كيف صرنا نصفق لإسرائيل

كيف صرنا نصفق لإسرائيل؟

كيف صرنا نصفق لإسرائيل؟

 عمان اليوم -

كيف صرنا نصفق لإسرائيل

عبد الرحمن الراشد

هللت العديد من الأصوات للضربة الإسرائيلية المفاجئة التي قضت أول من أمس على 6 من رجال حزب الله، وقتلت جنرالا في الحرس الثوري الإيراني، كانوا موجودين سرا، لأمر ما، في القنيطرة السورية. تهليل يعبر عن الغضب والنقمة والتشفي، قيل صراحة على ألسنة وعلى حسابات التواصل الاجتماعي، لمسناه حتى من متعاطفي الجماعات الإسلامية.

هذا التحول الكبير سببه بشاعة أفعال حزب الله، باستهدافها خصومها في لبنان، وولوغها في دم آلاف السوريين. التحول من الإعجاب بحزب الله إلى كراهيته حدث في أقل من عقد واحد. فقد كان هؤلاء أنفسهم من يناصر الحزب في لبنان سابقا، ويتبنى مشروعه السياسي والعسكري. وقد بدأ الغضب بعد أن احتلت ميليشيات الحزب بيروت الغربية، في «أحداث أيار»، بعد 3 سنوات من تورط الحزب في اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري. سقط حزب الله، ومعه إيران، من المقام الرفيع والاحترام، الذي طالما احتله باسم الإسلام ولبنان وفلسطين. ثم جاء السقوط الكبير في أعقاب اصطفافه الطائفي الصريح في سوريا، بانخراط أبناء حزب الله في الحرب القذرة هناك، التي قتل فيها أكثر من ربع مليون إنسان، في أكبر جريمة في تاريخ المنطقة. وستكون هناك المزيد من الإرهاصات للتورط الإيراني في سوريا.

ولا شك أنه إن وقعت مجددا مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أو مع إيران، فإن الكثيرين من العرب سيبتهلون داعين بهزيمة ميليشيات الحزب وجنرالات حليفه الإيراني. وهذا الشعور الغريب يعكس تبدل تحالفات المنطقة، وتبدل المواقف السياسية، وإن مؤقتا. ولا تعني كراهية كثير من العرب لإيران وحزب الله بالضرورة حبا طارئا لإسرائيل، فهذه قصة أخرى. ربما، في حال تحقيق صلح فلسطيني إسرائيلي قد يجد تقبلا شعبيا أكثر من ذي قبل. وفي حال وقوع صراع إقليمي، مثلا صراع عربي مع إيران، وإسرائيل طرف صريح وظاهر في المعسكر العربي، سيكون هناك غض للطرف عن التحالف المؤقت، من قبيل عدو عدوي هو صديقي. مرة أخرى، هذا لا يعني أن إسرائيل ستكون مقبولة عربيا على المستوى الشعبي، أي الشارع العربي، إلا في حال التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.

نحن في زمن انتقالي، لخريطة وتحالفات ما بعد عام 1948، وقد تتبدل محاور الصراع والعداوات في اتجاه مختلف تماما. قد تكون إيران وحزب الله في صف الدولة اليهودية، في حال توقيع اتفاق نووي مع الغرب ترضى به إسرائيل، التي تعتبر الآن حجر عثرة بسبب موقفها المتصلب ضد التنازلات الأميركية للإيرانيين. وفي حال إصرار الأميركيين على إنتاج اتفاق مع إيران يغضب الإسرائيليين، قد يُدفع الإسرائيليون نحو صف الدول الخليجية، لتحقيق التوازن الإقليمي الضروري. وهي حاليا تشترك، عن بُعد، في حلف يمارس ضغوطا علنية على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تحذرها من التهاون في التفاوض مع طهران لكنه ليس بالحلف الخليجي الإسرائيلي الذي يمكن الاعتماد عليه. فالخلافات الإسرائيلية عديدة ومحورية مع عرب الخليج، في فلسطين، وسوريا، بشكل يصعب تجاوزه.

omantoday

GMT 18:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 18:31 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 18:29 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 18:28 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 18:27 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 18:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 18:25 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

GMT 18:24 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

بين جنبلاط وحكمت الهجري... ومخاوف الأقليات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف صرنا نصفق لإسرائيل كيف صرنا نصفق لإسرائيل



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab