عيون وآذان مصر وأسباب التفاؤل

عيون وآذان (مصر وأسباب التفاؤل)

عيون وآذان (مصر وأسباب التفاؤل)

 عمان اليوم -

عيون وآذان مصر وأسباب التفاؤل

جهاد الخازن

انتقل نبيل فهمي من اليابان إلى الولايات المتحدة سفيراً لبلاده في واشنطن سنة 1999، وقام بزيارات مجاملة لكل السفراء المعتمدين ورفض أن يزور سفير إسرائيل فثارت عليه ضجة لم تهدأ وانتقده اللوبي إلا أنه بقي على موقفه، وقلت في هذه الزاوية إنه ابن أبيه. أبوه هو إسماعيل فهمي، رحمه الله، وزير خارجية مصر الذي استقال في سنة 1977 احتجاجاً على زيارة الرئيس أنور السادات القدس. عندما عُيِّن أخونا نبيل فهمي وزيراً للخارجية في حكومة حازم الببلاوي جرى بيننا اتصال إلا أنني عندما وصلت إلى مصر كان مسافراً، فهو يقضي نصف وقته على سفر. الأسبوع الماضي كان حظي أفضل فقد زرت القاهرة وهو فيها، وكانت لي جلسة معه في وزارة الخارجية حيث اجتمعت يوماً مع الأخ عمرو موسى وبعده الأخ أحمد أبو الغيط. كلهم وطني يجعلني أطمئن إلى مستقبل مصر، وعندما قلت للأخ نبيل فهمي إنني وجدت الوضع السياسي في مصر أفضل منه قبل أشهر قال إنه فعلاً أفضل، وبدا متفائلاً بمستقبل بلاده وتوقع أن يشارك ملايين المصريين في الاستفتاء على الدستور اليوم وغداً، وأن يكون لإقراره تأثير كبير داخل مصر وخارجها لأنه سيكون أولى خطوات مصر نحو بناء دولة عصرية ديموقراطية. هو قال إن الإخوان أعطوا فرصة لن تتكرر ولكنهم فشلوا في إقناع الشعب المصري والعالم الخارجي بقدرتهم على الحكم، فلم يكن لديهم فكر سياسي أو اقتصادي، أو حتى ديني يوافق عليه الشعب المصري. وعندما لاحظت أن مصريين كثيرين قابلتهم قالوا إنهم فقدوا كل ثقة بالإخوان، قال الوزير إن التحريض والإرهاب أفقدا الإخوان تعاطف المواطنين. شخصياً، أستغرب كثيراً أن تتجاهل وسائل الإعلام الغربية التحريض والإرهاب، ومحاولات تعطيل انتقال مصر إلى الديموقراطية، وقلت للوزير إنني لمرة نادرة في حياتي أشعر بأن هناك «مؤامرة»، فوجود الإخوان في الحكم يعني خراب مصر وبالتالي خراب الأمة لتكون إسرائيل المستفيد الوحيد. وزير خارجية مصر قال إنه ما زال هناك مَنْ يضمر الشرّ لمصر وبعض وسائل الإعلام الأميركية يتجاهل ما يمارس الإخوان المسلمون من إرهاب ضد الشعب والقوات المسلحة المصرية والشرطة. وكنت كتبت في هذه الزاوية أنني أرجو ألا ينتهي الخلاف بين مصر وقطر إلى قطع العلاقات، ووجدت أن الأخ نبيل فهمي قرأ رأيي هذا وسألني عنه. وقلت إنني لا أريد لأكبر دولة عربية أن تقطع علاقتها مع أصغر دولة عربية بسبب الإخوان لأن هؤلاء سيعتبرون قطع العلاقات فائدة لهم أو انتصاراً. فهمت من الوزير أن الكَيْل طفح، وإذا استمر التدخل في الشؤون الداخلية لمصر فستكون هناك قرارات صارمة وحاسمة قريباً. الوزير قال أيضاً إن طرد السفير التركي من مصر جاء نتيجة التدخل السافر في شؤون مصر الذي مارسه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وأضاف أن الإجراء لم يكن ضد الشعب التركي وإنما ضد أردوغان وحكومته. أردوغان تزحلق على قشرة موز أو حديقة غازي، وتبع ذلك مسلسل الفضائح التي هزت حكومته، والخلاف مع القضاء، ونقل كبار رجال الشرطة من عملهم، وشعرت بأن الإخوان من نوع واحد في كل بلد. المهم الآن في مصر أن يُقرّ الدستور، وأن تجرى انتخابات نيابية ورئاسية، فلا يبدأ الصيف إلا وتكون في مصر دولة ديموقراطية مدنية (مع الاعتذار من السلفيين عن كلمة مدنية) وحكم يقود البلاد إلى بر السلامة. شعب مصر قادر ورجال الحكم وطنيون قدراتهم عالية، ومع وجود نبيل فهمي وزيراً للخارجية وعمل عمرو موسى رئيساً للجنة الخمسين التي كتبت الدستور عندي سبب إضافي للتفاؤل.  

omantoday

GMT 20:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ترامب في البيت الأبيض... رجل كل التناقضات والمفاجآت!

GMT 20:05 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

شرور الفتنة من يشعلها؟!

GMT 20:04 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الإسلام السياسي.. تَغيُّر «الجماعات» و«الأفكار»

GMT 20:03 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 20:02 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 20:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 20:00 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 19:58 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان مصر وأسباب التفاؤل عيون وآذان مصر وأسباب التفاؤل



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 19:14 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

البحرية السلطانية العُمانية تستقبل دفعة من الجنود المستجدين
 عمان اليوم - البحرية السلطانية العُمانية تستقبل دفعة من الجنود المستجدين

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab