإن سيوران قريب من التفجر والحنق والغضب أكثر منه إلى النظرية والمنهج.
ثمة فلاسفة متشائمون كثر لكنهم التزموا بمناهج علمية صارمة، مثل شبنهور، أو نيتشه في بداياته خاصةً كتابه:«ولادة المأساة» حين كان مأخوذاً بنظرية التشاؤم العنيفة.
لكنني أتفق مع الباحث المشار إليه بقوله:«تعتبر الشذرة، بالفعل، في حد ذاتها، عصياناً ضد التقليد الفلسفي وضد الأساس الذي شيد عليه هذا التقليد أساساً. لكن، وبمزيد من التعمق، فإن اللجوء إلى استخدامها، لدى سيوران، يعتبر ناقلاً لطريقة معينة في فهم العالم وكشف الوجود.
تنطبق الكتابة الشذرية على الإدراك المهشم لعالم لا يكف عن الانفلات، والذي يبدو من غير المجدي الرغبة في حشر الماهية في نسق. تصدر الهوية المفترضة للكينونة عن متطلبات لغتنا وبنيتنا الثقافية الخاصة بنا، التي تدرك العالم عبر مقولات فكرية تخصها، فإن لم تكن هذه الأخيرة غريبة عنها، فهي على الأقل غير ملائمة. يتوقف جوهر العالم، تبعاً لسيوران، عن حالة ذاتيتنا؛ إن الحالة الانفعالية التي تقوم هذه الأخيرة بتركيزها، تحدد ما ندركه والطريقة التي ندركه بها».
نعم لقد ألف سيوران كتبه الشذرية كلها ومنها «المياه كلها بلون الغرق» كما ألف كتابه ذائع الصيت: «تاريخ ويوتوبيا». تأثر بالكتابة الشذرية النيتشوية، كما جنحت فلسفته إلى الغضب والمساءلة والاحتجاج والتساؤل، لم يكن يمتلك أي أجوبة بقدر ما هو حارث في أرض الوجود على طريقة الفلاحين، والصعاليك الحائرين، وإذا غضب ارتعد وكتب شذرات هي على مستوى من القراءة المأساوية الحائرة في النظرة للوجود. استعمل النظرة الشرقية للخلاص والاستسلام لهذا العالم مع الاحتجاج عليه، والإضراب ضد العيش فيه أو الاستمتاع به، وهو بهذا إنما يعيد نظرة شبنهور لكن بصيغة شعرية أكثر منها صيغة فلسفية، ذلك أن شبنهور أقوى تشييداً للصرح الفلسفي خاصة، من شذرات سيوران التي هي مزيج من الشعر والفلسفة هذه هي الخلاصة.

*نقلاً عن "الاتحاد"

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول سيوران ورؤية بيدنوار حول سيوران ورؤية بيدنوار



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab