«خلي أعصابك في ثلاجة»

«خلي أعصابك في ثلاجة»

«خلي أعصابك في ثلاجة»

 عمان اليوم -

«خلي أعصابك في ثلاجة»

بقلم -عبد الرحمن الراشد

مع عمليات الاعتداء وخطف الناقلات، وتهديد الملاحة، وهجمات طائرات الدرونز، ليس من الهين الاحتفاظ بأعصابك في ثلاجة في مثل هذه الأجواء المتوترة، إنما هذه هي اللعبة وأصولها. ما يحدث في الخليج، معركة أعصاب.

مواجهة إيران لعبة مكعبات معقدة، يتطلب حلها جملة محاولات للوصول إلى الشكل النهائي الصحيح.الخطوات الخاطئة أسهل وأكثر من الصحيحة. فالمواجهة العسكرية مع إيران تبدو الأسهل، تقضي على قوة النظام؛ لكن ليس بالضرورة ستقضي عليه، فيصبح مشكلة أكبر للمنطقة. قد يكسب التحالف الحرب؛ لكن يخشى أن تتسبب في تدمير مقدرات الدول الخليجية الاقتصادية. وقد تبدأ الأزمة صغيرة بخطوة صغيرة، تخليص ناقلة نفط مخطوفة، ثم تخرج عن السيطرة إلى حرب واسعة. وفي الحسبان احتمالات أخرى، مثل مواقف الدول الكبرى الأخرى، فالصين وروسيا لدى كل واحدة منهما حساباتها المختلفة. فروسيا تحتفظ بخلافات مع الغرب في مناطقها السابقة التي فقدتها مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وتريد استعادة عواصمها القديمة، من كييف إلى براغ. وكذلك الصين، لها خلافات مع أميركا في بحري الصين الشرقي والجنوبي، إضافة إلى نزاعاتها التجارية. وفي حال تعقدت وطالت الأزمة الإيرانية، أي إن لم تحسم عسكرياً، أو سياسياً، بشكل سريع، كما يحدث في سوريا، فستتدخل هذه الدول لأسبابها، كما فعلت روسيا في سوريا.

ولا يقتصر الحساب على كبار اللاعبين، فهناك ميليشيات إيران، وهي مدربة لخوض معارك طهران، ليس بمقدورها حسم الحرب؛ لكنها قادرة على إثارة الفوضى في المنطقة. ثم إن هناك الجبهة المضادة، وحسابات الدول فيها ليست متطابقة تماماً. فإسرائيل قضيتها الرئيسية هي القضاء على أو منع السلاح النووي الإيراني.

 أما السعودية فتريد أولاً وقف مشروع إيران، من الاستيلاء على اليمن والعراق، الذي يهددها. وهذا الاختلاف في المقاصد سينعكس على طبيعة المواجهة.

وما دامت الصورة تبدو مليئة بالمخاطر والاختلافات، إذن لماذا لا يمكن الرجوع إلى ما كانت الأوضاع عليه قبل عام؟ أي قبل تطبيق العقوبات الاقتصادية، أو حتى قبل إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاقية النووية، وبالتالي نتلافى حرباً أخرى.

إنه تفكير مثالي؛ لكنه لن ينهي المشكلة، فالحقيقة أن السلام المجاني يؤجل المعركة فقط، حتى تصبح أصعب وأخطر لاحقاً.

إيران مستمرة في اندفاعها بالهيمنة على العراق وسوريا واليمن، سياسة علنية، وصرح بها القادة الكبار في طهران. وستستمر تزحف حتى تقع الحرب المؤجلة. أيضاً، كثير من التقارير تؤكد أن إيران تقترب من بناء سلاحها النووي. البريطانيون يعتقدون أنها على بعد عام من ذلك. وواشنطن تقول إن إيران لم تتوقف أبداً عن العمل، رغم مزاعمها وتوقيعها على تعهدات بذلك. وفي حال أصبحت إيران نووية عسكرياً، لن يمكن لأحد بعدها مواجهتها عسكرياً؛ لخطورة ذلك على العالم، وستضطر الدول الكبرى إلى القبول بالأمر الواقع، مهما كان ذلك الواقع الذي ستفرضه طهران حينذاك.

وبالتالي توقيت الحسم عامل أساسي، أما تأجيله فليس في صالح خصومها مهما كانت حسابات اليوم ومخاطر المواجهة. وهذا لا يعني أبداً أن أحداً يريد الحرب، الحقيقة لا أحد. مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترمب محاصرتها وإجبارها على اتفاق يوقف سياستها العدوانية. قد يستغرق تحقيق ترمب هدفه عاماً أو أربعة. حتى ذلك الحين، الصعوبة في المحافظة على الأعصاب وعدم الانجرار وراء حرب كبيرة، وإقناع طهران بأن الحرب ستدمرها، دون الحاجة إلى إثبات ذلك لها.

omantoday

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

المال الحرام

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين: رجل الضريح ورجل النهضة

GMT 14:45 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تنويرية لمدينة سعودية غير ربحية

GMT 14:44 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

GMT 14:43 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خلي أعصابك في ثلاجة» «خلي أعصابك في ثلاجة»



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - كريم عبد العزيز يتحدث عن الرقم واحد وهذا ما قاله عن هنا الزاهد

GMT 10:02 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 عمان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab