عيون وآذان الحال عال العال

عيون وآذان (الحال عال العال)

عيون وآذان (الحال عال العال)

 عمان اليوم -

عيون وآذان الحال عال العال

جهاد الخازن

المركيزة تسأل الخادم: ما الأخبار يا جيمس؟ جيمس: كل شيء حسن يا سيدتي المركيزة. لكن هناك مسألة بسيطة، يجب أن أخبرك عنها هي أن فرسك ماتت (نفقت). باستثناء ذلك كل شيء حسن يا سيدتي المركيزة. المركيزة: آلو مارتن. فرسي البنيّة ماتت. هل تستطيع أن تشرح لي ما حدث؟ مارتن: لا شيء إطلاقاً. لكن يجب أن أخبرك أن الفرس ماتت في حريق أتى على إصطبلاتك. باستثناء ذلك كل شيء حسن يا سيدتي المركيزة. المركيزة: آلو باسكال. ما الأخبار؟ احترقت اصطبلاتي. كيف حدث ذلك؟ باسكال: لا شيء مهماً، إلا أن عليّ أن أخبرك أن الاصطبلات احترقت لأن دارتك الريفية احترقت. باستثناء ذلك كل شيء حسن يا سيدتي المركيزة. المركيزة: آلو آلو لوكاس. ما الأخبار؟ الدارة الريفية احترقت. كيف حدث ذلك؟ لوكاس: المركيز أدرك أن حياته دُمِّرَت لإفلاسه فانتحر، وهو حاول أن يرفع معولاً فاصاب ثريا الشموع فبدأ حريق في الدارة الريفية التهمتها من فوق إلى تحت. الريح قذفت بالنار نحو الاصطبلات فاحترقت وماتت الفرس. باستثناء ذلك كل شيء حسن يا سيدتي المركيزة. ما سبق ترجمتي لأغنية فرنسية تعود إلى سنة 1935، لعل المقصود بها في حينه شرح أحوال فرنسا قبيل الحرب العالمية الثانية، إلا أنني أجدها أفضل تعليق على حال العرب اليوم. أبو صيّاح يهاتف جاره ويسأل: كيف أحوال البلد عمّي؟ ويرد الجار: كل شيء حسن يا أخي، ولكن هناك مسألة بسيطة فقد قُتِل 140 ألف سوري وسورية في الحرب الأهلية المستمرة ودُمِّرَت حلب وحمص. باستثناء ذلك كل شيء عال العال. أبو خليل: آلو أبو طنوس. شو الأخبار؟ أبو طنوس: كل شيء حسن يا أخي. ولكن يجب أن أخبرك أن الحرب في سورية وصلت إلينا وكل يوم قتل أو انفجار يا جار. عمرو يعمل في الخليج ليعيل أسرته في الزقازيق، ويهاتف جاره ويسأل: ايه الأخبار؟ ويقول الجار: كل شيء طيب والحمد لله. لكن يجب أن أخبرك أن الإرهاب من القاهرة والإسكندرية إلى الدلتا والصعيد وسيناء، والجماعة تنكر أي مسؤولية. باستثناء ذلك كل شيء حسن والحمد لله. عبدالجبار الذي ترك بغداد إلى لندن سنة 1958 يهاتف قحطان الذي عاد إلى بغداد بعد 2001 ويسأل: شاكو ماكو؟ قحطان: كل شيء حسن يا أخي. لكن يجب أن أخبرك أن الحرب الأهلية مستمرة، والفساد زاد، والقتل والتدمير كل يوم. باستثناء ذلك كل شيء حسن. أيوب الليبي يسأل جاره موسى: ما الأخبار؟ موسى يرد: كل شيء حسن يا أخي. لكن يجب أن أخبرك أن عندنا مليون مسلح، ربما مليونان أو ثلاثة، وكل يوم قتل أو تخريب أو تعطيل للحياة السياسية. باستثناء ذلك كل شيء حسن يا أخي أيوب. أستطيع أن أكمل بكل دولة عربية، والسوداني محجوب يحمد ربّه أن بلده أصبح بلدين، وربما ثلاثة غداً، والفلسطيني صابر يقول إن الاحتلال مزدهر والمستوطنون دخلوا المسجد الأقصى، واليمني أن الطائرات الأميركية بلا طيّار تقتل المدنيين و... و... و... باستثناء ذلك كل شيء حسن يا سيدتي المركيزة.

omantoday

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 09:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 09:15 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 09:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 09:13 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 09:12 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 09:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الحال عال العال عيون وآذان الحال عال العال



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab